مقالاتمقالات مختارة

أحدث مسرحية غربية/عربية: الغزو الصليبي “الناعم” لـ”محاربة الإرهاب”!!

بقلم منذر الأسعد – موقع المسلم

أدري أن وصف الغزو الصليبي بالنعومة سيثير لغطاً، وخاصة أنني مثل سائر المسلمين أعلم علم اليقين أن الغزو الصليبي لديار المسلمين لم يكن ناعماً في أي يوم، بل كان على الدوام وحشياً دموياً.

والمقصود بالوصف المذكور: هو الضغوط الصليبية غير المسلحة على حكومات تناوئ شعوبها، لزيادة الظهور النصراني المتغطرس في الشأن العام، ومضاعفة مساحات التشكيك في الإسلام والطعن في مقدساته، وتوسيع دائرة البذاءة الكنسية التي كانت تمارس شيئاً من الدبلوماسية الـمُرَاوغة.. والهدف الأساس هو أن يغدو القسس المتطرفون شريكاً مباشراً في صنع القرارات الكبرى في البلد. والثمن أن يصبح صليبيو الداخل دعامة للنظام وصليبيو العالم الغربي سنداً له عند سادته في العواصم التي تمسك بزمامه!!

البابا جاء يحارب الإرهاب!!

بابا الفاتيكان فرانسيس يزور مصر أواخر شهر إبريل/نيسان المقبل، وفقاً لمجلة تايم الأمريكية الشهيرة، وهو ما أكده متحدث باسم الرئاسة المصرية أوضح أن فرانسيس سوف يلتقي خلال زيارته الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشيخ الجامع الأزهر وبابا القبط تواضروس، مشيرًا إلى أنّ مصر تأمل أن توطد هذه الزيارة “روح التسامح والحوار بين أتباع الديانات المختلفة، وكذلك عزل التطرف والإرهاب”!

أما الفاتيكان نفسه فادعى أن زيارة بابا الكاثوليك لمصر تأتي تلبية لدعوات تلقاها من تواضروس الثاني، والدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر!

إلا أن المثير للاهتمام ملاحظة العلاقات القوية بين الأزهر والفاتيكان منذ صعود البابا الحالي، خلفاً لسلفه بنديكتوس السادس عشر الذي أثار غضب المسلمين في العالم، بمفترياته على الإسلام سنة 2006م.

وفي أيار/مايو 2016، قام شيخ الأزهر أحمد الطيب بزيارة الفاتيكان حيث رحّب به البابا فرانسيس بشدة، معتبرًا أن اللقاء يعيد فتح قناة مهمة للحوار بين الكاثوليك والمسلمين بعدما جمدها الأزهر خلال سنوات البابا السابق.

وفي الشهر الماضي، شارك الكاردينال “جان لويس توران” من الفاتيكان بمؤتمر في الأزهر تركز على البحث في كيفية نجاح القادة المسلمين والكاثوليك في مواجهة التعصب والتطرف والعنف باسم الدين.

وبالطبع لا أحد في العالم يستطيع تفسير الادعاء بأن زيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية إلى بلد تبلغ نسبة المسلمين فيه أكثر من 95% يمكنها عزل الإرهاب والتطرف! وما من عاقل يصدق المواجهة المشتركة للتطرف والعنف باسم الدين بهذه الصيغ الملتبسة، والتي تعني ضمناً حصر تلك المسائل المرفوضة في نطاق المسلمين دون سواهم!!

وأترك للمجلة الأمريكية أن تقول رؤيتها: الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، معتدل يسعى لتحسين العلاقات والتفاهم مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وكثيرًا ما يلتقي مع تواضروس وقادة الطوائف المسيحية الصغيرة في مصر.

وختمت التايم تقريرها قائلةً: منذ انتخابه في 2014، سعى عبد الفتاح السيسي لطمأنة مسيحيي مصر، متعهدا بتحقيق المساواة والحماية.

سعر النصراني أغلى!!

قبل أسابيع قليلة استهدف تنظيم داعش عدداً من الأقباط في سيناء، فقامت الدنيا ولم تقعد هناك بعد!!

أحد الكُتَّاب المصريين البارزين يلخص المشهد المؤسف بقوله: حتى هذه اللحظة لم يصدر عن أي “مسئول” مصري رفيع ولا سميك أي تعليق عن “مرثية” ترحيل عشرات العائلات القبطية من العريش بسبب فقدانهم الأمن وعجز الدولة عن حمايتهم من هجمات داعش، فقط قامت وزارة الخارجية ـ مشكورة ـ بترجمة ونشر تصريح مقتضب للبابا تواضروس يدين فيه الإرهاب ويندد بوحشيته، رغم أن القضية الآن قضية دولة وليست قضية كنيسة، فضيحة نظام سياسي وليس مسئولية البابا، والحقيقة أن برود الأعصاب الذي تتعامل به الدولة مع تلك الكارثة يصيبك بالدهشة الممزوجة بالاكتئاب!

ويشكك الكاتب في دوافع داعش الذي يقتل المسلمين في سيناء منذ 3 سنوات فلماذا استدار نحو القبط؟ هل الهدف إحراج النظام أمام مجتمع دولي فاجر ظالم لا يبكي ولا يجزع إلا على الأقليات الدينية والعرقية في منطقتنا، أما الشعب نفسه بغالبيته فأن يحرق بجاز أو يقتل أو يذبح أو يختطف أو يهجر فهذا أمر عادي ومفهوم ولا يؤثر قليلا ولا كثيرا على العلاقات الطيبة.

ويضيف: الملاحظة السابقة تسري ـ أيضا ـ على النخبة المصرية وإعلامها، مع الأسف، حتى أولئك الذين ينتسبون إلى ثورة يناير، ثورة “الإنسان”، فقد صمتوا جميعا على عمليات الترحيل والتهجير والذبح التي تتم للأهالي في شمال سيناء طوال السنوات الماضية، كانت الأخبار تمر أو تتسلل عبر صفحات التواصل الاجتماعي فيستقبلونها كأنها أخبار الطقس أو حالة الطرق في الصباح، وهناك حاليا آلاف الأسر من أهالي العريش ورفح والشيخ زويد تعيش في أوضاع بائسة في أحياء بالإسماعيلية والقنطرة وما حولها من المناطق، ولم يبك عليهم أحد، ولا انتفض من أجلهم إعلام ولا ساسة ولا نشطاء، فقط عندما مست تلك الجرائم المهينة أسر الأقباط فزع الجميع وقفزوا في صدارة الصورة والمشهد ليتقمصوا هيئة فرسان الاستنارة والإنسانية وحقوق الإنسان، وينددوا بما يجري في العريش على يد الإرهاب، وينددوا بموقف الدولة أيضا، كما نشطت حملات لجمع التبرعات والمعونات للأسر القبطية المهجرة، أما آلاف الأسر الأخرى من أهالي العريش المهجرين التي تعيش البؤس على شاطئ القناة منذ سنوات، فهم المواطنون من الدرجة الثانية حرفيا، هم “الكَمُّ” المنسي والأرقام الضائعة.

الحرب على الإسلام

في الضفة الأخرى، يتفنن الكهنة القبط وزنادقة التغريب المنحدرين من عائلات مسلمة، يتفننون في الهجوم الوقح على الإسلام وثوابته تحت شعار محاربة الإرهاب، وباسم مطاردة الجماعات المحظورة!

حتى إن الطعن وصل إلى الأزهر الذي يقوده شخص رأينا قبل قليل إعجاب الغرب به، وسبق له أن أدلى بتصريح لا يقوله مسلم زكَّى فيها البوذية على وثنيتها، ووصفها بعشق السلام، متجاهلاً وحشية البوذيين في محاولة استئصالهم للمسلمين في ميانمار!!

أصبح الطيب هدفاً لتطاول غلمان التغريب، بدعوى أنه متشدد ويعرقل “تجديد الخطاب الديني”!!

حتى إن أحد أبرز الأبواق التي غضب النظام عليها مؤخراً، سمحوا لفيلمه الرقيع “مولانا” بالعرض بينما منعته معظم الدول العربية، لما تضمنه من طعن في الإسلام، وليس في تنظيمات أو جماعات معينة مثلما يزعم أشياعه!!

وقالت صحيفة هاآرتس الصهيونية عن الموضوع: إن الفيلم يثير الصراعات الدينية ويؤجج العداء لدين الغالبية، وطالب بعض المسؤولين في لبنان الرقابة بحظر الفيلم، لكنها قررت حذف تسع دقائق من الفيلم الذي تبلغ مدته 136 دقيقة، بينما حظرت الكويت عرض الفيلم صراحة، لكن مصر سمحت بعرضه كاملاً، على الرغم من انتقاده لـ”رجال الدين” والاستهزاء بالأزهر.!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى