وفاة علامة الموصل وفقيهها الشيخ مصطفى البنجويني رحمه الله تعالى
انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل قليل علامة الموصل وفقيهها الشيخ مصطفى البنجويني.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وألهم أهله وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان، وجزاه عن العلماء وطلبة العلم وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء
كتب عنه بقلم الأستاذ جاسم عبد شلال النعيمي:
مصطفى محمود البنجويني
( 1350هـ ـ / 1931م ـ )
الشيخ مصطفى محمود مصطفى أحمد عبد الله غفور البنجويني، نسبه إلى قصبة بنجوين التابعة لمحافظة السليمانية التي ولد فيها سنة 1350هـ في أحضان والدين أشرب في قلبيهما الدين وعلومه، ونذرا ولديهما للعلم الشرعي النافع، فما ان بلغ السادسة من عمره حتى أدخلاه المدرسة الدينية (غير النظامية) ليبدأ بتعلّم قراءة كتاب الله على منهج الدراسة الذي كان يتطلب ان يقرأ الطالب القرآن ليدرس بعده كتاب التصريف وبعض الكتب الصغيرة في النحو، فقرأها حتى وصل كتاب عبد الرحمن جامي، غادر بعدها قصبة بنجوين منتقلاً وراء شيوخ العلم حتى أكمل العلوم المتعارف عليها لدى المناطق الكردية وذلك سنة( 1371هـ/1951م).
ومن أشهر شيوخه الشيخ إسماعيل عبد الرحمن الباني فقد قرأ عليه مبادئ النحو وشيئاً من كتب المنطق، والشيخ عثمان بن الشيخ عبد العزيز، والعلامة الشيخ عبد الله الكشيني قرأ عليه العقائد النسفية، والعلامة الشيخ محمد شيخ المارين وقد قرأ كتاب الجامي، والشيخ عبد الرحيم محمد الشهير بالقاضي قرأ عليه الكثير من العلوم النقلية والعقلية، وحصل على الإجازة العلمية العامة بالعلوم النقلية والعقلية من فضيلة الشيخ عبد الكريم المدرس، في سنة( 1378هـ/1958م)
قصد بغداد واتجه نحو المدرسة القادرية بإيعاز من الشيخ أمجد الزهاوي، إلا انه لم تتحقق دراسته فيها فتوجه الى الموصل وعُيّن إماماً في جامع نجيب الجادر، وبعد مده وجيزة سافر إلى مصر لإكمال دراسته سنة( 1379هـ/1959م)، والتحق بكلية الشريعة والقانون في الأزهر سنة (1381هـ/1961م) وتخرج فيها سنة(1385هـ/1965م) رجع بعدها إلى العراق ليدرس في مدارس الموصل، وفي سنة ( 1392هـ/1972م) التحق بجامعة الأزهر لدراسة الماجستير في أصول الفقه، ثُمَّ حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر أيضاً سنة (1399هـ/1978م) ثُمَّ عاد إلى الموصل ليتلقى عنه طلبة العلم ويتتلمذوا عليه
ومن أشهر تلاميذه من مشايخ الموصل الذين استفادوا منه الشيخ صادق محمد محمد سليم، والشيخ الدكتور أكرم عبد الوهاب، والشيخ الدكتور ريان توفيق، ، والدكتور عبد الستار فاضل ، والشيخ الدكتور صالح خليل حمودي ، والشيخ إبراهيم المشهداني ، والشيخ أزهر عبدالرحمن عبدالله الحياني وغيرهم.
من مؤلفاته :
تحقيق كتاب (مختصر قواعد العلائي) في أصول الفقه وهو مطبوع بجزأين وهو رسالته للدكتوراه، ورسالة في أصول الفقه (مبحث الاجتهاد،) وتحقيق كتاب (كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار) في الفقه الشافعي، ورسالة في الرضاع، وغيرها من المختصرات، يمتاز بخفة الروح، والتواضع، وحسن الخلق، تظهر عليه الهيبة والوقار ويعلوه أدب العلماء، وهو من كبار علماء الموصل الذين يشار إليهم بالبنان، وله ترجمه في كتاب الإمداد شرح منظومة الإسناد لمؤلفه أكرم عبد الوهاب.
هذا وقد نعى المجمع الفقهي العراقي فضيلة العلامة الشيخ مصطفى البنجويني رحمه الله تعالى، وأدناه صورة بيان النعي:
(خاص بالمنتدى)