مقالاتمقالات المنتدى

تذكير المسلمين الأعزّاء بصيام عاشوراء (١)

تذكير المسلمين الأعزّاء بصيام عاشوراء (١)

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

عاشوراء أخا الإسلام هو اليوم العاشر من شهر محرّم الحرام وقد سئل ﷺ عن صيامه فقال: {أَحتَسِبُ على اللّهِ أن يُكفِّرَ السّنَةَ التي قَبْلَه} ونحن نصوم عاشوراء اقتداء بخاتم الأنبياء ﷺ الذي صامه وأمر بصيامه وقد صامه موسى الكليم ﷺ ومن آمن معه قبل ذلك شكرا للّه الحيّ القيّوم علی نجاتهم من الطّاغية فرعون إنّ يوم عاشوراء له فضل كبير وحرمة عظيمة قديمة يستحبّ صومه وصوم يوم قبله أو يوم بعده لتتحققّ بذلك مخالفة أهل الكتاب التي أمرنا بها النبيّ ﷺ ويستحبّ الإكثار من الصّيام في محرّم الحرام لقول خير الأنام ﷺ: {أفضَلُ الصّيامِ بَعدَ رَمضانَ شَهرُ اللّهِ المُحَرّمِ وَأفضَلُ الصّلاةِ بَعدَ الفَريضَةِ صَلاةُ اللّيلِ} قال ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: (لمّا قَدِمَ رَسولُ اللّهِ ﷺ المَدينة فَوَجد اليَهود صِياماً لِيَوْم فَقال لَهم: {مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ}؟ قالوا: هَذَا يَوْمٌ عَظيمٌ أنجى اللّهُ فيهِ مُوسى ﷺ وَقَوْمه وَأغرَق فِرعون وَقَوْمه فَصامَه مُوسى شُكراً للّهِ فنَحن نَصومه فَقال رَسولُ اللّهِ ﷺ: {فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ} فَصامَه رَسولُ اللّهِ ﷺ وَأمَر بِصِيامه) وقال ﷺ: {هَذا يَومُ عاشوراءَ وَلم يُكتَبْ عَلَيكم صِيامُه وَأنا صائمٌ فَمَن شاءَ فَلْيَصُمْ وَمَن شاءَ فَليُفطِرْ} قال ابن عبّاس: (حينَ صامَ رَسولُ اللّهِ ﷺ عاشوراءَ وَأمَر بِصِيامه قيل يا رَسول اللّهِ إنّه يَومٌ تُعظّمه اليَهود وَالنّصارى فَقال: {فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ} أي صمنا التّاسع مع العاشر مخالفة لأهل الكتاب والحقّ يقال أيّها الأحباب: ليست كبائر الذّنوب التي ارتكبها المسلم في السّنة الماضية يكفّرها صيام عاشوراء إنّما يكفّر صغائر الذّنوب لأنّ الكبائر تحتاج لتوبة جديدة! قال نبيّنا ﷺ: {الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ} هذا يدلّ علی أنّ أداء الفرض يكفّر صغائر الذّنوب فحسب ولعلّ سبب تكفير صيام عرفة لسنتين وتكفير عاشوراء لسنة: لأنّ يوم عرفة لأمّة محمّد ﷺ وعاشوراء لمن آمن بموسی ﷺ وأمّتنا خير الأمم ونبيّنا سيّد العرب والعجم وهو خير من مشی علی قدم ﷺ وبارك وكرّم وأنعم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى