فضائل العشر الأوائل (٢)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
إعلموا أيّها الإخوة والأخوات أنّ لربّ الأرض والسّموات في أيّام دهركم نفحات فتعرّضوا لها لعلّه أن يصيبكم منها نفحة فلا تشقون بعدها أبدا ومواسم الخير كثيرة وقد عشنا قبل شهرين أيّام رمضان المعدودات ونحن الآن في ظلال أيّام ذي الحجّة المعلومات فهنيئا لمن استغلّ هذه الأوقات بمزيد من عمل الطّاعات قبل أن يصبح في عداد الأموات (دقّات قلب المرء قائلة له: إنّ الحياة دقائق وثوانٍ)! ومن فضائل العشر الأوائل من ذي الحجّة إضافة لما قلناه من قبل أنّ فيها يوم النّحر يوم الحجّ الأكبر ويوم عرفة يوم مغفرة الذّنوب والآثام والعتق من النّيران والفوز برضا الرّحمن والبشرى بدخول الجنان! إنّ يوم عرفة ويوم النّحر ويوم القرّ هي أفضل أيّام العام لقول النّبيّ ﷺ: {ما مِن يَومٍ أكثَرَ مِن أن يُعتِقَ اللّهُ فِيهِ عَبدًا مِنَ النَّارِ مِن يَومِ عَرَفَةَ} وقوله ﷺ: {إِنَّ أَعظَمَ الأَيَّامِ عِندَ اللّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ} ويوم القرّ: هو ثاني أيّام عيد الأضحى يوم يستقرّ الحجّاج بمنى! ومن فضائل الأيّام العشر خير أيّام الدّهر والعمر لمن أراد أن يتذكّر أو يشكر: اجتماع أمّهات العبادة فيها! قال الإمام ابن حجر: {والذي يظهر أنّ السّبب في امتياز عشر ذي الحجّة لمكان اجتماع أمّهات العبادة فيه وهي: الصّلاة والصّيام والصّدقة والحجّ ولا يتأتّى ذلك في غيره} وأفضل الأعمال في موسم الحجّ: العمرة والحجّ والعجّ والثّجّ قال ﷺ: {العُمرَةُ إِلَى العُمرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَينَهُمَا وَالحَجُّ المَبرُورُ لَيسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةُ} وقال ﷺ: {أَفضَلُ الحَجِّ: العَجُّ وَالثَّجُّ} والعجّ: هو رفع الصّوت بالتّلبية والثّجّ: هو إراقة دماء الهدي وقال ﷺ: {العُمرَةُ إلى العُمرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بينَهُمَا وَالحَجُّ المَبرُورُ لَيسَ لَهُ جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ} والصّوم لغير الحاجّ من الأعمال التي يستحبّ لأمّة الإسلام الحرص عليها في هذه الأيّام وهو داخل في جنس الأعمال الصّالحة المطلوبة وقد أضافه اللّه تعالى لنفسه وذلك لعلوّ قدره وعظم شأنه قال ﷺ فيما يرويه عن ربّه عزّ وجلّ: {قَالَ اللّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجزِى بِهِ} ومن لم يصم فإنّ بإمكانه أن يحصل على أجر من صام وذلك بتفطيره وله مثل أجره قال ﷺ: {مَن فَطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مِثلُ أجرِهِ غَيرَ أنَّهُ لا يَنقُصُ مِن أجرِ الصَّائمِ شَيئًا} ونناشد في الختام الإخوة الكرام إغاثة المرابطين الصّابرين المصابرين المنكوبين بفلسطين!