كلمات في الطريق (929)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- اشتكى إلى شيخهِ قسوةَ طبعه، مع أهلهِ وأصدقائه،
فقال: تحتاجُ إلى وقت،
والعزيمةُ تنطلقُ من قلبك،
فنوِّرهُ بالإيمان،
وعمِّرهُ بالذكر،
والزمِ الصمتَ مدة،
لا تتكلمْ ولا تتصرِّفْ من غيرِ حاجة،
واكظمِ الغيظ، تدرَّبْ عليه،
وعاشرْ أهلَ الحِلم،
فإنهم أحسنُ الناسِ أخلاقًا وعشرة،
وسترى بعدهُ خيرًا في طبعك.
- من كان كثيرَ العصيانِ كثرتْ غفلاته،
وكثرتْ بذلك زياراتُ الشيطانِ له،
حيثُ يجدُ أبوابًا مفتوحةً عنده،
ولا يجدُ حرجًا للدخولِ إلى قلبه،
والعبثِ في نفسه،
وتزيينِ الباطلِ له،
وتحسينِ هواهُ وتقبُّلِه.
- كان يحبُّ نفسه،
فسعى ليبنيَ ثروةً بنفسهِ لنفسه،
وما كان يتعاونُ مع أحد،
ولا يستجيبُ لنداءِ خير،
وما يتركُ أرباحًا تُذكرُ لغيره،
فلما رأوهُ كذلك تركوه، ولم يتعاونوا معه!
فغدا أسيرَ نفسه، منعزلًا، ولم تتوسَّعْ ثروته.
- عندما اشتُهرَ ظنَّ أنه حصَّلَ مبتغاه، وحقَّقَ أمنيته،
ولمّا رأى النومَ يطيرُ من عينيه،
ولم يوفَّقْ في زواجه،
ولم يهنأْ بماله،
وتفرَّقَ عنه زملاؤهُ المخلصون،
علمَ أن السعادةَ ليستْ في شهرة،
ولا في مال.
- أكثرُ لباسِ الناسِ وأدواتِهم بين أبيضَ وأسود،
وإنَّ أكبرَ ظاهرةٍ طبيعيةٍ في الأرضِ هي الليلُ والنهار،
وينبثقُ منهما الظلامَ والنور،
وفيهما يبدو سعيُ الإنسان،
فدلالتهما على الحركةِ والسكون.
وبقيةُ الألوانِ للزينةِ والجمال، والتمايز، ودفعِ الملل!