سلسلة قدوات في التاريخ الإسلامي (11)
كرم صلاح الدين الأيوبي وحلمه: مواقف وعبر
بقلم د. علي محمد الصلابي (خاص بالمنتدى)
جمعت شخصية صلاح الدين الإيوبي العديد من الصفات الفذة والحميدة، مما جعله من بين أعظم الشخصيات التاريخية الإسلامية التي وجب على أجيالنا المتعاقبة ان تقتدي بها وتسير على خطاها وتستفيد من سيرتها، ومن بين اهم تلك الصفات نذكر: الكرم والحلم.
أولا: كرمه:
إن الكرم باب الأخلاق الفاضلة، ومدارج الفضيلة، وُصِفَت الأخلاق به، وشرفت بالانتساب إليه من باب إضافة الصِّفة للموصوف، فكُلُّ شيء يشرف في بابه يوصف به، وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أحسن النَّاس، وأجود الناس، وأشجع النَّاس. وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيءٍ ـ قَطُّ. فقال: لا.
ولقد كان كرم السلطان صلاح الدين الأيوبي أظهر من أن يُسطَّر، وأشهر من أن يُذكر، لكن نُنَبِّه عليه جملة، وذلك: أنه مَلَكَ ما ملك ومات؛ ولم يوجد في خزائنه من الفضة إلا سبعة وأربعون درهماً ناصرية، ومن الذهب إلا جُرم واحد صُوْري.( ابن شداد، 2003، ص70) وقد اشتهر صلاح الدين بالكرم، وزَّع ما احتوته قصور الفاطميين من جواهر، وأموال على أمرائه، وأصحابه، ولم يحتفظ لنفسه بشيءٍ، وكان يهب الأقاليم، فعندما فتح امد طلبها منه «قرا أرسلان» فأعطاها إياه. يُعطي في وقت الشدَّة كما يُعطي في وقت السَّعة. وقال مَرَّةً وهو يُعبِّر عن كرمه: والله لو وهَبْتُ الدنيا للقاصد الامل؛ لما كنت استكثرها له، ولو استفرغتُ له جميع ما في خزانتي؛ لما كان عوضاً ممَّا أراقه من حُرِّ ماء وجهه في استمناحه إيايَّ.( طقوش، 1999، ص70)
وكان من شدَّة كرمه: أنَّه إذا علم أنَّ في خزائنه مالاً؛ لا يستطيب تلك الليلة؛ حتى يُفَرِّقَ هذا المال جوداً، وإذا منح إنساناً مالاً، ثم قيل له: إن هذا القدر لا يكفيه؛ زاده الضعف ولا يرى شيخاً إلا ويرق له، ويعطيه، ويحسن إليه، وما أُحضر بين يديه يتيمٌ إلا وترحَّم على والديه ، وجبر قلبه، ومصابه، وأعطاه، وإن كان له من أهله كبير يعتمد عليه؛ سلَّمه إليه، وإلا أبقى له من الخير ما يكفي حاجته، وسلَّمَه إلى من يعتني بتربيته، ويكفلها.
وقد وصف العماد الأصفهاني كرمه، فقال: كان بإخراج ما يدخل من الأموال في المكرمات، والغرامات مغرماً. وكان يجود بالمال قبل الحصول، ويقطعه عن خزانته بالحوالات عن الوصول، فإذا عرف بوصول حِمْل؛ وقع عليه بأضعافه، ولاجَبَهَ أحداً بالردِّ إذا سأله، بل يلطف له كأنَّه استمهله، ويقول ما عندنا شيء الساعة. ويعطي فوق ما يؤمِّل الطالب، ويبسط وجهه للمعطي بسط من لم يعطه شيئاً،( ابن شداد، 2003، ص49) وقد قُدِّر ما وهبه من الخيل للحاضرين معه في الجهاد مدَّة ثلاث سنين منذ أن نزل الفرنج على عكَّا في رجب سنة 585هـ إلى يوم انفصالهم بالسِّلم في شعبان سنة 588هـ باثني عشر ألف رأس من حصان، وحِجْرٍ، وإكديش طِمِرٍّ. ويعلِّق ابن شداد على ذلك بقوله: ومن شاهد عطاياه؛ يستقل هذا القدر.
ثانيا: حِلْمُه:
فالحلم اية حسن الخلق، وعنوان عُلُوِّ الهمَّة، فهو من أشرف الأخلاق، وأحقِّها بذوي الألباب؛ لما جعل الله فيه من الطُّمأنينة، والسَّكينة، والحلاوة، وسلامة العرض، وراحة الجسد، واجتلاب الحمد، ورفعة النفس عن تشفِّيها بالانتقام؛ فلا ينبل الرَّجُل حتى يكون متخلقاً بهذا الخلق العظيم. قال تعالى: {خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ ١٩٩} [الأعراف: 199] .
فقد كان السلطان صلاح الدين الأيوبي حليماً، وكثيراً ما يعفو عن أصحاب الذُّنوب، حسن الخلق، صبوراً على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغيَّر عليه. وكان يوماً جالساً، فرمى بعض المماليك بعضاً بسرموزه ـ أي: حذائه ـ فأخطأته، ووصلت إلى السُّلطان، ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يتغافل عنها.( زكار، 1995،ج24، ص449) وقال القاضي شهاب الدين: نفرتْ بغلتي يوماً من الجِمال، وأنا راكبٌ في خدمته، فزحمت ركبته؛ حتى أقلقته من الوجع؛ وهو يبتسم. وكذلك سرق من خزانته كيسان من الذهب المصري، وأبدلا بكيسين من الفلوس، فلم يعمل للمباشرين سوى صرفهم.( زكار، 1995، ج24، ص 449)
قال القاضي ابن شدَّاد: ولقد كنت في خدمته بمرج عيون قبل خروج الإفرنج إلى عكَّا، وكان من عادته أن يركب في وقت الرُّكوب. ثم ينزل، فيُمدُّ الطعام، ويأكل مع الناس، ثم ينهض إلى خيمة خاصَّةٍ له ينام فيها، ثم يستيقظ من منامه، ويصلِّي، ويجلس خلوة، وأنا في خدمته، نقرأ شيئاً من الحديث، أو شيئاً من الفقه، ولقد قرأ عليَّ كتاباً مختصراً لسليم الرَّازي، يشتمل على الأرباع الأربعة في الفقه، فنزل يوماً على عادته، ومُدَّ الطعام بين يديه، ثم عزم على النهوض، فقيل له: إنَّ وقت الصلاة قد قرب، فعاد إلى الجلوس. وقال: نصلِّي، وننام، ثم جلس يتحدَّث حديث متضجِّر، وقد أُخلي المكان إلا ممَّن لزم، فتقَدَّم إليه مملوكٌ كبير محترم عنده، وعرض عليه قِصَّةً لبعض المجاهدين، فقال له: أنا الان ضجران، أخِّرها ساعةً، فلم يفعل، وقَدَّم القصَّة إلى قريبٍ من وجهه الكريم بيده، وفتحها بحيث يقرأها، فوقف على الاسم المكتوب في رأسها، فعرفه، فقال: رجلٌ مُستحقٌ. فقال: يوقِّع له المولى، ها هي. فقال: ليست الدَّواة حاضرةً الان، وكان جالساً في باب الخَرْكاه بحيث لا يستطيع أحدٌ الدخول إليها، والدَّواة في صدرها، فقال له المُخاطب: هذه الدَّواة في صدر الخَرْكَاه! وليس لهذا معنى إلا أمره إيَّاه بإحضار الدواة لا غير، فالتفت فرأى الدَّواة، فقال: والله لقد صَدَق. ثم امتدَّ على يده اليسرى، ومدَّ يده اليمنى فأحضرها، ووقَّع له. فقلت: قال الله تعالى في نبيه صلى الله عليه وسلم : {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ٤} [القلم: 4] . وما أرى المولى إلا قد شاركه في هذا الخلق، فقال: ما ضَرَّنا شيءٌ، قضينا حاجته، وحصل الثواب! ولو وقعت هذه الوقعة لاحاد الناس، وأفرادهم؛ لقام، وقعد. ومن الذي يقدر أن يخاطب أحداً هو تحت حكمه بمثل ذلك؟! وهذا غاية الإحسان، والحِلْم، والله لا يضيع أجر المحسنين.( ابن شداد، 2003، ص86)
مراجع البحث:
علي محمد الصلابي، صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس، دار المعرفة، بيروت، 1429ه-2008صص 196-201
بهاء الدين بن شدَّاد، النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية تحقيق أحمد إيبيش، دار الأوائل سوريا، الطبعة الأولى، 1424ه 2003 م.
محمد سهيل طقوش، تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام والجزيرة دار النفائس، الطبعة الأولى، لبنان 1400 هـ 1999 م.
الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية د. سهيل زكَّار، دار الفكر، دمشق، سوريا، 1995م – 1443هـ
جمعت شخصية صلاح الدين الإيوبي العديد من الصفات الفذة والحميدة، مما جعله من بين أعظم الشخصيات التاريخية الإسلامية التي وجب على أجيالنا المتعاقبة ان تقتدي بها وتسير على خطاها وتستفيد من سيرتها، ومن بين اهم تلك الصفات نذكر: الكرم والحلم.
أولا: كرمه:
إن الكرم باب الأخلاق الفاضلة، ومدارج الفضيلة، وُصِفَت الأخلاق به، وشرفت بالانتساب إليه من باب إضافة الصِّفة للموصوف، فكُلُّ شيء يشرف في بابه يوصف به، وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أحسن النَّاس، وأجود الناس، وأشجع النَّاس. وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيءٍ ـ قَطُّ. فقال: لا.
ولقد كان كرم السلطان صلاح الدين الأيوبي أظهر من أن يُسطَّر، وأشهر من أن يُذكر، لكن نُنَبِّه عليه جملة، وذلك: أنه مَلَكَ ما ملك ومات؛ ولم يوجد في خزائنه من الفضة إلا سبعة وأربعون درهماً ناصرية، ومن الذهب إلا جُرم واحد صُوْري.( ابن شداد، 2003، ص70) وقد اشتهر صلاح الدين بالكرم، وزَّع ما احتوته قصور الفاطميين من جواهر، وأموال على أمرائه، وأصحابه، ولم يحتفظ لنفسه بشيءٍ، وكان يهب الأقاليم، فعندما فتح امد طلبها منه «قرا أرسلان» فأعطاها إياه. يُعطي في وقت الشدَّة كما يُعطي في وقت السَّعة. وقال مَرَّةً وهو يُعبِّر عن كرمه: والله لو وهَبْتُ الدنيا للقاصد الامل؛ لما كنت استكثرها له، ولو استفرغتُ له جميع ما في خزانتي؛ لما كان عوضاً ممَّا أراقه من حُرِّ ماء وجهه في استمناحه إيايَّ.( طقوش، 1999، ص70)
وكان من شدَّة كرمه: أنَّه إذا علم أنَّ في خزائنه مالاً؛ لا يستطيب تلك الليلة؛ حتى يُفَرِّقَ هذا المال جوداً، وإذا منح إنساناً مالاً، ثم قيل له: إن هذا القدر لا يكفيه؛ زاده الضعف ولا يرى شيخاً إلا ويرق له، ويعطيه، ويحسن إليه، وما أُحضر بين يديه يتيمٌ إلا وترحَّم على والديه ، وجبر قلبه، ومصابه، وأعطاه، وإن كان له من أهله كبير يعتمد عليه؛ سلَّمه إليه، وإلا أبقى له من الخير ما يكفي حاجته، وسلَّمَه إلى من يعتني بتربيته، ويكفلها.
وقد وصف العماد الأصفهاني كرمه، فقال: كان بإخراج ما يدخل من الأموال في المكرمات، والغرامات مغرماً. وكان يجود بالمال قبل الحصول، ويقطعه عن خزانته بالحوالات عن الوصول، فإذا عرف بوصول حِمْل؛ وقع عليه بأضعافه، ولاجَبَهَ أحداً بالردِّ إذا سأله، بل يلطف له كأنَّه استمهله، ويقول ما عندنا شيء الساعة. ويعطي فوق ما يؤمِّل الطالب، ويبسط وجهه للمعطي بسط من لم يعطه شيئاً،( ابن شداد، 2003، ص49) وقد قُدِّر ما وهبه من الخيل للحاضرين معه في الجهاد مدَّة ثلاث سنين منذ أن نزل الفرنج على عكَّا في رجب سنة 585هـ إلى يوم انفصالهم بالسِّلم في شعبان سنة 588هـ باثني عشر ألف رأس من حصان، وحِجْرٍ، وإكديش طِمِرٍّ. ويعلِّق ابن شداد على ذلك بقوله: ومن شاهد عطاياه؛ يستقل هذا القدر.
ثانيا: حِلْمُه:
فالحلم اية حسن الخلق، وعنوان عُلُوِّ الهمَّة، فهو من أشرف الأخلاق، وأحقِّها بذوي الألباب؛ لما جعل الله فيه من الطُّمأنينة، والسَّكينة، والحلاوة، وسلامة العرض، وراحة الجسد، واجتلاب الحمد، ورفعة النفس عن تشفِّيها بالانتقام؛ فلا ينبل الرَّجُل حتى يكون متخلقاً بهذا الخلق العظيم. قال تعالى: {خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ ١٩٩} [الأعراف: 199] .
فقد كان السلطان صلاح الدين الأيوبي حليماً، وكثيراً ما يعفو عن أصحاب الذُّنوب، حسن الخلق، صبوراً على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغيَّر عليه. وكان يوماً جالساً، فرمى بعض المماليك بعضاً بسرموزه ـ أي: حذائه ـ فأخطأته، ووصلت إلى السُّلطان، ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يتغافل عنها.( زكار، 1995،ج24، ص449) وقال القاضي شهاب الدين: نفرتْ بغلتي يوماً من الجِمال، وأنا راكبٌ في خدمته، فزحمت ركبته؛ حتى أقلقته من الوجع؛ وهو يبتسم. وكذلك سرق من خزانته كيسان من الذهب المصري، وأبدلا بكيسين من الفلوس، فلم يعمل للمباشرين سوى صرفهم.( زكار، 1995، ج24، ص 449)
قال القاضي ابن شدَّاد: ولقد كنت في خدمته بمرج عيون قبل خروج الإفرنج إلى عكَّا، وكان من عادته أن يركب في وقت الرُّكوب. ثم ينزل، فيُمدُّ الطعام، ويأكل مع الناس، ثم ينهض إلى خيمة خاصَّةٍ له ينام فيها، ثم يستيقظ من منامه، ويصلِّي، ويجلس خلوة، وأنا في خدمته، نقرأ شيئاً من الحديث، أو شيئاً من الفقه، ولقد قرأ عليَّ كتاباً مختصراً لسليم الرَّازي، يشتمل على الأرباع الأربعة في الفقه، فنزل يوماً على عادته، ومُدَّ الطعام بين يديه، ثم عزم على النهوض، فقيل له: إنَّ وقت الصلاة قد قرب، فعاد إلى الجلوس. وقال: نصلِّي، وننام، ثم جلس يتحدَّث حديث متضجِّر، وقد أُخلي المكان إلا ممَّن لزم، فتقَدَّم إليه مملوكٌ كبير محترم عنده، وعرض عليه قِصَّةً لبعض المجاهدين، فقال له: أنا الان ضجران، أخِّرها ساعةً، فلم يفعل، وقَدَّم القصَّة إلى قريبٍ من وجهه الكريم بيده، وفتحها بحيث يقرأها، فوقف على الاسم المكتوب في رأسها، فعرفه، فقال: رجلٌ مُستحقٌ. فقال: يوقِّع له المولى، ها هي. فقال: ليست الدَّواة حاضرةً الان، وكان جالساً في باب الخَرْكاه بحيث لا يستطيع أحدٌ الدخول إليها، والدَّواة في صدرها، فقال له المُخاطب: هذه الدَّواة في صدر الخَرْكَاه! وليس لهذا معنى إلا أمره إيَّاه بإحضار الدواة لا غير، فالتفت فرأى الدَّواة، فقال: والله لقد صَدَق. ثم امتدَّ على يده اليسرى، ومدَّ يده اليمنى فأحضرها، ووقَّع له. فقلت: قال الله تعالى في نبيه صلى الله عليه وسلم : {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ٤} [القلم: 4] . وما أرى المولى إلا قد شاركه في هذا الخلق، فقال: ما ضَرَّنا شيءٌ، قضينا حاجته، وحصل الثواب! ولو وقعت هذه الوقعة لاحاد الناس، وأفرادهم؛ لقام، وقعد. ومن الذي يقدر أن يخاطب أحداً هو تحت حكمه بمثل ذلك؟! وهذا غاية الإحسان، والحِلْم، والله لا يضيع أجر المحسنين.( ابن شداد، 2003، ص86)
_________________________________________________
مراجع البحث:
علي محمد الصلابي، صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس، دار المعرفة، بيروت، 1429ه-2008صص 196-201
بهاء الدين بن شدَّاد، النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية تحقيق أحمد إيبيش، دار الأوائل سوريا، الطبعة الأولى، 1424ه 2003 م.
محمد سهيل طقوش، تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام والجزيرة دار النفائس، الطبعة الأولى، لبنان 1400 هـ 1999 م.
الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية د. سهيل زكَّار، دار الفكر، دمشق، سوريا، 1995م – 1443هـ