جذور المؤامرة الماسونيَّة للتوطئة لدولة الدجَّال 7من 7
إعداد د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن
كشْف حقيقة كوفيد-19 وأبعاد المؤامرة
صاحَب الانتشار السَّريع لفيروس كوفيد-19 في مارس 2020م، وإعلان منظَّمة الصّحَّة العالميَّة أنَّ الفيروس أصبح جائحة عالميَّة، والدَّعوات المتزايدة لكشْف طبيعة الفيروس وإيجاد لقاح له، تعليقٌ من طبيب فرنسي يُدعى كات أنطونيو، نشَره في مقطع عبر الإنترنت، صرَّح فيه بأنَّه، ضمن فريق من 6 البيولوجيين، يسعى إلى الكشف عن حقيقة الفيروس سريع العدوى، موضحًا أنَّه سلالة مطوَّرة من فيروس سارس (SARS)، المسبّب لمتلازمة الجهاز التَّنفُّسي الحادَّة، جرى تطويره في معمل ووهان الصّيني. يضيف الأمير، نقلًا عن الطَّبيب الفرنسي، أنَّ معمل أبحاث الفيروسات في مدينة ووهان، المتَّهم بتصنيع الفيروس الوبائي، هو في الأصل مُختبَر عسكري، أسَّسته فرنسا بمساعدة الصّين، خصّيصًا من أجل تطوير الأوبئة والأسلحة البيولوجيَّة. أضاف أنطونيو أنَّ لديه وفريقه إثباتات موثَّقة من الحكومة الفرنسيَّة على أنَّ المختبر الصّيني موضع الحديث أُسّس تحت إشراف خبير الأوبئة ومدير المعهد الفرنسي لأبحاث صحَّة الإنسان، إيف ليفي، اليهودي مغربي الأصل، زوج الدُّكتورة آنييس بوزين، وزيرة الصّحَّة الفرنسيَّة (مايو 2017-فبراير 2020م)، اليهوديَّة من أصل بولندي. الأخطر من ذلك أنَّ الطَّبيب الفرنسي أعلن أنَّ مصنّعي الفيروس، الَّذي قلَب العالم رأسًا على عقب، قد حصلوا على براءة اختراع لفيروس كورونا وسارس كوفيد برقم “031985”، مضيفًا أنَّ تجارب أُجريت على الفيروس المصنَّع معمليًّا أتاحت تطوير لقاح يمكنه القضاء عليه؛ ودفَعه ذلك إلى أن يعتبر أنَّ الهدف من نشْر الفيروس هو جني الأرباح بعد طرْح اللقاح في أوج أزمة انتشار الإصابات. وبعد أيَّام قليلة على نشْر ذلك المقطع عبر موقع يوتيوب، فوجئ المتابعون بحذْفه، بل وبإغلاق صفحة الطَّبيب الفرنسي الَّتي بُثَّ عليها المقطع على شبكة فيسبوك، برغم الإبقاء على الاتّهامات الأمريكيَّة والصّينيَّة المتبادَلة بشأن تصنيع الفيروس ونشْره.
أثار تصريح الطَّبيب الفرنسي، كات أنطونيو، ردَّ فعْل رسمي من رئيس وحدة الفيروسات والمناعة في معهد باستور، أوليفييه شوارتز، الَّذي كذَّب أنطونيو، بزعم أنَّ رقم البراءة “031985” الَّذي أشار إليه أنطونيو، هو ليس لاختراع فيروس كوفيد-19، إنَّما لاكتشاف فيروس بريفيت (Brevet). وما يثبت تدليس شوارتز، كما يرى الدُّكتور بهاء الأمير، أنَّ الأوَّل ادَّعى أنَّ براءة الاختراع كانت لفيروس من سلالة سارس-كوفيد، وليس كوفيد-19؛ حيث أنَّ كوفيد-19 هو كذلك من سلالة سارس-كوفيد. أُسّس معهد ووهان للفيروسات عام 1956م، وأُلحق به عام 2015م المختبَر الصّيني للسَّلامة البيولوجيَّة، بالتَّعاون مع خبراء فرنسيين، وقد خُصّص ذلك المختبَر لإجراء أبحاث لتطوير فيروس كوفيد-19. ومن المفاجآت الَّتي يفجّر الأمير في مقاله (2020م) أنَّ مختبَر ووهان الصّيني-الفرنسي يرتبط باتّفاقيَّة للعمل المشترك مع المختبَر الوطني الأمريكي، الَّذي تديره جامعة تكساس الطّبيَّة، ويُعتبر الأكبر من نوعه في العالم في إجراء الأبحاث البيولوجيَّة. قدَّم المختبَر الوطني الأمريكي إلى مختبَر ووهان عقب تأسيسه عام 2015م منحة ماليَّة قدرها 7 ملايين دولار، بغرض تمويل أبحاث على الخفافيش تتعلَّق بتطوير كوفيد-19 واللقاح المعالِج له. أمَّا عن الَّذي توسَّط في تقديم تلك المنحة، فهو أنطوني فاوتشي، رئيس المعهد الوطني للحساسيَّة والأمراض المُعدية، اليهودي من جهة والدته. ويلخّص الأمير أدلَّته على وجود يدٍ خفيَّة لليهود وراء انتشار كوفيد-19 بقوله (ص24):
إيف ليفي الَّذي اتَّهمه كات أنطونيو في الفيديو الَّذي بثَّه بالمسؤوليَّة عن إطلاق الفيروس يهودي هو وزوجته، والَّذي موَّل مختبَر ووهان لإجراء بحوث على فيروس كورونا وتوليد سلالات جديدة منه، أنطوني فاوتشي، يهودي، ودكتور أوليفييه شوارتز الَّذي كذَّب ما قاله كات أنطونيو هو الآخر يهودي، وكذلك الَّذين قاموا بحذف فيديو أنطونيو هو أيضًا يهود! فموقع يوتيوب الَّذي حذَف فيديو كات أنطونيو جزء من شركة جوجل، الَّتي أسَّسها ويملكها ويديرها سيرجي برين (Sergey Brin)، وهو يهودي من أُسرة روسيَّة، ولاري بيج (Larry Page)، وهو يهودي أمريكي. وموقع فيس بوك الَّذي أغلق صفحة أنطونيو الَّتي وُضع فيها الفيديو، أسَّسه عام 2002م ويملكه مارك زوكربيرج (Mark Zuckerberg)، وداستين موسكوفيتز (Dustin Moskovitz)، وهما يهوديَّان أمريكانيَّان.
يوضح الأمير أنَّ براءة الاختراع الَّتي أشار إليها الدُّكتور كات أنطونيو سُجّلت رسميًّا بتاريخ 23 يونيو 2005م، وعنوانها “سلالة جديدة من فيروس كورونا المرتبط بفيروس سارس مع تطبيقات ذلك”. وممَّا يؤكّد تصنيع فيروس كوفيد-19 مخبريًّا بهدف نشْر العدوى وإبادة عدد من البشر، ما ورد في الصَّفحة 57 من تسجيل البراءة: “والجين المخلَّق الَّذي يشفّر بروتين سارس-كوفيد، تمَّ تصميمه من بلازميد جين سارس، الَّذي تمَّ عزْله من العيّنة رقم: (031985)، من أجل الوصول إلى مستويات عليا من التَّأثير في خلايا الثَّدييات، خصوصًا الخلايا ذات الأصل الإنساني”، نقلًا عن الأمير (ص27). أمَّا عن سبب اختيار الصّين لإجراء التَّجارب على الفيروس، بدعم فرنسي وتمويل أمريكي، بدلًا من إجراء تلك التَّجارب في فرنسا أو أمريكا هو أنَّ هناك موانع تحول دون القيام بذلك في هاتين الدَّولتين، على العكس الصّين. المفارقة أنَّ أنطونيو فاوتشي، يهودي الأصل الَّذي موَّل تلك التَّجارب، صار الرَّجل الثَّاني في خليَّة الأزمة الَّتي شكَّلها دونالد ترامب برئاسة نائبه، مايك بنس، لمواجهة الوباء. ويأتي فاوتشي في التَّرتيب بعد أليكس عزار، وزير الصّحَّة اليهودي!
ويرى الدُّكتور بهاء الأمير أنَّ التَّفسير الَّذي طرَحه كات أنطونيو لنشْر فيروس كوفيد-19 لا يمثّل السَّبب الفعلي للأمر، مستشهدًا بما صرَّح به فالنتين كاتاسونوف، عالم الاقتصاد الرُّوسي والأستاذ بجامعة العلاقات الدوليَّة في موسكو، خلال استضافته في إحدى حلقات برنامج “رحلة من الذَّاكرة” على قناة روسيا اليوم، في 8 أبريل 2020م، عنوانها “فيروس كورونا كبديل للحرب العالميَّة”، بأن قارن بين الآثار الاقتصاديَّة المترتّبة على انتشار الفيروس والأجواء الممهّدة لاشتعال الحرب العالميَّة الثَّانية في مطلع سبتمبر من عام 1939م. أوضح كاتاسونوف أنَّ انهيار بورصة نيويورك في أكتوبر 1929م أدَّى إلى حالة من الرُّكود الاقتصادي، أفضت بدورها إلى إفلاس عدد كبير من الشَّركات وفقدان مئات الآلاف من العاملين لمصادر دخلهم. وقد نشَر موقع روسيا اليوم مقالًا يستعرض رأي العالم الاقتصادي بالتَّفصيل، لكنَّه حُذف!
مع ذلك، نشَر موقع اليوم السَّابع المصري ملخَّصًا لأهمّ ما صرَّح به فالنتين كاتاسونوف في حلقة “رحلة من الذَّاكرة”.
لم يكن الكساد الكبير الَّذي بدأ عام 1929م سوى مؤامرة استهدفت إحداث أزمة ماليَّة كبيرة أدَّت إلى اضطراب النّظام الرَّأسمالي، في الوقت الَّذي كان يتلقَّى النّظام النَّازي الاشتراكي في ألمانيا دعمًا ماليًا غير مشروط من المصرفيين الأمريكان والإنجليز؛ حتَّى قوي نظام أدولف هتلر، وبدأت يشكّل خطورة على البلدان الَّتي دعَّمته ماليًا، بل وأخذ يهدّد بغزوها، لتشتعل الحرب العالميَّة الثَّانية قبل نهاية عقد الثَّلاثينات. يطرح فالنتين كاتاسونوف رأيه بشأن الإعداد لحرب عالميَّة جديدة، استغلالًا لذلك الفيروس، موضحًا أنَّ التَّنافس الشَّديد بين أمريكا والاتّحاد الأوروبي من ناحية والأنظمة الاقتصاديَّة الصَّاعدة في آسيا، وعلى رأسها الصّين والهند، من ناحية أخرى أغرى أباطرة المال الغربيين بالبحث عن وسيلة لإشعال حرب جديد لتعطيل نموّ الأسواق المنافسة. ولأنَّ الحربين العالميتين، الأولى والثَّانية، في النّصف الأوَّل من القرن العشرين، نجم عنهما مآسٍ كبيرة وخسائر بشريَّة فادحة، برغم عدم استخدام أسلحة نوويَّة؛ فقد صار من الأفضل الاستعانة بأسلحة بيولوجيَّة وسيبرانيَّة وإحداث أزمات اقتصاديَّة لإشعال حرب باردة تستغلُّ فيها القوى العظمى الرَّعب المتفشّي بين العامَّة في السَّيطرة على السُّوق العالميَّة بما يخدم خططها. ويؤكّد العالم الاقتصادي الرُّوسي أنَّ انتهاء أزمة فيروس كورونا ليس مرتبطًا بوقت العثور على لقاح، إنَّما بوقت وصول الكساد الاقتصادي إلى ذروته، حينما سيتمكَّن أباطرة المال من الاستيلاء على كافَّة الأصول الماليَّة في العالم؛ ليُدشَّن نظام عالمي جديد يضع هؤلاء على رأس الحُكم في العالم. يقول كاتاسونوف، نقلًا عن الأمير (ص35):
