مقالاتمقالات المنتدى

خواطر رمضانية – د. عبد الواحد الخميسي “رحمه الله تعالى”

الخاطرة (2)

خواطر رمضانية – د. عبد الواحد الخميسي رحمه الله تعالى

الخاطرة (2)

 

روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والصيام جنة, فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب, فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم» أخرجه مسلم, «برقم: ١١٥١».

في هذا الحديث الشريف شُبِّهَ الصومُ بِجُنَّةِ المحارب, وهي الترس الذي يحتمي به من ضربات السيوف, وسهام النبال التي تتوارد عليه في المعركة من كل جهة, وهو تشبيهٌ رائعٌ شُبِّهَ فيه غيرُ المحسوس وهو الصومُ بالمحسوس وهو التُّرسُ, تصويرًا للمعقول بصورة المحسوس, ذلك بأن الصائم شأنُه شأنُ المحارب, فكما يتقي المحارِبُ بترسه توارد الضربات, فكذلك يتقي الصائمُ بصومه الشهوات !! ولذلك ثبت عنه عليه الصلاة والسلام من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أنه قال: «الصوم جنة من النار كجنة أحدكم من القتال» صحيح ابن خزيمة, برقم: ٢١٢٥.

فهو جنة يقي صاحبه من أن يؤذي, كما يقيه من أن يؤذَى.

وهو جنة يقيه شر الشيطان والنفس, ويبعده عن تأثيرهما, ولذلك كان من حقه تكميلُ معنى الجَنَّة بتنزيه لسان الصائم عن الأقوال والأفعال الشَّهْوِيَّة والتي أشار إليها بقوله في نفس هذا الحديث: «فلا يرفث», والسِّبْعِيَّة والتي أشار إليها بقوله: «ولا يصخب», والأقوال التي أشار إليها بقوله: «سابَّه», والأفعال المشار إليها بقوله: «قاتله».

وهو جنة من عذاب الله, لأنه يغمر البدن كله فيصير وقاية لجميعه برحمة الله من النار.

وإنما كان الصوم جنة من النار لأنه إمساك عن الشهوات, والنار محفوفة بالشهوات, فالحاصل: أنه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترا له من النار في الآخرة.

صوما مقبولا, أدام المولـى الكريم عزكم??

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى