مقالاتمقالات المنتدى

تحذير أهل الرباط من اليأس والإحباط

تحذير أهل الرباط من اليأس والإحباط

 

بقلم أ.د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

١. أخي المرابط في الثغر في أرض المحشر والمنشر القابض علی دينه كالقابض علی الجمر مهما استفحل الأمر واشتد الضرر ونفذت الحيل وضاقت السبل وانقطعت الأسباب فإياك إياك أن تقنط من رحمة مولاك العزيز الوهاب القائل في محكم الكتاب: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ ٢. إعلموا أيها الإخوة الأعزاء خاصة بموطن الإسراء أن اللّه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء فقدرته جل وعلا فوق كل سبب وفرجه سيأتي من حيث لا نحتسب لأن أمره بين الكاف والنون وإذا قال للشيء كن فيكون وهو تعالی يجبر كسر المظلومين ويسد خلل المعوزين ويرفع درجات عباده المؤمنين وينتقم من كل المجرمين وإن الإحباط معشر المسلمين إحدی سمات الكافرين! ٣. يقول الفخر الرازي رحمه اللّه: واعلم أن اليأس من رحمة اللّه لا يحصل إلا إذا اعتقد الإنسان أن الإله غير قادر على الكمال أو غير عالم بجميع المعلومات أو ليس بكريم بل هو بخيل وكل واحد من هذه الثلاثة يوجب الكفر فإذا كان اليأس لا يحدث إلا عند حصول إحدی هذه الثلاثة وكل واحد منها كفر فقد ثبت أن اليأس لا يحصل إلا لمن كان كافرا! ٤. يقول سيد قطب رحمه اللّه: إن جميع من ييأس في الضراء من عون اللّه يفقد كل نافذة مضيئة وكل نسمة رخية وكل رجاء في الفرج ويستبد به الضيق ويثقل على صدره الكرب وقد يزيد هذا كله من وقع الكرب أو البلاء ألا إنه لا سبيل إلى احتمال البلاء إلا بالرجاء بنصر اللّه ثم لا سبيل إلى الفرج إلا بالتوجه إليه تعالی ولا سبيل إلى الاستعلاء على الضراء أو الكفاح للخلاص إلا بالاستعانة باللّه! ٥. ليعلم الفلسطيني الأبي أن المؤمن بأقدار اللّه تعالی لديه طاقات إيمانية ستخفف عنه جميع مصائب الحياة الدنيوية التي هي أكدار وثباتها على حال من المحال! وهي تدور كالفلك: يوم عليك ويوم لك! ولا ريب أن أي إحباط معشر المحتسبين فيه إساءة الظن برب العالمين الذي قال في الكتاب المبين: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ ٦. إن سبب اليأس والقنوط هو جهل العبد بربه الحي الذي لا يموت قال عز وجل: ﴿أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبٌّ العَالَمِينَ﴾ والإحباط أهم سبب لفساد القلب وضعف عزيمته وفتور همته! فردد معي يا عبد وكلنا للّه عبد: (يا أللّه يا رب لا كرب وأنت الصمد) ما دام المسلم أخذ بالأسباب: فليتوكل علی اللّه رب العباد!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى