مقالاتمقالات المنتدى

(أسماء) القيامة قوارع زاجرة!

(أسماء) القيامة قوارع زاجرة!

 

بقلم أ. د. فؤاد البنا

 

من حكمة الله أنه كثّف الحديث عن اليوم الآخر في القرآن الكريم، ومن صور ذلك أنه عدّد أسماء يوم القيامة، كأن الله أراد أن يصبح كل عنوان مذكرا ببعد من أبعاد ذلك اليوم الذي يستغرق ما يساوي خمسين ألف سنة من زمننا في الدنيا. ولو تفكرنا في أسماء ذلك اليوم الرهيب وعرفنا معانيها اللغوية وتخيلنا ظلالها الواقعية، لكانت وقاية لنا من الوقوع في الخطايا التي تجعل أصحابها عند اندلاع القيامة من أهل الفزع الأكبر!

ومن ثم فإن:

على الذين يُضيعون (أوقاتهم) في ما لا ينفع، أن يتذكروا قيام (الساعة)، حينما يُسأل كل امرئ عن شبابه في ما أبلاه وعمره في ما أفناه!

وعلى الذين يملؤون قلوب المنكسرين ب(الحسرات) أن يتذكروا العقاب الشديد في اليوم الذي وصفه الله ب(يوم الحسرة)!

وعلى الذين يمارسون (العبث) بحرمات المخلوقين أن يتذكروا (يوم البعث)، حينما توضع الموازين وتوزن أعمال كل إنسان ليجزى على ما قدم ولو كان بوزن مثقال ذرة!

وعلى الذين لا يتورعون عن (الدخول) إلى بيوت الآخرين لتتبع عوراتهم والتلصص على حرماتهم، أن يتذكروا (يوم الخروج) من الأجداث، حينما يأتي المظلومون لأخذ حقوقهم!

وعلى الذين (يصمّون) آذانهم عن سماع أصوات الحق أن يتذكروا (يوم الصاخة)!

وعلى من يصنعون أوجاع المساكين ويخلقون مآسيهم أن يتذكروا (الطامة الكبرى)!

وعلى الذين (يحاسبون) الضعفاء على ما لم يفعلوا، تكبراً وتجبراً، أن يتذكروا (يوم الحساب)، حينما توضع الموازين ويحتسب القطمير!

وعلى الذين يمارسون (إرهاب) الناس أن يتذكروا (يوم الوعيد)، حينما يقول الله: لمن الملك اليوم؟ فتجيب الملائكة: لله الواحد القهار!

وعلى الذين (يجمعون) الناس رغم أنوفهم ليدخلوهم زرائب الظالمين أن يتذكروا (يوم الجمع)، حينما تجتمع الخلائق على صعيد واحد؛ فيقتص الله بنفسه للصغار من الكبار وللضعفاء من الجبابرة!

وعلى الذين يمارسون (التلاقي) على الباطل متحالفين ضد حملة الحق، أن يتذكروا غضب الله منهم (يوم التلاق)!

وعلى الذين يخذلون (الحق) وهم قادرون أن يقولوا ما يرضي الله، أن يتذكروا (الحاقة) التي ستحيق بكل المبطلين!

وعلى الذين يمارسون مداهنة المبطلين، لدرجة أنهم يميعون الحقائق الثابتة ويتجاهلون (الوقائع) الواضحة، أن يتذكروا (يوم الواقعة)!

وعلى الذين يمارسون التطفيف ويزرعون مشاعر (الغبن) في قلوب الضعفاء، أن يتذكروا (يوم التغابن)!

وعلى الذين يجعلون المؤمنين كالمجرمين ولا (يفصلون) بين الحق والباطل، أن يتذكروا (يوم الفصل)!

وعلى الذين يمارسون التخفي عن أعين الناس و(يغشون) ثيابهم وهم يقارفون الفواحش، أن يتذكروا حينما تحل بهم (الغاشية) فتُبلى سرائرهم وتنفضح أسرارهم!

وأخيرا على الذين يظلمون المستضعفين ويغتصبون حقوقهم، في سبيل مراكمة الأموال لأولادهم وأهاليهم، أن يتذكروا {يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه}!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى