مقالاتمقالات المنتدى

بعض البيان في الحديث عن شهر شعبان

بعض البيان في الحديث عن شهر شعبان

 

بقلم د. سلمان السعودي (خاص بالمنتدى)

 

س – لماذا سمي شعبان بهذا الاسم؟
شهر شعبان هو الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية يأتي بين رجب ورمضان، وكان شهر شعبان من أحب الشهور وأفضلها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ” كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان” رواه أبو داوود حديث صحيح.
وجاء في تسمية هذا الشهر بهذا الاسم ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” أتدرون لم سمي شعبان؟ لأنه يُشَعَّبُ فيه خير كثير، وإنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يدنيها من الحل” ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة.
وقيل لأن العرب كانوا يتشعبون فيه بالأرض لطلب الماء أو الغارات بعد خروج شهر رجب المحرم.
س – ما هو فضل شهر شعبان؟ مع ذكر بعض المنح الربانية.
كان الصحابة رضي الله عنهم يتهيئون لصوم شعبان كما يتهيئون لرمضان، وكانوا يعتنون بشهر شعبان اعتناء خاصا لما علموا من كراماته ونفحاته، وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غفلة الناس عنه وعن فضله حيث قال: ” ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان” ذكره المنذري في الترغيب والترهيب عن أسامة بن زيد.
ومن أهم ما يميز هذا الشهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين روي عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: ” يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: ” ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه العمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم” رواع الألباني في صحيح النسائي.
وقال ابن رجب: أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان .. ففي العاشر من هذا الشهر فرض الله تعالى الصيام في رمضان وكذلك الزكاة.
س – اذكر بعض صور الاجتهاد في شعبان.
الاستعداد والتهيؤ لشهر رمضان بالصوم والقيام والإنفاق.
فرض الله في العاشر منه صيام رمضان.
وقعت فيه غزوة بني المصطلق في الثاني من شعبان في السنة الخامسة للهجرة والتي فضح الله فيها أمر المنافقين الذين يسعون في إفساد المجتمع المسلم.
تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وضرب الصحابة في هذه الحادثة أروع الأمثلة في الاستجابة لأوامر الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا داعكم لما يحييكم }فكان امتثالهم دون تردد ولا تأخير، حتى جاء أن بعض الصحابة رضي الله عنهم جاءهم الخبر وهم راكعون في الصلاة فتحولوا باتجاه الكعبة وهم على حالهم ولذلك سمي المسجد بذي القبلتين.
س – من فضائل شهر شعبان:
ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من الصوم، جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: ” ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صوم شهر إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان” البخاري.
وبما أن العمال ترفع في هذا الشهر وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المتشاحنين لا ترفع أعمالهم فلا بد من التنويه إلى الإسراع للمسامحة ورد المظالم لأصحابها في هذا الشهر وكما قال تعالى: { الصلح خير }
س – ما الحكمة من صيام شهر شعبان؟
الحكمة هي التهيؤ والتدريب على الطاعات لاستقبال شهر رمضان المبارك.
س – ما فضل ليلة النصف من شعبان؟
روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ( يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن “صحيح الترغيب حديث حسن صحيح.
ولكن هناك أحاديث لم تصح ولم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتداولها الكثير لا بد من تبيانها منها.
ما رواه كردوس بن عمرو قال: ( من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب) رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية حديث لا يصح.
ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ( إذا كان ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر لي فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا ؟ حتى يطلع الفجر) رواه ابن رجب في لطائف المعارف اسناده ضعيف.
وما روي عن أمامة الباهلي قال: ( خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة وليلية الفطر وليلة النحر) رواه الألباني في السلسلة الضعيفة وقال حديث موضوع.
ما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله من الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب ) رواه الألباني في ضعيف الجامع .
س – هل يجوز تخصيص النصف من شعبان بالصيام أو القيام؟
لا يجوز ذلك ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أو التابعين رضي الله عنهم أجمعين ولكن يستثني من ذلك من كان له عادة عبادة من صيام أو قيام.
أما بالنسبة لحكم قيام ليلة النصف من شعبان تباينت أقوال العلماء في ذلك ويعزى هذا التباين إلى اختلافهم في فهم النصوص الواردة بخصوصها ودراية الأخذ بها.
استحب جمهور الفقهاء قيام ليلة النصف من شعبان لما فيها من تعرض المؤمن لرحمة الله تعالى ومغفرته وقد نقل عن الإمام ابن تيمية أن جماعات من السلف كانوا يقومون هذه الليل،
كره علماء المالكية والحنفية الاجتماع لقيام ليلة النصف من شعبان في المسجد أو غيره واعتبروا ذلك من البدع لأن في ذلك إحداث صلاة مخصوصة فيها تسمى صلاة الرغائب وذهب إلى ذلك الإمام الأوزاعي وعطاء بن رباح وابن أبي مليكة.
وقال النووي: إن صلاة الرغائب المعروفة وهي ثنتا عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب وصلاة ليلة شعبان مائة ركعة وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكرتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين ولا بالحديث المذكور فذلك باطل.
ولا بد من التنويه أن القيام في هذه الليلة جائز ولا بأس به لأن القيام أمر مباح في كل الليالي ولكن المنهي عنه هو التخصيص.
س – ما حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان؟
لا يجوز تخصيص هذه الليلة باحتفال فذلك من بدع الصوفية المنحرفة والتي ظهرت في المجتمع المسلم وقد وضحنا ذلك في حكم تخصيصها بالصيام والقيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى