الدكتور عمر عبد الكافي يشرح الحكمة من القصص في القرآن الكريم
وأوضح الدكتور عمر عبد الكافي أن القصص القرآني هو أحد المحاور الخمسة التي وردت في كتاب الله، والأربعة الأخرى هي: العقيدة، والأوامر والنواهي والأحكام، والأحوال الشخصية، ومحور الدار الآخرة. وقال إن القصة في القرآن الكريم مذكورة ليثبّت الله عز وجل بها قلب رسوله صلى الله عليه وسلم، ولتثبيت التوحيد وأخذ العبرة والمثل، حتى يعالج الإنسان نقائصه أو يتجنب الشخوص التي يبغضها، فلا يكون مثل فرعون أو هامان.
وخلص -في حديثه لحلقة (2022/4/20) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان”- إلى أن كل قصة ترد في القرآن الكريم تعطي مسالك تؤدي إلى هداية الناس لرب الناس عزّ جلاله، وأن من العجيب في القصص القرآني هو أن الذي يسمعها أو يقرؤها لا يشعر بالملل إطلاقا، بل في كل مرة يستخلص عبرة ويكتشف معنى وإضاءة جديدة.
وتحدث عن قصة آدم وحواء، وإبليس الذي طرد من رحمة الله لأنه لم يرض بوضعه في هذا الكون ورفض أن يسجد لآدم كما أمره الله عز وجل، وقال إن أول معصيتين كبيرتين هما الكبر والحسد؛ كبر إبليس وحسده.
وعن سبب تكرار القصص في القرآن الكريم بشخوصها وأحداثها، أشار الدكتور عبد الكافي إلى قصة سيدنا موسى التي تكررت في أكثر من سورة، منها سورة طه، وسورة القصص. وقال إن كل سورة تتضمن رسائل معينة، كما أنها تجعل الشخص الذي يقرأ هذه القصص يكاد يلتمس الشخوص.
العبر في سورة يوسف
وذكر قصة سيدنا يعقوب الذي جلس مع ابنه الصغير ليقص عليه: “إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين..”، وقال إن تكرار كلمة “رأيتهم” في هذه القصة هي من أجل إظهار مدى شدة إنصات الأب إلى ابنه، وفي هذا منحى تربوي، باعتبار أن الآباء عادة يسمعون أطفالهم ولا ينصتون إليهم.
وعن قصة سيدنا يوسف المختلفة عن قصص بقية الأنبياء، أوضح الداعية الإسلامي أن السورة هي قصة الإنسان وذويه ومجتمعه الداخلي والخارجي، وقصة الإنسان بتركيبته المجتمعية، ففيها تظهر عواطف سيدنا يعقوب الجياشة لأبنائه، وتمسكه برحمة الله، وفيها يظهر غيرة وحقد إخوة يوسف عليه “إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلل مبين..”.
المصدر: الجزيرة