مقالاتمقالات المنتدى

لقد عاهدنا الله أن نصبر ونحتسب!

لقد عاهدنا الله أن نصبر ونحتسب!

 

بقلم أ. د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

أيها الإخوة المرابطون الصابرون الأحباب قال اللّه تعالی في محكم الكتاب: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ لقد جعل رب الأرض والسماء هذه الحياة الدنيا دار فناء لا دار بقاء ومنزل امتحان وبلاء فلا ينجو من حوادثها زعيم ولا أجير ولا غني ولا فقير ولا مؤمن ولا كفور ولا عظيم ولا حقير بل إن نصيب المسلم من المصائب كبير وكثير ليزيد مولانا العلي القدير من حسناته ويكفر عنه من سيئاته ويرفع له من درجاته بعد وفاته قال ﷺ: {ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِه وولدِه ومالِه حتَّى يلقَى اللهَ تعالَى وما عليه خطيئةٌ}.

ومن فضل اللّه علی شعبنا المظفر القابض علی دينه كالقابض علی الجمر في أرض المحشر والمنشر أنه إذا أذنب استغفر وإذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر علی صبر أمر من الصبر وهذا دليل علی أنه من خيرة البشر في هذا العصر ولا فخر والفضل وحده للّه العزيز المقتدر وقد ورد في الأثر أن عيسی ﷺ قال كلاما من درر لنستمع إليه جميعا بتدبر: (الحق أقول لكم: إن أشدكم حبا للدنيا أشدكم جزعا على المصيبة فاسعوا فيها ولا تغتروا بها وجدوا فيها فاحذروا منها فإنها أسحر من هاروت وماروت فهذان كانا يفرقان بين المرء وزوجه والدنيا تفرق بين العبد وربه)!.

نعم أيها الغرباء الأعزاء في موطن الإسراء إن براهين الإيمان هي الصبر علی البلاء ومر القضاء والحمد والشكر علی أي عطاء أو نعماء والحق يقال أيها الرجال: إن كل مرابط في الثغر يتقلب من أجور إلی أجر كما قال الفاروق عمر رضي اللّه عنه: (الصبر والشكر مطيتان لا أبالي أيهما ركبت)!.

ومعلوم أيها الإخوة المرابطون أن الصبر هو نصف الإيمان ومن أركان الرضوان والسبيل لمحبة الرحمن والطريق للفوز بالجنان فلا عجب إخوة الإسلام أن أمر به مولانا الغفور وجعله من عزم الأمور ورتب عليه مزيدا من رضاه وقربه ووعد من اتصف به عظيم الأجور واعلم يا عبد اللّه وابن أمته أن من أراد اللّه به خيرا ابتلاه فإن رضي بالقدر واحتسب وصبر كان له الثواب العظيم والأجر الكريم في جنات النعيم فطوبی لك أخي المبتلی الصابر المصابر المرابط الكريم وهنيئا لشعب فلسطين المتمسك بتعاليم هذا الدين وحامل لواء المسلمين في جاهلية حضارة القرن الحادي والعشرين نسأل اللّه رب العالمين أن يمن علی المرابطين الموحدين في أكناف أولی القبلتين وفي سائر بلاد المسلمين بمقامات المقربين والصديقين الذين قال عنهم مولاهم في الذكر الحكيم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ﴾ يقول الصادق الأمين وخاتم النبيين ﷺ: {ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر اللّه بها من خطاياه} وفي رواية: {ما من مسلم يشاك الشوكة فما فوقها إلا كتب اللّه له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة} ختاما للّه در الإمام الفذ الهمام ابن تيمية شيخ الإسلام حيث يقول: ما يفعل أعدائي بي إن جنتي وبستاني في صدري إن قتلي شهادة وسجني خلوة ونفيي سياحة!*

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى