مقالاتمقالات المنتدى

تجار الحروب

تجار الحروب

 

بقلم د. عبد الله المَشوخي (خاص بالمنتدى)

 

عادة في الحروب تنشط تجارات عدة لا سيما تجارة السلاح والدواء والأغذية ….الخ.
لكن هناك تجارات من نوع آخر من أهمها تجارة الإعلام فكم من العقول تُباع وتشترى عبر هذه التجارة المربحة فتصبح أبواقا لمن يدفع لهم أكثر .

وهناك كتاب يشترون بدماء الشهداء وقتل الأطفال ثمنا رخيصا .

وهناك تجار المنابر ليس لهم هم سوى إرضاء أسيادهم المتخاذلين يحرفون الكلم عن مواضعه ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا .

وهناك كبار التجار يدغدغون عواطف الجماهير بعبارات منمقة يتعاملون بازدواجية من فوق الطاولة بوجه ومن تحتها بوجه مغاير.

وهناك تجار أغرقوا في الربا بكل أنواعه انتظارا لفائدة ربوية من كبار المرابين في العالم.

وهناك تجار لا في العير ولا في النفير غثاء كغثاء السيل يمسكون العصا من المنتصف يتربصون الدوائر وينتظرون لمن تكون له الدائرة ليقولوا كلمتهم فيما بعد إنا كنا معكم.

وتبقى طبقه من المستهلكين بعضهم يلبس نظارة سوداء يرى كل شيء أسودا .
وآخر يعيش على آمال عريضة وأوهاما كبيرة وأحلاما سعيدة.

وتبقى طبقة من هؤلاء القوم تتسم بالواقعية والعقلانية لكنها تعاني كثيرا من بعض زبائن التجار ومن طبقات التجار وأسيادهم هذه الطبقة تذكرني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (إنما الناس كأبل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة).

هذا هو واقع التجار اليوم وزبائنهم في وقت الحروب …وقت الفتن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولقد صح عن النبي ﷺ أنه كانَ إذَا قَامَ مِنَ الليل افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: (اللهم رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ؛ إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى