جناية اليسار المتحوِّل إلى الإسلام
بقلم عبد الرحمن أبو ذكري
أدرك بعض أساتذة العلوم السياسيَّة، أن تزايُد مُعدَّلات التحديث – خصوصاً في دول ما أُسَميه بمثلث المركزيَّة الإسلاميَّة: مصر وإيران وتُركيا – كان يَصُبُّ على طول الخط في مصلحة المتدينين، القادمين من خارج المُدن الكُبرى، ويسير في اتجاهٍ مُناقِضٍ لمصلحة آباء الدول القومية الحديثة، وأيديولوجياتهم العلمانيَّة، ونُخبهم البورجوازيَّة القديمة(1). إذ أن الجنوح المتنامي إلى النظام الرأسمالي النيو- ليبرالي، وتكريس حركياته “الراديكاليَّة”، والمتحرِّرة من الانتماءات الطبقيَّة القديمة وتقسيماتها المستَقِرَّة، بالتوازي مع زيادة مُعدَّلات التحول الحضري؛ قد أسهم إسهاماً يَصُبُّ في مصلحة حركات “الصحوة الإسلاميَّة” على المدى الطويل، وذلك بفتح كُوى في البنى الاجتماعيَّة الحضريَّة؛ تسمح بتغلغل قسم كبير من “أهل الريف” المرتَحلين إلى الحضر، وانتقالهم من الهوامِش إلى المراكز.
وقد سمَّى بعضهم تجليات هذا التحول الاجتماعي – في أوساط “الإسلاميين” المصريين – بـ”الترييف”(2)؛ أي التحول التدريجي لقواعد الحركات “الإسلامية” الحضريَّة إلى قواعِد ذات أصول ريفيَّة، رغم أنها – في الأصل – تنظيمات ظهرت وتطورت في السياق الحضري، بوصفها رد فعل فاعل مسلم حضري مُتدين على التحديث.
لكن لا هذا ولا ذاك أدرك أن هذا الوضع السوسيولوجي مُرشَّح بطبيعته للتفاقُم لا الانحسار، وأن التغيُّرات البنيويَّة والثقافيَّة التي يزيد التحديث وطأتها؛ ستؤدي إلى ترسيخ هذا الوضع. فظنَّ بعضهم أن هذه التغيُّرات نفسها ستُفضي إلى انقلاب الوضع، وفتح المجال أمام أصحاب الأيديولوجيات العلمانيَّة (القومية والاشتراكية والديمقراطية، علاوة على بعض تنويعاتها الليبرالية أحياناً)، للتأثير في الطبقات “المتوسطة” الجديدة؛ لينحَصِر نفوذ “المتدينين” بعدها بين “الأميين” وأصحاب الذهنيات “التقليديَّة”!
وقد غاب عنهم أن الجيوب الأيديولوجية العلمانية، كانت – بالأساس – نتاجاً بورجوازيّاً حضريّاً، أي “تعبيراً طبقيّاً” عن الحداثة والتحديث والارتباط العضوي بالغرب، سياسيّاً واقتصاديّاً ومعرفيّاً. هذه الجيوب لن تستميل الطبقات الجديدة إليها، لتوسيع قاعدتها؛ لكنَّها ستؤثر لاحقاً في تصوراتها – تأثيراً بنيويّاً مدمراً – سواء من خلال موجات تحول هؤلاء المؤدلَجين إلى الإسلام – كما سنُبيِّن – أو من خلال خُلطة المتدينين بهم، رغبة في نيل “الشرعيَّة” الثقافيَّة والاجتماعيَّة اللازمة، التي تسمح لهم بحريَّة الحركة في مجتمع المدينة(3).
وإذا كان التحديث المشوِّه في بُلداننا قد أثبَت أنه يَصُبُّ في مصلحة المتدينين، حين أفضي اتساع نطاق الحضَر إلى تزايُد الهجرات من “الريف” -من المجتمعات الأقل علمنةً والأكثر تديُّناً، سوسيولوجيّاً على الأقل! – وتغيُّر موازين القوى الحضريَّة؛ فإن هذا التحديث الذي ركب “الإسلاميون” موجته، هو النكبة التي حطَّمت تصوراتهم عن الدين نفسه؛ إذ توهَّموا أن الإجراءات التقنيَّة – التي تتحكَّم في إدارة دولاب الحياة اليوميَّة – خالِصة من التحيُّزات، ولن تنعكس بشيءٍ “ضار” على تصوراتهم الكليَّة. أي لم يُدرِكوا أنه إذا كان التحديث نفسه يصُبُّ في “مصلحة” الحراك الاجتماعي والسياسي للمتدينين، فإنه كان ناقِضاً لعُرى التديُّن، بل وتفكيكاً للدين نفسه؛ محوِّلاً قسماً كبيراً من المُتدينين إلى مُجرَّد “إسلاميين”(1)!
لقد صارت هذه الهجرات مُرادفاً لتغيُّر تركيبة التديُّن كلها – الريفي والحضَري – وإعادة صياغته بمؤثرات علمانيَّة (قوميَّة وليبراليَّة وماركسيَّة.. إلخ)، خصوصاً في المجتمعات السُّنيَّة (مصر وتركيا)، التي فقد فيها العلماءُ قيادتهم الاجتماعيَّة بالكليَّة، وأمسى نموذج المثقَّف العلماني هو “القيادة” الحضريَّة؛ فصار المآل الطبيعي هو إعادة صياغة نموذج المثقَّف الحداثي، وأسلَمته.
وإذا كان محمد الغزالي وفتح الله غولن – مثلاً – أول أجيال هذا النوع من “المثقَّفين”، المشبعين ببقايا عناصر دينيَّة تقليديَّة؛ فإن الجيل الثاني صار كله تقريباً من الجامعيين المهنيين، الذين اضمحلَّت المكونات التقليديَّة في بنيتهم الفكريَّة، وصاروا مهندسين أو أطباء أو محامين أو أكاديميين “مُتدينين”، درسوا “العلوم الماديَّة الحديثة” بالطريقة الغربيَّة؛ فاكتمل انفصالهم عن الرؤية الكونيَّة الإسلاميَّة بهذه التخصُّصات، وبطرائق دراستها. وقد تجلَّت الكارِثة الكُبرى في الجيل الثالِث، الذي تربَّى على خطاب الأسلَمة المخنَّث؛ فأفرزَ ما سُمِّي بـ”الدُعاة الجُدد”، الذين فصلوا كُليّاً بين الدين والسياسة، بقبولهم المبدئي – ولو ضمناً – لمُسَلَّمة “إسلاميَّة الدولة الحديثة”، التي “أمَّمَت” الدين وأفرَغَته من مضمونه، ثم استملَكت شفراته.
خلاصة القول أن بيئة التحديث لم تكن تسير دوماً عكس اتجاه الدين، بل كانت تسعى في تفريغه من محتواه واستملاكه؛ ليتيسَّر توظيفه. وهو ما تجلَّى بارِزاً في تشكُّل هذه القاعدة الاجتماعيَّة الجديدة، التي صارَت مُهيأة لنمو ما نُسميه بـ”البرانية الدينية” السُّنيَّة، التي سيقودها هؤلاء “المتدينون” بعدما صاروا “إسلاميين”؛ لتتبلوَر فيها ثمرة تحديث طويل وقطيعة معرفيَّة مُترسِّخة. وقد استغرَقَ التحول طوال ستينيات القرن العشرين، وأكثر سبعينياته، مضافاً إليه فتح أبواب الجامعة أمام الطبقات التي نافَقَها عبد الناصر؛ ليصنَع منها حاضناً اجتماعيّاً لنظامه. وكما كانت مُعاهدة 1936م فاصِلة في تغيير التركيبة الاجتماعيَّة للجيش المصري وبنية بيروقراطيته، وتغيير وجه الحياة السياسيَّة، كذلك كانت الناصريَّة لحظة فاصِلةً في تغيير تركيبة نظام التعليم الجامعي ووجهته وبنيته، وتغيير طبيعة الحياة الدينيَّة في مصر.
بيد أن ثمة عاملا مسكوتا عنه في هذا التحول الاجتماعي، وإن كان شديد الفاعليَّة عميق التأثير، وهو اليسار المتحوِّل إلى الإسلام، خصوصاً بين عامي 1967-1979م: عام هزيمة الناصرية في مصر، وعام انتصار الثورة الإسلاميَّة في إيران. إذ رغم أن التحول قد بدأ قبل الأول واستمرَّ بعد الثاني، فإن هذه الحقبة هي التي شَهِدَت كافَّة الانتقالات الجذريَّة العنيفة، بدءاً بالهزيمة المدويَّة لـ”الاشتراكيَّة العربيَّة” و”القومية العربيَّة”، وانتهاءً بإزاحتهما من الساحة الحركيَّة، بالانتصار السياسي لصيغة من صيغ الإسلام في إيران، بالتزامُن مع صعود صيغ “إسلاميَّة” أخرى إلى واجهة “العالم السني”.
أما أن هذا التحول من المسكوت عنه؛ فربما كان مرجع ذلك لسببين: أولهما تعتيم من بقي من فلول اليسار على “الخونة”، الذين صاروا “رجعيين”؛ حفاظاً على وحدة الصف (رغم أن من بقي من “المناضلين اليساريين” على “دينهم القديم”، قد تحوَّلوا تحولاً جماعيّاً إلى “الليبرالية” بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وصارت السفارة الأمريكيَّة قبلتهم الجديدة). أما السبب الثاني، فهو توهُّم “الإسلاميين” أن هذا “التحول” انتصار طبيعي للإسلام، وعودة فطريَّة إلى رحابه، وليس تركيباً أيديولوجيّاً تشوبه شوائب كارثيَّة؛ حرَّفت التصور وشوَّشَت على الحركة.
صحيح أن الإسلام يطوي بذاته عوامل انتصاره، وفتحه للقلوب والبُلدان، بيد أن الإسلام لم يكن هو الذي انتصر، مُمتطياً موجة ما سُمي بـ”الصحوة الإسلامية”، التي هيمَن عليها اليسار المتحوِّل – في البُلدان العربيَّة – معرفيّاً وأيديولوجيّاً. وإنما كان المنتَصِرُ هي صياغة أيديولوجية للإسلام، أخذت صلابتها تزداد بمرور الوقت؛ لتشي بأن الصيغة الجديدة بعيدة البُعد كله عن الإسلام. وأن تهميش مُنجَز سيد قطب، لحساب هذا اليسار المتحول (تسمَّى بعضه لاحقاً بـ”الإسلاميين المستقلين”، وصار طليعة “إسلامية المعرفة”!)؛ كان يعني استمرار هيمَنة “الدولة الحديثة” ونموذجها وتصوراتها على المجال العام، من خلال المنظِّرين “المتحولين إلى الإسلام”، مما يُيسر استيعاب “الإسلاميين” وتدجينهم معرفيّاً.
لقد كان هؤلاء “المتحولون إلى الإسلام” مؤدلَجين مهزومين، أخفَقَت أيديولوجياتهم القديمة في تحقيق الانتصارات السياسية التي كانوا يَطمحون إليها؛ ففروا منها إلى “الإسلام المنتصِر”، لكن لم يتغيَّر شعورهم بعد هذا التحول. ورغم أن جمهرة منهم قد عُرِفَت بشدَّة التقوى والتفاني في “الدفاع عن الإسلام”، إلا أنهم ظَلوا مهزومين نفسيّاً ومعرفيّاً، يلوكون ذات الأفكار القديمة باصطلاحات وصيغ جديدة. والأنكى أنهم نقلوا شعور الهزيمة وسلوكها إلى “المتدينين”، وأسهموا بالتالي في تحولهم إلى “إسلاميين”. ويبدو أن حرارة “الدفاع عن الإسلام” – المبالَغ فيها – كانت محاولة منهم لستر هذا الشعور المرير بالهزيمة (أو التعبير عنه؟!)، الذي لم يتبدَّد في كتاباتهم أبداً، مهما عبَّرت حُجَّتهم عن “قوَّة لفظيَّة” في التمسُّك بما يُدافعون عنه.
لقد كان هذا “اليسار المتحول” إعادة إنتاج لنفسيَّة مُسلمة الفتح، الذين أسلموا لأن الكُفر قد هُزِم أو لأن الإسلام قد نُصِر بفتح مكة، وهو “حدثٌ” براني لم يتغلغل تغلغُلاً جوانيّاً حقيقيّاً في نفوسهم، حتى يَحول دون غواشي الشرك في تلقي المعرفة، وذلك على نقيض وجدان الاستعلاء بالإيمان للمهاجرين الأولين. ورغم هذه الذهنيَّة المهزومة والنفسيَّة المضطربة، فقد “دُفعَ” بهذا “اليسار المتحوِّل” إلى صدارة المواجهة الأيديولوجية مع التيارات الأخرى (باسم الإسلام!)؛ لسببين: أولهما تصالُحه مع “الدولة الحديثة”، واستمداده الشرعيَّة منها ومن وجودها وبنيتها، ومن ثم ضمان مُساهمته – نظريّاً وحركيّاً – في دمج “المتدينين” داخل سياقها. وثانيهما امتلاكه للأدوات الفكريَّة والسياسية التي لا يملكها المتدينون الدراويش، الذين حطوا رحالهم بالكاد في الحواضر.
وقد تمثَّلت أخطر التجليات المعرفيَّة والحركيَّة لهذا “اليسار المتحول” في مُتتالية من ثلاث مراحل: أولها انتقالهم إلى “الإسلام” وهم مُستوعَبون داخل البِنَى والقوالِب الأيديولوجية السابقة، ومحاولتهم تفريغها وإعادة ملئها بمحتوى “إسلامي”، وكسوتها بقشرة من “الاصطلاحات الإسلامية”. هذه الأدلجة العلمانيَّة كانت تأكيداً على ارتباط المنتج المعرفي “الجديد” بالسياق السياسي للدولة ما بعد الكولونيالية، وعدم تجاوزه لأطرها الشركيَّة المكبِّلَة. وهو ما أفضى بدوره إلى المرحلة التالية: ترسيخ مركزيَّة هذه الدولة في المخيال السياسي، واعتبارها خاتمة المطاف وسقف الإنسانيَّة “المقدَّس”، الذي لا يُمكن تجاوزه، بل ولا يجوز التفكير في تجاوزه، ودع عنك الحلم باستعادة ما كان قبله! وقد كان ذلك كله سبباً ونتيجة بذات الوقت للمرحلة الثالثة، التي تجسَّدَت في البتر “الكامل” و”النهائي” للميتافيزيقا الإسلامية من المجال السياسي، وصيرورة التديُّن – في المجال العام – محض شعار هويَّاتي فارِغ، أو انتماء أجوف للافتة أيديولوجية(5)، وليس التزاماً حقيقيّاً بمنطلقات معرفيَّة واضحة ومنظومة أخلاقيَّة ثابتة.
ومن أشهر المصاديق الواقعيَّة، التي تُعري حجم الهزيمة؛ كثرة لغوهم عن “الإسلام الحضاري”، والإصرار الشَبِق على ربط الإسلام بـ”الحضارة”، وكثرة استعمال اللفظة إلى درجة مُنفِّرَة، كأنهم لا يستطيعون قَبول الإسلام ولا الاطراد معه غيباً إلى توفيقٍ إلهي مخبوء، بل يُريدون منه – بأثر ما تشرَّبوا من الأيديولوجيات الشركيَّة – عهداً حتميّاً بمكسبٍ دنيوي آني، تنعَقِد عليه اليد؛ ليعوض خسارتهم السابقة! ولهذا، كانوا أكثر تسييساً بمعايير الدولة ما بعد الكولونيالية، وأقدر على الحركة داخل هرميتها، ومن ثم؛ صاروا عاملاً مهماً في زيادة مُعدلات تسييس “الإسلاميين” ودمجهم، بتسطيح أسئلتهم وابتذال الإجابات في صيغ أيديولوجيَّة قشريَّة.
لقد جعلهم الانسحاق أمام الغرب – الذي “هزم” أيديولوجياتهم اليسارية! – غير قادرين على قَبول الإسلام إلا إن كان مشروطاً بأي شيء “حضاري”؛ يُتيح لهم مُزاحمة “المنتصر” ومنافسته على نفس أرضيته، وإعادة إنتاج ثوراته السياسية والثقافيَّة، بل والصناعيَّة إن أمكن! وتدريجيّاً، استجلَبوا معاجم الظواهر والمراحِل “الحضاريَّة” الغربيَّة: “نهضة”، “إصلاح ديني”، “إستنارَة”، يسار “إسلامي”، حداثة “إسلاميَّة”.. الخ، وزادوا في تكبيل الأذهان، بالمركزيَّة التي منحوها للثنائيَّات الغربيَّة: التقدُّم في مقابل التخلُّف، والحضارة في مقابل البربرية.. الخ. وكان المآل الطبيعي هو محاولتهم “أسلمة” بعض مفاهيم “العلوم” الإنسانية والاجتماعية الغربية واصطلاحاتها، الملتَبِسة أصلاً في سياقاتها!
وبهذا، مثَّل اليسار المتحوِّل مُحفِّزاً فعالاً لا لانتقال المتدينين بالإسلام إلى التديُّن بالديمقراطية والرأسمالية والليبرالية وحدها، وإنما كان إتماماً للعلمنة التي بدأت مع رشيد رضا ومحب الدين الخطيب(6)، وتكريساً لفصل الرؤية الكونيَّة الإسلامية عن الواقع، وهو ما صار يُصطلح عليه – عند بعضهم – بـ”فصل الدعوي عن السياسي”، وهو فصلٌ للديني عن السياسي، أفضى آخر الأمر لا لمجرَّد فصل “الإسلاميين” كُليّاً بين الديني والدنيوي فحسب، وإنما لتوظيف الديني لحساب الدنيوي، “مُتاجرة بالدين”؛ على مذهب الدولة ما بعد الكولونيالية!
__________
(1) راجع: حميد عنايت، الفكر السياسي الإسلامي الحديث (القاهرة، 2021م)، تنوير للنشر والإعلام. وقد نُشِر الكتاب الأصلي باللغة الإنكليزيَّة قبل أربعين سنة.
(2) راجع: حسام تمام، الإخوان المسلمون؛ سنوات ما قبل الثورة (القاهرة، 2013م)، دار الشروق. وقد نُشِرَت أبحاث الكتاب خلال العقد السابق على ما سُمي بـ”الربيع العربي”: 2001-2010م.
(3) من أمثلة ذلك؛ تتلمُذ “الأب الشرعي” لما يُسمى بين بعض المحدَثين بـ”الأدب الإسلامي” – نجيب الكيلاني – على المسرحي العبقري علي أحمد باكثير. وقد تشرَّب الكيلاني جمع باكثير بين الإسلام والقومية العربية والأيديولوجية الاشتراكيَّة، وأعاد صياغة ذلك كله في قالب سماه: “الأدب الإسلامي”، وهو إعادة صياغة تسطيحيَّة مُبتذلة لوجدان باكثير الفني، تجعل المنتج الأخير أقرب إلى “الواقعيَّة الاشتراكيَّة”، وقد وضعت على رأسها عمامة شائهة.
(4) للاطلاع على تفرقتنا بين الإسلاميين والمسلمين؛ يُمكن الرجوع إلى مقالنا المعنوَن (من جزءين): “إسلاميون أم مسلمون”، وهو متاح على شبكة الإنترنت.
(5) من أمثلة ذلك كتاب شهير لفتحي يكن؛ عنوانه: “ماذا يعني انتمائي للإسلام؟”.
(6) يُراجع مقالنا: “كيف حطمت السلفية تقاليدنا الإسلامية؟”؛ على هذا الموقع نفسه.
المصدر: عربي21