الحرب الفيروسيَّة لن تنتهي حالما تسجّل الإحصاءات الطّبيَّة انخفاضًا ملحوظًا في عدد أعداد العدوى والوفاة بفيروس كورونا، بل ستنتهي عندما تصل أسواق الأسهم إلى الحضيض؛ وفي هذه الحالة، سيشتري أصحاب الأموال كلَّ الأصول الَّتي فقدت قيمتها، وسيبلغون مستوً جديدًا من السَّيطرة على الاقتصاد العالمي…أصحاب الأموال الَّذين دبَّروا الجائحة الحاليَّة لن يكونوا في حاجة إلى تطوُّر اقتصادي دوري بلا نهاية؛ ما يعنيهم هو الهدف النّهائي، أي فرْض سُلطتهم على العالم؛ فهم يحلمون بإقامة نظام عالمي جديد لا وجود فيه لدولة قوميَّة؛ نظام تترسَّخ في ظلّه حكومة عالميَّة. لقد عرَّت الحرب الفيروسيَّة منذ بدايتها مخطَّطات النُّخبة العالميَّة، وسلَّطت الضَّوء على عملائها، وكشفت كثيرًا من أسرار نشاطها التَّخريبي. ستُرغم هذه الجائحة ملايين البشر على التَّفكير بما لم يفكّروا به سابقًا، عندما كانوا يظنُّون أنَّ مشروع النّظام العالمي الجديد مجرَّد خيال من خيالات أنصار نظريَّة المؤامرة.
ويعلّق الأمير بقوله إنَّ مفهوم النّظام العالمي الجديد هو في الأصل في صُلب عقيدة بني إسرائيل؛ حيث يُوعدون بتأسيس مملكة عالميَّة يحكم من خلالها العالم أحد المنحدرين من نسل الملك داود، مدشّنًا عهدًا جديدًا من السَّلام، كما جاء في العهد القديم في “وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ الْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ الأُمَمِ. وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ. فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ” (سفر اشعياء: إصحاح 2، آيات 2-4)؛ وفي “فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَفِي ذلِكَ الزَّمَانِ أُنْبِتُ لِدَاوُدَ غُصْنَ الْبِرِّ، فَيُجْرِي عَدْلًا وَبِرًّا فِي الأَرْضِ. فِي تِلْكَ الأَيَّامِ يَخْلُصُ يَهُوذَا، وَتَسْكُنُ أُورُشَلِيمُ آمِنَةً، وَهذَا مَا تَتَسَمَّى بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَنْقَطِعُ لِدَاوُدَ إِنْسَانٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ” (سفر ارميا: إصحاح 33، آيات 15-17). وقد أُشعلت الحرب العالميَّة عام 1914م لخدمة هذا الغرض؛ ومن أهم نتائجها خروج المنتصرين والمنهزمين معًا مدينين لأباطرة المال من المرابين اليهود، وإسقاط دولة الخلافة العثمانيَّة الجامعة لمسلمي العالم، ووضْع حدود بين الدُّول العربيَّة، واستعمار الغرب للشَّرق الأوسط وإخضاع فلسطين للانتداب البريطاني بعد تقسيم الشَّام بين بريطانيا وفرنسا. وبعد إنجاز تلك الأهداف، بدأت الحرب العالميَّة الثَّانية عام 1939م، لتفضي إلى تأسيس منظَّمة الأمم المتَّحدة، باعتبارها نواة للحكومة العالميَّة المزمع تأسيسها، وإرهاق دول العالم بمزيد من الدُّيون لصندوق النقد والبنك الدُّولي؛ هذا إلى جانب تسهيل هجرة اليهود من أوروبَّا لاستعمار فلسطين وتأسيس دولة الاحتلال عام 1948م.
ويختتم الأمير حديثه عن الآثار المترتّبة على انتشار الفيروس الوبائي في العالم بالإشارة إلى تراجُع أسعار النَّفط، وتأثُّر اقتصادات دول الخليج تأثُّرًا شديدًا ينذر بتعرُّضها لأزمات ماليَّة؛ إذ أنَّ اقتصادها يعتمد في المرتبة الأولى على مبيعات النَّفط. وقد أصرَّ الرَّئيس الأمريكي السَّابق، دونالد ترامب، على أن تخفّض الدُّول المنتجة للبترول إنتاجها، أملًا في إنقاذ أسعاره من الانهيار؛ والمفارقة أنَّه عمل في الوقت ذاته على استغلال تدنّي الأسعار في دعْم المخزون الاستراتيجي الأمريكي. وقد توصَّلت الدُّول المنتجة للنَّفط إلى اتّفاق في 12 أبريل 2020م لتخفيض الإنتاج بنسبة 10 بالمائة؛ ممَّا أثار إعجاب ترامب، الَّذي اعتبر أنَّ في ذلك إنقاذ لمئات الآلاف من الوظائف في مجال الطَّاقة.
عرفنا أنَّه مع التَّمهيد لإشعال الحرب العالميَّة الثَّانية، تآمر جوزيف ستالين مع القوَّة الخفيَّة في إحداث أزمة اقتصاديَّة عالميَّة بطرحه الحبوب الرُّوسيَّة بأسعار زهيدة، ممَّا أسفر عن حدوث كساد اقتصادي كبير. واليوم، يتكرَّر التَّآمر الرُّوسي على الاقتصاد العالمي، والسّلعة المستهدفة هذه المرَّة هي النَّفط، حيث أقدمت روسيا على تسديد ضربة لقطاع النَّفط الصَّخري في أمريكا من خلال تخفيض أسعار النَّفط، ممَّا دفَع السَّعوديَّة إلى معاقبة روسيا بزيادة إنتاجها من النَّفط الأحفوري.
تزامنت أزمة النَّفط العالميَّة مع انتشار فيروس كورونا القاتل، الَّذي صنَّفته منظَّمة الصَّحَّة العالميَّة وباءً عالميًّا في 11 مارس 2020م، والَّذي أدَّى إلى تراجُع في الطَّلب على النَّفط، مع حالة الرُّكود الَّتي تشهدها مختلف القطاعات الَّتي تستعين بالنَّفط ومشتقَّاته في تسيير عملها. تهاوي سعر برميل النَّفط إثر ذلك إلى أقل من 30 دولارًا أمريكيًّا، ممَّا ينذر بأزمة اقتصاديَّة كبيرة.
ولن تقتصر الأزمة الاقتصاديَّة على كبرى الدُّول المنتجة للنَّفط، بل سيشمل الاقتصاد العالمي، ولانتشار فيروس كورونا دوره في ذلك. ومن الملفت أنَّ بنك غولدمان ساكس الأمريكي، الَّذي أسَّسه الاقتصادي اليهودي ألماني الأصل ماركوس غولدمان عام 1869م، بأنَّ الأزمة الماليَّة الحاليَّة ليس لها نظير طوال الفترة التَّالية للحرب العالميَّة الثَّانية.
وكانت الصّين قد اتَّهمت الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة رسميًّا بنشر فيروس كورونا فيها، ممَّا تسبَّب في إصابة عشرات الآلاف بالفيروس القاتل، ووفاة ما يزيد عن 3 آلاف شخص. غير أنَّ الأوضاع تبدَّلت بعد التَّعافي النّسبي من الجائحة؛ لتصعد أسعار النَّفط إلى ما يقارب 3 أضعاف السّعر الَّذي انحدرت إليه في أوج الأزمة، بوصول سعر البرميل الواحد إلى ما يزيد على 85 دولارًا. وقد أفضى ذلك إلى ارتفاع قياسي في أسعار مختلف السّلع والمنتجات، وبخاصَّة الغذائيَّة، وهناك ما ينذر بحدوث أزمة اقتصاديَّة عالميَّة؛ نتيجة نقْص بعض المحاصيل الزّراعيَّة، بعد فترة طويلة من الرُّكود وقلَّة الإنتاج.
يُذكر أنَّ من بين سُبل مواجهة الجائحة تطوير عدَّة لقاحات من شأنها تقوية مناعة الجسم لمواجهة الإصابة بالفيروس. غير أنَّ التَّجارب أثبتت أنَّ برغم ثبوت فاعليَّة اللقاحات الَّتي طوّرت إلى وقتنا هذا، سُجّلت إصابات لبعض المحقونين باللقاح. وقد فُسّر ذلك بأنَّ اللقاح يحتاج إلى وقت حتَّى يساعد الجسم في تكوين مناعة ضدَّ الفيروس!
وبرغم تلقّي مئات الملايين من سكَّان العالم لقاح الوقاية من الفيروس القاتل، ووصول عدد الجرعات الَّتي حُقن بها الأفراد إلى 7,5 مليار جرعة، فقد دخل العالم في منتصف نوفمبر 2021م إلى موجة خامسة من كوفيد-19، بعد أن أشيع أنَّ الفيروس أصبح تحت السَّيطرة وبدأت بلدان العالم تخفّف من إجراءات الوقاية منه. وفي النّهاية نتساءل: إلى ما ستفضي الأوضاع النَّاجمة عن تفشّي الفيروس؟ هل اللقاح يحتوي على شرائح ذكيَّة تتفاعل مع الجيل الخامس لشبكات الاتّصال (5G) للتَّحكُّم في الأفراد عن بُعد كما يشاع؟ وإذا صدق ادّعاء الصّين بأنَّ أمريكا كانت وراء نشْر فيروس كورونا، وصحَّت الأقاويل الَّتي تتردَّد عن أنَّ كورونا هو نُشر ضمن حرب بيولوجيَّة ترمي إلى إحداث أزمة عالميَّة، فهل تتطوَّر الأحداث إلى اندلاع الحرب العالميَّة الثَّالثة، الَّتي يعدُّ لها أعضاء جمعيَّة المتنوّرين للقضاء على الإسلام وتدخل في مخطَّط ألبرت بايك لإعادة تشكيل النّظام العالمي لصالح أتباع كنيس الشَّيطان؟ وهل الحرب النَّفطيَّة بين روسيا والسَّعوديَّة قد تفضي إلى أزمة اقتصاديَّة طاحنة تشعل نار الفتنة بين شعوب الأرض وتؤدّي بدورها إلى مواجهات مسلَّحة؟ وهل في انتشار الفيروس في أمريكا وإسرائيل ما يتَّفق مع ما صرَّح به الحاخام إيمانويل رابينوفيتش، خلال المؤتمر الاستثنائي للجنة الطَّوارئ لحاخامات أوروبَّا، عن إمكانيَّة التَّضحية ببعض بني جلدتهم لخدمة هدفهم الأعظم، بقوله “قد تكون التَّضحية ببضعة آلاف من أفراد شعبنا، نعمل نحن بذاتنا على إبادتهم لإلصاق التُّهمة بغيرنا. قد تكون تضحية جسيمة، ولكنَّنا يجب ألَّا نقيم وزنًا لأيَّة تضحيات كبيرة كانت أو صغيرة في سبيل هدفنا النّهائي، السّيادة على العالم”؟
المصدر: رسالة بوست