مقالاتمقالات المنتدى

كلمات في الطريق (714) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

كلمات في الطريق (714)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بالمنتدى)

  • بالكتابِ وصلتُ إلى بحرِ الإسلام، فكان غوصي في أعماقه.

وبالكتابِ وصلتُ إلى رجاله، فكتبتُ في أعلامه.

وبالكتابِ وصلتُ إلى مصادره، فتعلقتُ بتراثه، وسردتُ كتبه.

وبالكتابِ عرفتُ أفضلَ فنونِ العلمِ وأقربها إلى رضا الله، وكتبتُ فيها،

وبالكتابِ عرفتُ ربي أكثر، فذكرته، وذللتُ له،

وخشعَ له سمعي وبصري، ومخّي وعظمي.

وبالكتابِ خدمتُ ديني، ودعوتُ إليه..

فلن أنسى فضله!

وسأبقى حاملًا إياهُ في يدي،

حتى أُوسَدَ في قبري.

  • كثيرٌ من المثقفين المسلمين يجهلون أحكامَ دينهم،

بل جوانبَ كثيرةً من عقيدتهم،

أو أنهم لا ينظرون إليها نظرةَ المسلمِ الجادِّ في دينه، الغيورِ على عقيدته،

فترى أحدَهم يعاملُ دينَهُ كقطعةِ أثاث،

إذا خرجَ تركها في البيتِ ومضى!

فيلهو في الشارعِ والمقهى والمرقصِ بدونِ ردعٍ ولا حياء،

ويبيعُ ويشتري في مكتبهِ أو محلِّهِ بدونِ مراعاةِ حلالٍ أو حرام،

وينتمي إلى أحزابٍ لا دينَ لها،

ويرفعُ عقيرتَهُ مع العلمانيين والغربيين والشواذِّ وعبّادِ الشيطانِ وكأنهُ واحدٌ منهم!

وإذا دخلَ البيتَ تذكَّرَ أنه مسلم، فذكرَ الله، أو سجدَ كنقراتِ غرابٍ وانتهى!

وكان حظُّهُ من دينِ الإسلامِ دقائقَ معدودةً من أربعِ وعشرين ساعة!

  • لو تدبَّرتَ الأحوال،

لما أسرعتَ في الاستنتاج، وبناءِ الحكمِ عليه،

لقد حكمتَ على مشكلةٍ حاضرة،

وهي متجذِّرةٌ في ماض،

ولها آثارٌ مستقبلية،

إضافةً إلى علاقاتٍ خارجيةٍ بالمسألة،

فتمهَّل، وشاور،

أو أعطِ المسألةَ أهلَها.

  • اعرفْ وجوهَ النقد،

وأحطْ بجوانبه،

وما يجوزُ نقدهُ وما يُعفَى عنه،

وقارنهُ بالدليل،

ولا تتكلَّفه،

وأعرضْ عن بعضه،

واجمعْ فيه بين الحزمِ واللين،

حتى يعلمَ صاحبُكَ أنكَ عارفٌ بالموضوع،

حاضرٌ بالحجةِ والدليل،

ماهرٌ بالمحاورةِ والمناظرة.

  • إذا قالَ لكَ الذئب: لا أريدُ نعاجًا،

ولكنْ أبقى في الحظيرةِ إلى الصباحِ درءًا للبردِ القارس،

فإذا صدَّقتَهُ، وأحسنتَ إليه ورحمته،

أكلَ من نعاجِك،

وبقرَ بطونَ بعضها إمعانًا في الإفساد،

وهرب، ولم يندمْ على جريمته،

ولن يتوبَ من فعلته!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى