حنين المرابطين إلی جنات النعيم
بقلم أ. د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالی: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ وقال تعالی: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ نعم أيها الأخ المسلم المحترم لقد اشتاقت نفوس كل المرابطين في الثغر في أرض المحشر والمنشر للشرب من نهر الكوثر وحوض رسولنا خير البشر ﷺ والنظر لوجه اللّه المليك المقتدر ولا جرم أن الصابرين في جاهلية القرن الحادي والعشرين قدموا النفوس والأموال والبنين ابتغاء وجه رب العالمين ثم ضحوا في سبيل رفعة هذا الدين بجميع ما يملكون للّه درهم حين هجروا لذيذ نومهم وقاموا ليلهم وصاموا نهارهم وتجافت عن المضاجع جنوبهم من خشية ربهم وبكت في وقت السحر قلوبهم قبل أن تدمع أعينهم ولا نبالغ إن قلنا قد اشتاقت وربنا للمرابطين الجنان لكثرة مناجاتهم الرحيم الرحمن ثم لجهادهم نفوسهم وشياطين الإنس والجان فيا للّه كم وكم ذرفت عيون عباد الرحمن في أولی القبلتين أهم بقعة في بلاد الشام خوفا من الحرمان من لقاء ذي الجلال والإكرام وعدم النظر لوجه ربنا الكريم المنان ولا عجب في ذلك معشر الإخوان فإن خالقنا ﷻ هو الوحيد الذي سجدت الوجوه لهيبته ثم بكت العيون حياء من مراقبته وارتجفت القلوب من خشيته وتقطعت الأكباد شوقا لرؤيته ودخول جنته ومن المعلوم معشر الإخوة الطيبين المباركين أن المرابطين بأرض فلسطين ليسوا معصومين كملائكة اللّه المقربين والرسل والنبيين عليهم السلام أجمعين إنما هم بشر يعملون ويجتهدون لكنهم يصيبون ويخطئون فيسارعون للتوبة والاستغفار ويغلبهم الخوف من اللّه تارة والرجاء تارة أخری فينيبون لربهم الواحد القهار وهم والحق يقال من خيرة فتية الإسلام في هذا العصر في كل الديار إنهم واللّه شباب مكتهلون في شبابهم غضيضة عن السوء أعينهم بل وثقيلة عن الباطل أرجلهم أنضاء عبادة وأطلاح سهر نظر إليهم خالق البشر في أوقات السحر وأصلابهم منحنية على تلاوة آيات القرآن الكريم ذي الذكر فإذا تلا أحدهم الآيات فيها ذكر لجنات ونهر بكى شوقا إليها وإذا مر بالآيات فيها ذكر لعذاب النار سقر شهق شهقة كأن زفير نار جهنم بين أذنيه موصول كلال ليلهم بكلال نهارهم وقد أكلت الأرض ركبهم وأيديهم وأنوفهم وجباههم لكنهم استقلوا ذلك في جنب خالقهم فكم من عين لأحدهم في منقار طائر طالما بكى صاحبها في جوف الليالي خوفا من اللّه الكبير المتعال وكم من كف قد زالت عن معصمها طالما اعتمد عليها صاحبها كي يدافع عن شريعة اللّه والحق يقال أيها الأحرار ويا ربات الحجال: إننا لا نعرف أسماء هؤلاء الفتية الرجال ولا يضيرهم أن الناس لا تعرفهم فحسبهم أن ملائكة اللّه تشهد لهم وأن مولاهم الذي سخرهم للدفاع عن حياض دين الإسلام يعرفهم وأقول في الختام: إني داع فأمنوا أيها الأحبة الكرام: اللهم ربنا احشرنا معهم فإنهم هم القوم لا يشقی بهم جليسهم ولا من في اللّه قد أحبهم ويا رب البيت خذ منا ما شئت مما أعطيت وما أخذت منا أحب إلينا مما وهبت ورضنا بكل ما قضيت!* أرجو نشرها بوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام فالدال علی الخير كفاعله.