أثر كتب ومحاضرات الشيخ الزنداني في حفظ الهوية الإسلامية لتركستان الشرقية
بقلم د. محمد أمين الأيغوري (خاص بالمنتدى)
شهادة متواضعة مني كطالب علم في الشيخ الزنداني رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى وبارك فيما تركه للأمة الإسلامية.
بعد احتلال الصين الشيوعية على تركستان الشرقية صادرت وغصبت وسلبت كل الممتلكات الدينية والعلمية من الشعب المسلم ولم تترك أي ملزمة دراسية أو إيمانية في في المجتمع التركستاني، أحرقت الكبت الدينية ودفنوا المخطوطات التراثية ولم تترك أثراً لها في شيء. وأبادت النخبة الإسلامية والعلمية، وفعلت ما فعلت كل ذلك من أجل إزاحة العوائق الفكرية والأيديولوجية والدينية (يقصد بها الإسلام) لتطبيق الشيوعية والاشتراكية الماوية والماركسية. وبقي المجتمع التركستاني تحت أبشع أشكال العنف والعنصرية بمدة ثلاثة عقود من الزمن، (من بداية الخمسينيات وحتى نهاية السبعينيات.
فبهلاك ماو تسي تونج تم بعض الإصلاحات السياسية في عموم الصين، وبدأت الحكومة الصينية الجديدة بانفتاح شكلي للخارج وجلبت أنظار الرأسمالية إلى الصين من اجل تطويرها اقتصاديا؛
في إزاء ذلك قامت بعض الأسر الأويغورية (وهو قلة ندرة) بإرسال أولادهم إلى البلاد الإسلامية لتلقوا العلوم الشرعية، إلى باكستان، السعودية، تركيا ومصر، وقلال قليل إلى اليمن؛ فتعارفوا على رواد الصحوة الإسلامية، فأثناء دراستهم، كل تركستاني تبنى فكراً بما رأى ما هو يصلح للمجتمع التركستاني لاستعادة الهوية الإسلامية له بتلك الأطياف الإصلاحية، وحاول تصديره إلى المسلمين الأويغور لإنقاذهم من ما يعانيهم من جهل بالدين وقسوة معاناة في الحياة العامة، ولكنهم لم يؤثروا كثيراً. لأن المجتمع أصبحت أميا تماما أو شبه ذلك من معرفة الإسلام، فكيف يتابعون تلكم أفكار الصحوات الحركية التي هي نتاج جهود الجيل العلمائية في القرن العشرين !؟
أما أفكار الشيخ الزنداني هي نوع آخر في هذا المجال، لأنه يتميز بتعريف الإسلام والعقيدة وإثبات الحق بوجود الخالق للكون وإيمانه به أولاً.
كانت السلطات الصينية في ثمانينيات القرن الماضي يحارب الإسلام بنشر الإلحاد والداروينية واللينينية والماوية الاشتراكية بطريقة مختلفة عن سابقتها وهي تبنى برمجة عقول الشعب التركستاني بتلكم الأيديولوجيا الفاشية والشعارات الحمراء، هجوماً على علماء الدين والنخبة الفكرية بمناظرات فكرية واجتماعية وحوارات ظالمة. فهنا انتشرت الكتب الزندانية وأسلوب طريقة الحوار مع الملحد الكافر الماوي في إثبات صحة الإسلام وضرورة الإيمان بالله تعالى، في طور هذه الصحوة الإيمانية رجع الكثير ممن تبنى الشيوعية والداروينية إلى الإيمان من جديد، وأسلم.
ممن نجح في هزيمة العدو الصيني فكرياً كنموذج من علماء تركستان الشرقية، عبد الكريم عبد الولي الذي رجع إلى الإيمان من جديد وأصبح أكبر داعية إسلامي وأقوى محاور على وجه الملحدين الصينين، وقضا حياته في السجن الصيني طوال ثلاثين عاماً، ثم استشهد.(نقف في سيرته في وقت لاحق)
الخلاصة، كان فكر الزنداني وكتبه في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة حصناً حصيناً يلتذ به التركستانيون في الحفاظ على هويتهم الإسلامية ، كان سلاحاً مدمراً على وجه الإلحاد والحملات الصينية لمحاربة الإسلام والمسلمين في تركستان الشرقية.
كان سياسيا ناجحاً في ريادة المجتمع الإسلامي سلمياً إلى مراجعة منهجية في عقيدتهم ومواجهتهم ضد العدو القوي كالصين.