مقالاتمقالات مختارة

الديمقراطية.. «ممنوعة على المسلمين»!!

الديمقراطية.. «ممنوعة على المسلمين»!!

بقلم محمد إلهامي

حتى لو اختلفنا حولها، فرأى بعضنا أنها كفر ورأى بعضنا أنها جوهر الشورى.. المهم أن الواقع والتجربة يؤكدان لنا أنها سلعة مكتوب عليها «ممنوع على المسلمين».

صُنَّاع الديمقراطية وأربابها تدخلوا بأنفسهم ليحرمونا منها، وتآمروا على كل محاولاتنا «للتنعم» بها،

ونكبونا بأعتى الديكتاتوريات التي دعموها وأيدوها بالسلاح وبالمواقف الدولية وبالدعم الأمني والاستخباري… إلخ!

حتى الذين تنازلوا منا فقبلوا بكل الشروط الفكرية العلمانية، وقدموا نسخا جديدة مزيفة من الإسلام لم يسمحوا لهم أيضا بالتنعم بالديمقراطية.. بل انقلبوا عليهم!!

حتى لو اتفقنا أن الديمقراطية نعيم، فالواقع أنها نادٍ مغلق كتبوا عليه: «ممنوع الدخول للعرب والمسلمين»!

هل من العقل -أو الشرف- أن أجلس أبكي عليها وأتطلع عليها وأتوسلها منهم؟!

هل من العقل أو الشرف أن يصرفني عن فرحة التحرر ببلد مسلم على يد أهلها،

أنهم ليسوا «ديمقراطيين»؟!

هذا الذي أراه يتخوف على مستقبل أفغانستان لأن طالبان لا تؤمن بالديمقراطية..

ألا يسره على الأقل أن بلدا تتفلت من قبضة القطب الأمريكي وتستعصي عليه، وتعطي أملا جديدا للشعوب في التحرر؟!!

ثم متى أصابتنا هذه النكبة الفكرية واللوثة الثقافية التي تجعل ميزاننا الوحيد الأوحد لتقييم أي مجموعة محصورا في إيمانها بالديمقراطية؟!

عن نفسي، حتى لو لم تكن أفغانستان بلدا مسلما،

وحتى لو كانت نهايتها ألا تكون تجربة ديمقراطية، سأمدّ الخط إلى آخره وأتوقع أنها ستصير مثل الصين أو روسيا أو إيران..

فإن هذا نفسه يجعلني سعيدا!!

فلتكثر أقطاب القوة في هذا العالم ليجد الضعفاء لأنفسهم منفذا ومتنفسا.. بدلا من انفراد الأمريكان بالعالم هذا الانفراد الفظيع الذي يجعلهم بلا منافس!!

فكيف إذا كانت طالبان حركة مسلمة ومجاهدة وباسلة، وكيف إذا كانت تجربتها السابقة تشهد لها بالنظافة والنزاهة والقدرة على إقرار الأمن والعدالة؟!

ما بال «المثقفين» عندنا يصرون أن يكونوا أصلا في نكبتنا؟!!

المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى