من سيىء إلى اسوأ
بقلم الدكتور عبد الله المشوخي (خاص بالمنتدى)
مسكين المواطن العربي يعيش ضمن مراحل من سيىء إلى أسوأ على كافة الأصعدة السياسية العسكرية الاقتصادية التعليمية الاجتماعية الإعلامية ….الخ .
فعلى الصعيد السياسي تجده يعيش تحت ظل قيادات سياسية ظالمة مستبدة تسير وفق أجندات غربية .
مما جعله يعيش حالة ترقب دائم لتغيير لقيادته إما بموت أو إنقلاب وعندما يتحقق ذلك يستبشر خيرا بالقيادة الجديدة عسى أن تحقق له حلمه أو تخفف عنه معاناته لكن يصاب بصدمة كبيرة من سياسات الحاكم الجديد التي تتسم بأسوأ مما سبقه بكثير مما يجعله يترحم على الفترة السابقة ويقول كنا وكنا وكنا أفضل حالا.
وبالنسبة للجانب العسكري فقد كان للجيوش العربية عدو مشترك يسمى(إسرائيل) ولديها عقيدة قتالية تهدف إلى تحرير المسجد الأقصى وشيء من النخوة العربية.
أما الآن فقد أصبحت الجيوش بعضها مشغول باستغلال قوت الشعب والهيمنة على مفاصل اقتصاد البلد وبعضها يتربص بالشعب فهو في نظرهم العدو الأول.
و بالنسبة للخطر الخارجي فهو الجار الجنب والصاحب بالجنب أما اليهود فهؤلاء أبناء عمومة وأرحام ينبغي موادتهم والوقوف بجانبهم .
وبالنسبة للاقتصاد فمن غلاء الأسعار إلى خفض قيمة العملة إلى انتشار البطالة وزيادة الديون وارتفاع الضرائب حتى غدت الحياة الاقتصادية جحيما لا يطاق وأخذ المواطن يترحم على السنوات الخوالي التي كان يستطيع العيش فيها أما هذه الأيام فراتب الموظف لا يكاد يكفي لمدة اسبوع وأخذ المواطن يعتمد على الديون والقروض الربوية أو يضطر إلى الرشوة أو البحث عن عمل إضافي أو البحث عن زوجة عاملة لتعينه على تكاليف الحياة.
وإذا ذهبنا إلى التعليم فهو في انحدار سواء على مستوى المناهج أم التدريس ومن مظاهر مخرجاته وصول بعض الطلاب للجامعة لا يحسنون كتابة جملة سليمة خالية من الأخطاء ويفشل في أبسط المسائل الرياضية.
ولم يعد للمعلم قيمة معنوية أو مادية مما جعل بعضهم يلجأ للدروس الخصوصية أو البحث عن عمل خاص في المساء.
ومعلوم أن نجاح الأمم وتقدمها يكمن باهتمامها بالمعلم وتخلفها وانحطاطها يكمن بتهميشه.
وما سبق انعكس على العلاقات الاجتماعية فلم يعد هناك ترابط اجتماعي سواء على مستوى الأرحام ام الجيران فالكل مشغول في نفسه ومما زاد الطين بلة ما أحدثه (الجوال) من تغيرات اجتماعية سلبية حيث أصبح هو الصاحب الوحيد والمؤنس والقريب والجار والمرافق حتى داخل المساجد.
أما بالنسبه للإعلام العربي فقد كان في السابق فيه شيء من نفَس العروبة والأخوة والقومية وفقرات
عن قضية فلسطين والعدو الصهيوني…الخ.
أما اليوم فقد تحول إلى تفاهات وسحيجة وذباب إلكتروني يهدف الى إثارة الشكوك والهمز واللمز بالآخرين وقلب الموازين فعدو الأمس أصبح صديقا وصديق الأمس أصبح عدوا
وهكذا انقلبت الموازين بسياسة إعلامية مأجورة مسيسة بعيدة عن الموضوعية والواقعية لا علاقة لها بمعالجة قضايا الأمة وهموم المواطن ومصلحة الوطن والقيم والأخلاق .
لكل ماسبق لا غرابة أن يتحسر الإنسان العربي على الزمن الماضي ويتمنى أن يعود لما يعانيه اليوم من مآسٍ تتلوها مآسٍ فيا عرب العروبة كم تقاسي.