الناس مع حاجاتهم
بقلم أ. د . عبد الكريم بكار (خاص بالمنتدى)
يظن كثير من الإسلاميين أنهم إذا وصلوا إلى سدة الحكم بقلوب طاهرة وأيدي نظيفة فإن الناس يستقبلونهم استقبال الفاتحين وما دروا أن الشعوب عامة تنظر إلى الحكومة كما تنظر إلى إدارة أي شركة من الشركات بالضبط
فإذا جئنا برجل فاضل ونزيه لإدارة شركة كبرى فوفر فيها كل المعاني والأخلاقيات العظيمة لكن الشركة صارت تسجل في عهده خسائر متوالية، فما مبرر بقائه حينئذ؟
إن الناس في ظل الفقر الأسود وضغط الحاجات المتزايدة وفي ظل التغيير الثقافي الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي صاروا يرحبون أكثر فأكثر بمن يوفر فرص العمل ويؤمّن خدمات التعليم والماء والكهرباء والمواصلات والطاقة.. الناس اليوم مع حاجاتهم وضروريات بقائهم أكثر من أي وقت مضى، يقول أحدهم: إذا استلم الإسلاميون الحكم ولم يوفروا المال والأعمال فماذا سنصنع بهم؟!
كلي أمل أن يعي الإسلاميون المشتغلون بالسياسة أن الناس حين يخيَّرون بين الرمزيات والمثاليات وكثير من القيم وبين حاجاتهم الأساسية فسيختار السواد الأعظم منهم الثانية وسيقال للحاكم المسلم : قلوب الناس معك وسيوفهم مع مصالحهم وأساسيات حياتهم، كما قالوا للحسين بن علي حين سأل عن موقف أهل العراق منه: قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية.
وكلي أمل أيصاً أن تتفهم قيادة طالبان وغيرها فحوى هذه الرسالة.