مقالاتمقالات المنتدى

الصّحابة الكرام خطّ أحمر (١)

الصّحابة الكرام خطّ أحمر (١)

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

لقد أرسل إليّ بعض الأساتذة من بلاد الرّافدين ممّن أشرفت علی رسائلهم في الدّكتوراة: أنّ نائبا برلمانيّا عراقيّا (رافضيّا) قام بالطّعن في لقاء تلفزيونيّ في ساداتنا الخلفاء الرّاشدين والصّحابة الميامين؟!، وأكّد لي هذا الخبر: الزّملاء في (منتدی العلماء)!

ونقول في الردّ علی هذا الأفّاك الأثيم بل الوغد اللّعين ومن هم علی شاكلته من الشّياطين وباللّه تعالی نستعين: الصّحابة الغرّ الميامين هم الجيل الفريد الذين أوصلوا إلينا عقيدة التّوحيد ونقلوا لنا القرآن المجيد وسنّة نبيّنا الحبيب ﷺ ونشروا الإسلام في كلّ مكان وجاهدوا في سبيل الرّحمن وقد انتصروا علی أكبر امبرطوريّتين: الفرس عبدة النّيران والرّومان عبدة الصّلبان! وللصّحابة الكرام للّه درّهم! المكانة السّامقة والمنزلة الرّفيعة التي لم يصل إليها سوی النّبيّين وبهم انتشر هذا الدّين في العالمين.

وقد مدح ربّنا أحكم الحاكمين صحابة نبيّه الصّادق الأمين ﷺ في آي الذّكر الحكيم بقوله تعالی: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ وقوله تعالی: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ وقوله تعالی: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.

ويقول خاتم النّبيّين ﷺ: {النّجوم أمنة للسّماء فإذا ذهبت النّجوم أتى السّماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمّتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمّتي ما يوعدون}! ويقول ﷺ: {خير النّاس قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم}! ويحذّر ﷺ من شتمهم فيقول: {من سبّ أصحابي فعليه لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين}! ويبيّن منزلتهم فيقول: {لا تسبّوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه}!.

وأكّد أئمّة الإسلام على مكانة الصّحابة الذين هم أعلام أمّة الإجابة وقد استحقّوا لإخلاصهم وجهادهم أن يدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه وأعدّ اللّه لهم أعظم مثوبة! نقول بالمختصر: (إنّ الدّين والصّحابة الكرام رضي اللّه عنهم خطّ أحمر)!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى