فقه النوازل: لزوم التحري عند أداء الزكاة والصدقات
بقلم د. محمد يسري إبراهيم (خاص بالمنتدى)
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وآله ومن والاه، وبعد
فإن المسلم مأمور بتحري المستحقين لزكاة ماله، والآخذين لصدقاته.
والزكاة أمانة من أمانات التكاليف الشرعية التي تحملها المسلم فلا يجوز له أن يدفع زكاته لمن لا يتحرى أهلها ويوصلها إليهم بأمانة.
وقد دأبت جهات وجمعيات وشخصيات مجهولة عبر وسائل الاتصالات الحديثة على الإعلان عن نفسها وحث الناس على تقديم الأموال لها، إما بالتحويل على حسابات شخصية أو باستلام المال نقدا، وذلك باسم المرضى والمحتاجين وطلبة المدارس والأيتام والفقراء وعمل أوقاف، وغير ذلك، ثم تبين كثير من الجهل لدى القائمين عليها، والخلل في تصرفاتهم المالية،
بحيث وقع تربح شخصي غير منضبط عند بعضهم تحت اسم العاملين عليها، وتصرفات غير شرعية في تلك الاموال عند آخرين،
هذا بخلاف من يعد عملهم من أعمال الاحتيال والنصب والتغرير بالناس!
لكل ذلك فإنه يجب على صاحب الزكاة او الصدقة أن يفتش بنفسه عن المستحق أو يضع المال في يد أمينة تحسن التصرفات الشرعية في الأموال، وتصل إلى المستحقين المستوفين لشروط أهل الزكاة، وذلك حتى تبرأ ذمة المزكي والمتصدق من عهدة العبادة الواجبة والمندوبة، والله أعلم.
وفق الله الجميع لخير ما يحب ويرضى، والحمد لله رب العالمين.
