مقالاتمقالات المنتدى

لن نركع لغير الحميد المجيد

لن نركع لغير الحميد المجيد

 

بقلم أ.د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

قال تعالی: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ قال الإمام الطبري: هذا من اللّه تعزيز لأصحاب النبي ﷺ على ما أصابهم من الجراح والقتل في أحد قال: {ولا تهنوا ولا تحزنوا} يا أصحاب محمد ﷺ ولا تضعفوا بالذي نالكم من عدوكم بغزوة أحد من القتل والقرح عن جهاد عدوكم وحربهم قال الإمام ابن عطية: لا يذهب بكم إن ظهر الكفار المكذبون عليكم بأحد فإن العاقبة للمتقين وقديما أدال اللّه المكذبين على المؤمنين ولكن انظروا كيف هلك المكذبون بعد ذلك فكذلك تكون عاقبة هؤلاء قال الإمام البغوي: هذا حث لأصحاب النبي ﷺ على الجهاد زيادة على ما أصابهم من القتل والقرح بغزوة أحد قال تعالى: {ولا تهنوا} أي لا تضعفوا ولا تجبنوا عن جهاد أعدائكم بما نالكم من القتل والجراح وكان قد قتل يومئذ من المهاجرين خمسة منهم حمزة ومصعب وقتل من الأنصار سبعون رجلا وقال العلامة السعدي: قال تعالی مشجعا عباده المؤمنين مقويا لعزائمهم منهضا لهممهم لا تهنوا ولا تضعفوا في أبدانكم ولا تحزنوا في قلوبكم عندما أصابتكم المصيبة وابتليتم بهذه البلوى فالحزن في القلوب والوهن على الأبدان زيادة مصيبة عليكم وعون لعدوكم عليكم بل شجعوا قلوبكم وصبروها وادفعوا عنها الحزن واصبروا على قتال عدوكم وذكر تعالى أنه لا ينبغي ولا يليق بهم الوهن والحزن وهم الأعلون في الإيمان ورجاء نصر الله وثوابه فالمؤمن المتيقن ما وعده اللّه من الثواب الدنيوي والأخروي لا ينبغي منه ذلك لهذا يقول تعالى: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} يستفاد من ذلك أيها المرابطون الأعزاء أن رب الأرض والسماء يبتلينا بالهزيمة والابتلاء كي يتبين الصادق من المنافق ولو كان النصر دائما للمؤمنين في أي مكان وحين لدخل في الدين أناس من غير الصالحين فإذا حصل أحيانا بعض أنواع الابتلاء تبين المؤمن حقيقة الذي يرغب في الأجر في العسر واليسر ممن فقد الصبر فاعتبر أيها المرابط في الثغر وتوكل علی ربك من بيده الخلق والأمر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى