مقالاتمقالات المنتدى

خواطر رمضانية – د. عبد الواحد الخميسي “رحمه الله تعالى”

الخاطرة (١)

خواطر رمضانية – د. عبد الواحد الخميسي “رحمه الله تعالى”

الخاطرة (١)

 

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.. أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين..}[البقرة: ١٨٣, ١٨٤]

لما تَصَدَّرَ هذه الآية الكريمةَ التكليفُ بعبادة الصوم فقيل: «كتب عليكم الصيام», كان لابد من الإجابة عن أسئلةٍ خمسةٍ مُحتَمَلة الورود حول هذه العبادة.
أحدها: هل هذه العبادة داخلة تحت القدرة ?
فأجيب بقوله: «كما كتب على الذين من قبلكم», أي: أنها عبادة مُمَارَسة, قد كلف بها مَنَ كان قبلَكم ومارسوها, ولا يُمَارَس إلا المقدورُ, وعليه فلم تكن بدعا من التكليف.
والثاني: وما مقدار مدتها التي تمارس فيها ?
فأجيب بـ «أياما», ووصفت الأيام بالقلة فقيل: «معدودات» مع أنها فوق القِلة, وذلك للدلالة على كثرة الخير فيها, مع سرعة تَقَضِّيها !!
والثالث: وما حكم المريض والمسافر معها ?
فأجيب بقوله: «فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر», فلا عَنَتَ فيها, إذْ هي بحسب قدرة الشخص ووضعه.
والرابع: وكيف يكون وضع العاجز عن القيام بها ?
فأجيب بقوله: «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين», فلكل شخص ما يناسب وضعه, والكريم سبحانه يحب الخير لجميع عباده إلا من أبي.
والخامس: وما الفائدة المترتبة عليها ?
فأجيب بقوله: «لعلكم تتقون» أي: لعلكم تتقون الاضطرابات والقلق والأمراض النفسية والجسدية في الأولى, وتتقون غضب الجبار وعذاب النار في الأخرى.
فسبحان من أحاط علمه بكل شيء, ومن ذلك ما يجول بدخائل العباد !!

وشهركم مبارك, وأعاننا الله وإياكم على صـيامه, ووفقنا لقـيامه, ودمتم طيبين??

التاريخ : 2019/5/5 م
الوقت : 10:04 مساءٌ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى