بقلم سوسن الزعبي – موقع الإسلام اليوم
تعيش الأمة الآن أحد أسوء لحظاتها ، فقد تداعى عليها الأعداء من كل حدب وصوب كما يعلم الجميع، حيث تعيش يومياً قتلاً وتهجيراً ، ونهباً لثرواتها من المعسكر الغربي؛ تحت ذريعة مكافحة الإرهاب .
وإن كان العدو الخارجي معروفاً لدى الجميع، فإنّ العدو الداخلي يبقى الخطر المحدق بنا كالورم الخبيث يفتك بالأمة , والذي يتكون من أقلام وإعلام موجّه متآمر مع الأعداء، يتكون من إعلاميين وصحفيين وكتاب ومفكرين، وكلهم يعمل لخدمة خطط أعداء الأمة.
وأخطرهم الذي يطلق عليهم الدعاة الجدد، الذين صنعتهم مؤسسات أمريكية، بدعم يهودي ماسوني، جعلت منهم نجومَ فضائيات؛ ليعبثوا بعقول الشباب، تحت مسمى تجديد الخطاب الديني .
وفي هذا الوقت الحرج جداً الذي تمر به الأمة يخرج علينا من يبحث ويدقق ويقرأ , ويبذل الكثير من وقته “الذي سيسأل عنه يوم القيامة ” ليثبت بالدليل الذي عثر عليه وتلاعب به على أن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- تزوجها رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وسنّها ثمانية عشرة سنة، وليس كما ورد في كتب السيرة، وصحيح البخاري، من أنه تزوجها وسنها تسع سنوات.
أتساءل هنا: ما هي الفائدة التي ستعود على الأمة بمثل هذا الطرح الآن، وفي هذا الوقت العصيب الذي تمر به؟!
ماهي الفائدة على الدين الإسلامي ذاته، إن كانت تزوجت -رضي الله عنها- في التاسعة أو في الثامنة عشرة من عمرها؟ ما الهدف من ذلك؟
وما الغاية من هذه البحوث ونحن الآن بأمس الحاجة إلى طرح أفكار وخطط وأهداف مدروسة ونافعة؛ للخروج من المنزلق الخطير الذي نحن فيه؟
وليس الأمر عبارة عن بحوث وأراء شاذة قليلة , بل يكاد يصبح ظاهرة يومية ، تتكرر أمامنا، فهذا باحث آخر، يعتبر نفسه مجدداً، بذل قصارى جهده أيضاً ليثبت أن شهر رمضان لا يتغير ولا يتبدّل وقته، فهو ثابت في فصل الخريف؟
منذ أربعة عشر قرنا والمسلمون يصومون لرؤية الهلال، ويفطرون لرؤيته، وآلاف مؤلفة من العلماء لم تصل إلى هذه النتيجة، التي وصل لها إلاّ هذا العبقري الفذ! والذي لم يترك بحثاً عن النجوم والأبراج ومعاني الكلمات العربية، إلاّ واستعان به كي يثبت فكرته الذكية هذه بأنها صحيحة.، أليس هذا من يدعو للعجب والتساؤل عن الهدف من ذلك ، والأمة تعيش أحلك أوقاتها ؟
ماذا يريد أمثال هؤلاء؟ أليس طرح مثل هذه الأمور سبب لصرف أنظار الشباب عن القضايا الأهم ، خاصةً في ظل الحرب العالمية على الاسلام والمسلمين؟ أليس تصرف هؤلاء يصبّ في الأخير في خدمة مخططات الأعداء ؟
وليت الأمر اقتصر على هذه الفئة، بل خرج علينا العلمانيون أيضاً يطلون على الأمة ليطرحوا أفكارهم ورؤاهم، حول كيفية تحضّر الأمة وتقدمها والذي بنظرهم لا يأتي إلاّ عن طريق تحريض المرأة بالتمرد على القيم والأخلاق الإسلامية، وحتى ضد الدين بذرائع خبيثة لإرضاء الغرب عنهم كمثال أن من حقها: مساواتها بالرجل، ومن حقها الخروج المطلق للعمل، وحرية اختلاطها بالرجال ومساواتها حتى في الميراث، وأن قضية القوامة سقطت من يد الرجل طالما أن المرأة قد أصبحت تعمل مثلها مثل الرجل، ولا فرق بينهما في شيء، حتى شجّع ذلك بعض “المسترجلات” على التمرّد على أزواجهن، مما أدى إلى إنتشارظاهرة الطلاق، وتفكك الأسرة، وتشرد الأطفال.
أخيراً، يبدو لي من خلال ما ذكرت أن هؤلاء المذكورين خطرهم –في نظري- لا يقل إطلاقاً عن خطر أي عدو خارجي، بل يشكّلون الخطر الأكبر على الأمة؛ لأنهم يتربّصون بها من داخل الجبهة الداخلية؛ فهم كالسوس الذي ينخر في وتد الأمة، حتى تتهالك وتسقط وتصبح فريسة يسهل الانقضاض عليها من قبل أعداء الخارج،
ومع الأسف هذا ما وصلت إليه الأمة الآن فقد تحققت الكثير من خطط العدو الخارجي، بسبب جهود هؤلاء العملاء الخونة، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى …
فهل هناك من يتصدى لأعداء الداخل ويسقط عنهم القناع ؟