رئيس الاتحاد البروفيسور علي القرة داغي يقدم ندوة حول التحليل الاقتصادي بمرجعية إسلامية في جامعة قطر
فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قدم ندوة في جامعة قطر حول التحليل الاقتصادي بمنهجية إسلامية، والتي نظمها نادي كلية الإدارة والاقتصاد.
بدأ الشيخ بشرح شامل للتحليل الاقتصادي، مؤكداً على شموليته التي تشمل التحليل الاستراتيجي والمرحلي، وتضمنه التحليل المالي والنقدي، بالإضافة إلى تحليل السياسات المالية والنقدية.
تحليل البيانات المالية
وقال فضيلته إن البيانات المالية يمكن أن يتم تحليلها بصورة عامة وشاملة لمحتواها، ويمكن أن يتم ذلك من خلال تقسيمها حسب أنواعها وأجزائها من عمليات التمويل والاستثمار وجمع المدخرات والمخاطر ونحوها والتحولات والخدمات المصرفية الأخرى، كل واحد منها يحلل وحده، ثم تجمع النتائج.
وأضاف أن دراسات الجدوى الاقتصادية تأخذ أهميتها بمقدار دقة التحليل الاقتصادي والمالي فيها، حيث تقوم في حقيقتها على ثلاث خطوات، هي الماضي، والحاضر، والمستقبل، ولكن الخطوة الأهم هي الخطوة المستقبلية، فالباحثون فيها يدرسون السوق، أو القطاع الذي يغطيه المشروع، والسلعة أو الخدمة التي سيقدمها المشروع، ورأس المال وآثاره قلة وكثرة، والأرباح المتوقعة والآثار الاجتماعية، ونحو ذلك، لافتا إلى أن جهود الباحث في دراسة الجدوى الجادة تنصب على توقعات المستقبل وتحليله، ولذلك عرفها بعض الباحثين بأنها، تحليل، أو تقييم لمشروع للوصول إلى الاحتمال القوي بنجاحه وتحقيق أهدافه الموضوعة له، وتجاوز تحدياته، وكل ما يمكن توقعه…
أركان التحليل الاقتصادي
وقال د. القره داغي إن أركان التحليل الاقتصادي الإسلامي ومكوناته ستة، وهي الموضوع المراد تحليله مثل التضخم، والبطالة ونحوها من الاقتصاد الكلي والجزئي، ودراستها دراسة شاملة، والإجابة عن جميع الأسئلة المثارة حوله. والفرضيات والعصف الذهني الفردي والجماعي والأدوات والوسائل التي تستعمل للوصول إلى النتائج، إلى جانب الشخص الذي يقوم بالتحليل والنتائج والأفكار والآثار.
الاستفادة من الفرص
وتناول د. القره داغي إستراتيجية الاستفادة من الفرص وهذا يتطلب السعي الجاد من المؤسسة وعامليها لكشف الفرص، والاستفادة من الفرص المتاحة كاستغلال الطاقات المتوافرة لدى المؤسسة واستغلال التكنولوجيا الموجودة فيها والسعي للاستفادة من الفرص الخارجية، والفرص غير المباشرة واستكشاف احتمالات بوجود حلول جديدة لمثل هذه المشكلات واكتشاف قوى إيجابية داخل المؤسسة، أو خارجها يمكن الاستفادة منها والتفكير في تحويل نقاط الضعف والتهديدات إلى فرص بقدر الإمكان من خلال إدارة قوية وسعي دؤوب. وفتح فروع أو طرح منتجات جديدة تقوي المؤسسة والاستفادة من الخبرات الجديدة خارج المؤسسة والاستفادة من التسويق الخارجي، والإعلانات المؤثرة، وزيادة الحوافز المدروسة النافعة.. هذا إلى جانب الاستفادة من التكنولوجيا والتقنيات الجديدة في الإدارة والتخطيط، والمنتجات الجديدة والأنشطة. والدخول في منافسات جديدة، وأسواق جديدة، وإلى شبكات توزيع جديدة والسعي للحصول على حصة سوقية أكثر. وإنشاء قسم أو إدارة للتنبؤ بالتغييرات، والفرص المتاحة الجيدة في الداخل والخارج في ظل خطة دفاعية وهجومية. ودراسة السوق لطرح منتجات تشبع رغبات الزبائن وحاجياتهم، وتستجيب لرغباتهم وتوجيه التدريب نحو دراسة الفرص والاستفادة منها. والسعي للحصول على براءات الاختراع وحمايتها، أو شرائها والاستفادة من البيئة الخارجية للوصول إلى فرص جديدة للربح، والنمو والتوسع المدروس، مثل الاستفادة من المؤسسات الدولية للتمويل، والشركة، ونحوهما. وشدد على أهمية شراء حصص سوقية من مؤسسات ناجحة والإدماج الإيجابي أو الاستحواذ على شركات ناجحة.
وقدم نصائح لوقاية المؤسسة بالحماية قبل الوقوع وذلك من خلال الرقابة والمتابعة الدائمة من خلال الدراسات العلمية الواقعية التي تدرس جميع أساليب الوقاية والحماية، كما يجب ألا تخلو عن أجهزة التدقيق، والرقابة المتابعة. فالوقاية تشمل المؤسسة نفسها بجميع مكوناتها، والمتعاملين معها من المودعين، وذلك يتحقق بإيجاز شديد وبناء المؤسسة على أنظمة، وأسس شرعية وقانونية واقتصادية قوية من جميع الجوانب الممكنة والحفاظ على الشفافية والبيان والحوكمة والإفصاح. والقيام بدراسات علمية عميقة لمنع المشاكل والخسائر وكل ما تتضرر به المؤسسة والمتعاملون معها من خلال الأخذ بسنن الله تعالى في الأخذ بالأسباب كلها، أما التدقيق والمراقبة ـــ بما فيه التدقيق الشرعي والتدقيق الخارجي فيجب أن يتم وفقاً للأنظمة والمعايير المعتمدة.