مقالاتمقالات المنتدى

الأكفان وضمير الأمة

الأكفان وضمير الأمة

 

بقلم د. سلمان السعودي (خاص بالمنتدى)

🏰 من كل فج يرتحل الحجاج إلى المواقيت، يلبسون ملابس الإحرام، حتى يطوفون بالبيت سبعا، ويسعون بين الصخرتين سبعا، ثم يقفون على عرفات، وينفرون منه إلى المزدلفة والمشعر الحرام إلى مني للمبيت فيها، ويرمون الجمرات يقينا منهم أنهم يرجمون إبليس، فهنيئا لمن كان حجه مبرورا، وسعيه مشكورا، فإن تجارته لن تبور.
💥 أما في غزة .. فحجها يختلف، فأهلها يحرمون بالأكفان، في ميقات الحرب والجهاد، ويطوفون بين ملاجئ الإيواء سبعات، ويسعون بين مراكز المساعدات سبعات، وعرفاتهم ساحات حربهم، يقفون على صعيد ركام بيوتهم، ينفرون من ملجأ إلى ملجأ، في محرقة الإبادة، ينزلون إلى مزدلفهم في ساحات الفجيعة ليبيتوا في خيامها، ويرمون شياطين الإنس بنظراتهم، وصرخاتهم، ولعناتهم.
🐏 الحجيج يذبحون الهدي في صعيد منى، وأهل غزة يذبحون كالهدي في صعيد الإبادة، الحجيج ينشرون اللحم ليصبح قديدا، وأهل غزة تنشر لحومهم على حجارة بيوتهم المدمرة لتكون شاهدا وشهيدا على ضمير الأمة.
🤲 هنيئا لغزة في حجها، فحجكم مبرور، وسعيكم مشكور، وتجارتكم بإذن الله لن تبور، ” وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ “.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى