تَذكيرُ المسلمين الأعزّاء بصيام عاشوراء (٢)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قالت عائشة أمّ المؤمنين رضي اللّه عنها: إنّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللّه ﷺ بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ فقال: {مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ} وفي رواية: {كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللّه ﷺ يَصُومُهُ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ}
واتّفق العلماء أيّها الفضلاء على استحباب صوم عاشوراء ووردت فيه أحاديث صحيحة عن سيّد الأنبياء ﷺ منها: عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: (قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ﷺ قالَ رَسولُ اللّه ﷺ: {فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ} وعنه أيضا قال: (حِينَ صَامَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ: {فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ} فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ)
عَن عائشة رضي اللّه عنها: كَانُوا يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ وَكانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَةُ فَلَمَّا فَرَضَ اللّهُ رَمَضَانَ قالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ: {مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ}
قال سلمة بن الأكوع رضي اللّه عنه: إنّ النّبيّ ﷺ بَعَثَ رَجُلًا يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: {إِنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلَا يَأْكُلْ} قال ابن عبّاس: {مَا رَأَيْتُ النّبيّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ} وعن أبي قتادة رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ ﷺ قال: {صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَه وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ}
قال الإمام ابن القيّم ما ملخّصه: (إنّ يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام بخلاف يوم عاشوراء وصوم عرفة من خصائص شرعنا بخلاف عاشوراء فضوعف ببركات خير الأنبياء ﷺ) قالت الرّبيّع بنت معوّذ رضي اللّه عنها: (أرسل النّبيّ ﷺ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ: {مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ} فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَار)
إننا نقول لكم في الختام: بما أنّ دعاء الصائم مستجاب فادع اللّه أخي الكريم أن يحفظ المرابطين وأن ينصر من نصر الدّين وأن يخذل كلّ من خذل الصّابرين المنكوبين!