إثيوبيا.. المجلس الإسلامي ينظم الإفطار الجماعي الرابع وسط مشاركة آلاف المسلمين
شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس الأربعاء، إفطارا جماعيا هو الأكبر من نوعه بالبلاد، شارك فيه الآلاف من الصائمين، وسط حضور رسمي تقدمه رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا الشيخ إبراهيم توفا، وعدد من المشايخ والعلماء وممثلي البعثات الدبلوماسية بأديس أبابا.
وألقى الشيخ إبراهيم توفا كلمة في الإفطار الجماعي الذي نظمه المجلس في نسخته الرابعة، بميدان الثورة وسط العاصمة الإثيوبية، مؤكدا أهمية وحدة المسلمين وتعزيز قيم التسامح والسلام بين جميع الإثيوبيين.
وشدد توفا -في كلمته- على ضرورة إحياء القيم الإسلامية الفاضلة والحث على التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، وقال إن “إثيوبيا عرفت بالتسامح والسلام والتعايش السلمي بين جميع شعوبها وأديانها على مر الأزمان”.
وفي مشهد كرنفالي، توافد العشرات من مسلمي أديس أبابا الصائمين قبيل الإفطار عبر الشوارع الرئيسية المؤدية إلى ميدان الثورة، للمشاركة في الإفطار الذي نظمه المجلس بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الخيرية الإسلامية والشباب المتطوعين من مسلمي العاصمة.
والإسلام هو الديانة الثانية بعد المسيحية في إثيوبيا، وتتحدث بعض التقديرات عن أن نسبة المسلمين تشكل ما لا يقل عن 33% من عدد سكان البلاد البالغ نحو 115 مليون نسمة، وإن كانت تقديرات أخرى تشير إلى أن المسلمين يحتلون مساحة سكانية أعلى من هذه النسبة بكثير. ويشكّلون أغلبية في إقليم أوروميا والصومال الإثيوبي وعفار.
التضامن مع غزة
من جهته، قال رئيس اللجنة المنظمة للإفطار السنوي الرابع أبو بكر أحمد إن إفطار هذا العام يأتي لتأكيد الوحدة من أجل البلاد، معتبرا المناسبة فرصة للمجتمع المسلم للتعبير عن تضامنه ووحدته، وأضاف أن “الإفطار أصبح بوتقة يلتقي فيها مسلمو إثيوبيا تعزيزا لوحدتهم”.
وأوضح أحمد، وهو أيضا مستشار رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا، في حديث للجزيرة نت أن المجلس درج على تنظيم وإقامة الإفطار السنوي لتقوية أواصر التواصل بين المجتمع المسلم وإظهار دوره في البلاد، مشيرا إلى أن الإفطار تشارك فيه كل الجماعات والطوائف الإسلامية من جميع المناطق بإثيوبيا.
ولم تغب القضية الفلسطينية عن مشهد الإفطار السنوي لمسلمي إثيوبيا، حيث كانت حاضرة بالكوفية ورسائل التضامن مع غزة والشعوب المستضعفة. وقال أحمد إن الأوضاع التي يعيشها العالم الإسلامي في مختلف بقاع العالم تتطلب مساندة وأن يتضرع الجميع خلال هذه الأيام المباركة من أجل أن يرفع الله البلاء عن الشعوب المضطهدة والمحتلة، مشددا على أهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
حضور كبير
من ناحيتها، عبرت مديرة جمعية “باب الخير” في إثيوبيا حنان محمود عن سعادتها للمشاركة الواسعة التي شهدها الإفطار السنوي، وقالت إن الحشود المشاركة لمئات الصائمين والصائمات لمسلمي إثيوبيا في الإفطار تؤكد الوحدة والتعاون بين المسلمين في إثيوبيا.
وأضافت حنان للجزيرة نت “جمعيتنا شاركت في هذا الإفطار، وهذا يعد إنجازا ومفخرة لنا بأن المسلمين أصبح لهم حضور كبير ومقدر في البلاد”.
وأشارت إلى أن جمعية “باب الخير” هي مبادرة إنسانية تأسست أواخر 2019، لمساندة الفقراء والمحتاجين واللاجئين، خاصة خلال شهر رمضان الكريم، وأضافت أصبحت اليوم وجهة للفقراء والمساكين رجالا ونساء، ووصل عدد المستفيدين إلى 3 آلاف شخص، كما اتسعت رقعة خدماتها من الوجبات الغذائية إلى العلاج والمساعدات المالية.
حقوق مكتسبة
والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن “تصنيف مسلمي إثيوبيا مواطنين من الدرجة الثانية مسألة عفا عليها الزمن”، مؤكدا أن حكومته “تعتبر كافة الإثيوبيين مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن دينهم”.
وأوضح آبي أحمد، خلال كلمة له في إفطار نظمه لقادة المجلس الأعلى الإسلامي في إثيوبيا، أن اعتراف حكومته بالمجلس والسماح بفتح البنوك الإسلامية “حقوق مكتسبة للمجتمع المسلم في إثيوبيا، وينبغي ألا يُشكر عليها”.
وتابع آبي أحمد أن حكومته “منحت المجتمع المسلم أكثر من 120 قطعة أرض لبناء المساجد، لكن هذا الأمر لم يتم على الشكل المطلوب”.
ومنذ تولي آبي أحمد رئاسة وزراء إثيوبيا عام 2018، شهدت البلاد إصلاحات عززت مكتسبات مسلمي إثيوبيا، أبرزها الاعتراف الرسمي بـ”المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية” بوصفه مؤسسة دينية ذات سيادة مستقلة عن السلطة التنفيذية، بعد أن كان طوال عقود مسجلا منظمة أهلية، كما تم أيضا الترخيص بافتتاح 5 بنوك إسلامية لأول مرة.
المصدر: الجزيرة