علماء من عصرنا

سلسلة علماء من عصرنا | العلامة الفقيه الموسوعي حسن أبو غدة

سلسلة علماء من عصرنا

العلامة الفقيه الموسوعي حسن أبو غدة

 

(خاص بالمنتدى)

ولد في 21 ربيع الأول 1366هـ الموافق 12 فبراير (شباط) 1947م بمدينة حلب السورية لأسرة علم ودين؛ فعمه العلامة المحدث عبد الفتاح أبو غدة، وابن عمه عبد الستار أبو غدة.

وتعود أصولها إلى قبيلة بني خالد التي تنسب إلى سيف الله المسلول خالد بن الوليد المخزومي ].

تدرج في مراحل التعليم الأساسية في مدارس حلب، ثم انتقل إلى دمشق ودرس بكلية الشريعة بجامعة دمشق، وتخرج فيها عام 1972م.

وأكمل دراساته العليا بمصر؛ فحصل على الماجستير في السياسة الشرعية من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف عام 1978م، وكان عنوان أطروحته: (وحدة رئاسة الدولة وحكم تعدد الخلفاء) تحت إشراف أ.د محمود شوكت العدوي.

وبعد أن حصل علوم أهل المشرق العربي ارتحل إلى المغرب العربي فحصل على دكتوراه الدولة فـي الفقه والسياسة الشرعية من جامعة الزيتونة بتونس عام 1986، وكانت أطروحته بعنوان: (أحكام السجن ومعاملة السجناء في الإسلام)، وكانت تحت إشراف أ.د محمد الحبيب بن الشاذلي بن الهادي بن الخوجة.

وقد عمل مدرسًا للثقافة الإسلامية واللغة العربية لأكثر من عقد من الزمان في مراحل التعليم العام.

وبعد أن حاز علوم المشارقة والمغاربة انطلق في التدريس بالجامعات العربية شرقًا وغربًا لأكثر من ربع قرن من الزمان؛ فعمل في جامعة الكويت، وفي معهد الشريعة بباتنة التابع لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، بالإضافة إلى قسم الدراسات الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، وقسم العلوم الإسلامية ومركز الاقتصاد الإسلامي في جامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول.

تميزت محاضراته ودروسه بالإبداع والابتكار.

عُرف عنه سعة الصدر والتواضع ولِين العريكة، ولم تكن الابتسامة تفارق وجهه، بارًّا بأساتذته مسارعًا لخدمتهم، وقورًا مهابًا، متفقدًا لأحوال طلابه.

استقر بتركيا وحصل على جنسيتها في منتصف سبتمبر عام 2018م.

كان من العلماء الموسوعيين ذي فقه رصين، وصاحب إبداع رزين، محقق مدقق مبدع بارع، له سهمة في الموسوعة الفقهية الكويتية، والموسوعة العربية العالمية بالرياض.

وكان شعلة نشاط وبارك الله -تعالى- له في وقته؛ فقد أشرف وناقش العديد من رسائل الماجستير، والدكتوراه، بلغت أكثر من مائة وعشرين رسالة، ونُشر له حوالي 17 بحثًا علميًّا مُحكَّمًا، وحكَّم أكثر من ثلاثمائة بحث علمي لجامعات ومؤسسات ومراكز ومجلاتٍ علمية.

هذا غير مقالاته المنشورة التي أربت على سبعمائة مقالة في مجالات متنوعة ثقافية وتربوية واجتماعية واقتصادية…. إلخ.

إلى جانب حضوره الذي لا تخطئه العين في الإذاعة والتلفاز.

مع حضور فاعل في المؤتمرات والندوات والفعاليات الفقهية.

وعمل -رئاسة ومشاركة- في العديد من المجالس، واللجان، والنشاطات الجامعية العلمية والتنظيمية، في الجزائر والكويت والمملكة العربية.

ولم يهمل الجانب الدعوي التقليدي من خلال خطب الجمعة وإلقاء الدروس والمحاضرات في العديد من المناسبات.

له من الأعمال: رسائل إلى المسلم المعاصر (قضايا من الحياة في ضوء الإسلام)، قبسات تربوية من السيرة النبوية، قطوف نبوية للنساء، فقه المعتقلات والسجون بين الشريعة والقانون، مباحث في فقه العبادات ومسائلها المعاصرة، قضايا فقهية في العلاقات الدولية حال الحرب، حق المرأة في اشتراط عدم الزواج عليها، هل للقاضي الحكم على الغائب؟، الأسرة السعيدة في رحاب الإسلام، الإسلام وبناء المجتمع (مقرر جامعي بالاشتراك)، فتاوى… للنساء فقط، المزاح في الإسلام، حقوق المسجون في الفقه الإسلامي، الثقافة الإسلامية والتحديات الفكرية المعاصرة وحقوق الإنسان، معجم ألفاظ ومصطلحات العلاقات الدولية في الفقه الإسلامي، الحج عبادة وسلوك حضاري، جليس النساء، حقوق المرأة في المواثيق والمؤتمرات الدولية عرض ونقد، الأسرة والشباب والمجتمع.

توفي صباحَ يومِ الخميس 12 ربيع الأول 1442هـ الموافق 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2020م بمدينة إسطنبول إثر إصابته بفيروس كورونا.

وكان آخر ما كتبه على صفحته الفيسبوكية بعد أن علم بإصابته: اللهم تولني فيمن توليت، واصرف عني وعن المسلمين ما أنت به أعلم. يا حي يا قيوم السموات والأرض.

لكن سبق في علم الله انتهاء الأجل فمات بطاعون هذه الأيام.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى