مقالاتمقالات المنتدى

النسوية والتسوية بين الرجل والمرأة

النسوية والتسوية بين الرجل والمرأة

 

بقلم الشيخ د. محمد عبد الكريم الشيخ (خاص بالمنتدى)

 

يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله:

في قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوۡا۟ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِۦ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۚ لِّلرِّجَالِ نَصِیبࣱ مِّمَّا ٱكۡتَسَبُوا۟ۖ وَلِلنِّسَاۤءِ نَصِیبࣱ مِّمَّا ٱكۡتَسَبۡنَۚ وَسۡـَٔلُوا۟ ٱللَّهَ مِن فَضۡلِهِۦۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣰا﴾ [النساء ٣٢] .

“? الحَقُّ سبحانه وتعالى خلق الكونَ وفيه أجناسٌ، وكل جنسٍ يشملُ أنواعاً أو نوعين، وتحت كل نوع أفراد .

✅فإذا ما رأيت جنساً من الأجناس انقسم إلى نوعين، فاعلم أنهما يشتركان في مطلوب الجنس، ثم يختلفان في مطلوب النوع، ولو كانا متحدين لما انقسما إلى نوعين. كذلك في الأفراد .

✅وإذا نظرنا إلى الجماد وجدنا الجماد جنسا عاما؛ ولكنه انقسم إلى عناصر مختلفة، لكل عنصر من هذه العناصر مهمة مختلفة .

فمثلاً إذا أردنا إقامة بناء، فهذا البناء يتطلب رملاً، ويتطلب أسمنتاً، ويتطلب آجُراً، ويتطلب حديداً، فجنس الجماد كله مشترك في إقامة البناء، ولكن للأسمنت مهمة، وللجبس مهمة، وللرمل مهمة، وللمرو – وهو الزلط – مهمة، فلا تأخذ شيئا في مهمة شيء آخر .

✅ وكذلك انقسم الإنسان إلى نوعين، إلى ذكورة تتمثل في الرجال، وإلى أنوثة تتمثل في النساء، وبينهما قدر مشترك يجمعهما كجنس، ثم بينهما اختلاف باختلاف نوعيهما. فلو أردت أن تضع نوعاً مكان نوع لما استطعت .

✅إذن فمن العبث أن يخلق الله من جنس نوعين، ثم تأتي لتقول: إن هذا النوع يجب أن يكون مثل هذا النوع ..

✅ فكل واحد منهما له مهمة. والنجاح يكون على قدر هذه المهمة. ولذلك يقول الحق: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ} فساعة ترى جنساً أخذ شيئاً وجنساً آخر أخذ شيئاً، إياك تشغل بالك وتتمنى وتقول: «أريد هذه» ، ولكن اسأل الله من فضله … حتى توفق في إبراز ما فضلك الله به ” .

[تفسير الشعراوي : ٢١٤٣/٤ ، بتصرف]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى