كتاباتكتابات المنتدى

تَذكيرُ الصّديق بِأيّام التّشريق (١)

تَذكيرُ الصّديق بِأيّام التّشريق (١)

 

بقلم أ. د. محمّد حافِظ الشّريدة (خاص بالمنتدى)

 

أيّام التّشريق ثلاثة هي: الحادي عَشر والثّاني عَشر والثّالث عَشر من شَهر ذي الحِجّة وهي أيّام أكل وشرب وذِكر وتحميد وتهليل وتكبير للهِ العليّ القدير وهي كما تعلمون أيّها المُبارَكون الأيّام المَعدودات التي أمر رَبّ الأرض والسّموات فيها بِذِكره تعالى فَقال: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَات} وقَالَ ﷺ: {أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ} وقد بَعث النّبيّ ﷺ عبد اللّه بن حُذافَة رضي اللّه عنه أَيَّامَ مِنىً يَطُوفُ وَيقولُ: {إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللّهِ} وهذه الأيّام المَعدودات كلّها أيّام عيد فعن عُقبَة بن عامِرٍ رضي اللّه عنه قالَ: قالَ رَسولُ اللّه ﷺ: {يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ} وهي كذلك وَقت ذَبح الأضاحي لِغير الحاجّ والهَدي لِلحَجيج! ومِن الذّكر المَندوب في هذه الأيّام الطّيّبة: التّكبير في المساجد بَعد الصّلوات وفي الأسواق والبيوت والطّرقات تعظيماً لخالق الكائنات! وكَانَ عُمر رضي اللّه عنه يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنىً فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنىً تَكْبِيراً وَكَانَ ابن عُمر رضي اللّه عنهما يُكَبِّرُ بِمِنىً تِلْكَ الأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الأَيَّامَ جَمِيعاً! وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ رضي اللّه عنها تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبانَ بن عُثمان وَعُمر بن عبد العزيز لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي المَسْجِدِ! يقولُ الإمامُ ابنُ القَيِّم: {وَأفضَل الذّكر وَأنفَعه ما واطأ فيهِ القَلب اللّسان وكان من الأذكار النّبويّة وَشَهد الذّاكر مَعانيه ومَقاصدَه} وَنقولُ لِلإخوة الكرام: لا تَطمئنّ القُلوب إلّا بِذِكر عَلّام الغُيوب قالَ تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} وَقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} وَقال ﷺ: {أفْضَلُ الذِّكْرِ لا إلهَ إلّا اللّهُ وَأفْضَلُ الدّعاءِ الحَمْدُ للّهِ} فَإيّاك أخي الحَبيب أن تُقصّر في الطّاعات أو تَرتكب السّيّئات بَعد أيّام العيد السّعيد فَتُغضِب رَبّكَ الحَميد المَجيد ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى