أيها المسلمون إن غزة هي عزُّكم
بقلم عارف بن أحمد الصبري “عضو هيئة علماء اليمن” (خاص بالمنتدى)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فإن انتصار غزة هو انتصارٌ لكل المسلمين ومصلحة كبرى لهم؛ بل يجب أن يكون انتصارُ غزة خياراً استراتيجياً لكل المظلومين والمقهورين والضعفاء في كل العالم، ولدول العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص.
إن انتصار غزة هو الطريق للتخفيف من القيود المفروضة على العرب والمسلمين وغيرها من الدول الخاضعة للهيمنة الغربية، والانعتاق من الاستعباد الصهيوأمريكي.
صحيحٌ أن انتصار غزة فيه إذلال للصهاينة والأمريكان الظالمين، وإحراجٌ للدول والجيوش العربية والإسلامية، لكن غزة، وحماس خصوصاً هي شرفُكم أيها المسلمون، وعزُّكم وفخرُكم، وسلاحُكم الذي تتمنعون به وتحتمون به من طغيان المحتلين لقراركم وثرواتكم وسيادتكم.
وهي النموذج الأمثل للتحرر من العبودية للغرب الظالم.
أيها المسلمون:
حافظوا على فلسطين واجعلوها قضيتكم الأولى، وقفوا مع شعبها المجاهد الصابر المحتسب، وادعموا المجاهدين بالمال والرجال وكل أنواع السلاح، ووحدوا صفكم واجمعوا كلمتكم وارموا عدوكم عن قوسٍ واحدة، ولا تتركوا عدوكم ينفرد بواحدٍ منكم، وقولوا للقاصي والداني إن المسلمين أمةٌ واحدةٌ، ربهم واحدٌ، ودينهم واحدٌ، ونبيهم واحدٌ، وقبلتهم واحدةٌ، وسلمهم واحدٌ، وحربهم واحدٌ.
وأن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وأن الاعتداء على مسلمٍ واحدٍ هو اعتداءٌ عليهم جميعاً، تنتقض به العهود والمواثيق إن وُجِدت مع المعتدين.
أيها المسلمون:
إن نصرة فلسطين حقٌّ لهم، وفريضةٌ شرعية عليكم، فانصروهم بكل ما تستطيعون، ولا تفرطوا بحماس ولا تخذلوها، حتى لا يبقى لكم ما تفاخرون به وتتزينون به، وتترسون خلفهم في مواجهة عدوكم الغاشم الفاشي.
أيها المسلمون:
إن ضعف الأمة الإسلامية وتفرقها وضعٌ استثنائيٌ لا يجوز القبول به، ويجب العمل على تجاوزه، ولست بصدد توصيفه وذكر أسبابه، ولا أريد تحميل أي طرف السبب، بل المراد أن نعلم أن الحل لإعادة الأمة الإسلامية إلى عزها ومجدها لا يزال في إطار الممكن، فها هو الفجر يلوح من كل مكانٍ وقد تلألأت أشعته من غزة في هذه الدماء الزكية التي تفوح بريح المسك لأجل تحرير الإنسان وتحرير الأرض وردِّ الأمور إلى نصابها بإذن الله تعالى.
أيها المسلمون:
إن الأجيال الضعيفة الخانعة العازفة عن الجهاد، يخيل إليها أن للكرامة ضريبةً باهظة لا تطاق، فاختارت الذل والهوان هرباً من تكاليف الكرامة، فعاشت ذليلة مستباحة تدفع ضريبة الذل أضعافاً مضاعفة، وفي مقدورها أن تدفع ضريبة الكرامة مرةً واحدةً.
أيها المسلمون:
أيها الزعماء والقادة أرجوكم تقبلوا هذه الحقيقة وإن كانت مُرَّةً، فلم أتجاوز فيها، ولكنه واجبُ النصح لأئمة المسلمين وعامتهم.
اللهم أرنا الحق حقَّاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.