مقالاتمقالات مختارة

الأسر أنواع: أسر العدوّ، وأسر الحاكم المستبدّ، وأسر الهوى!

الأسر أنواع: أسر العدوّ، وأسر الحاكم المستبدّ، وأسر الهوى!

بقلم عبدالله عيسى السلامة

أسر العدوّ: الحروب بين الناس كثيرة منذ القدم، والأعداء يأسر بعضهم بعضاً، كما يقتل بعضهم بعضاً! والأسر له قوانينه الخاصّة واعرافه الخاصّة، يلتزم بها بعض المحاربين، ويخالفها كثيرون!

والأسير لدى عدوّه يعرف حقوقه – بحسب الأصل – ويطالب آسريه بها، وإن تجاوزوا حدودهم تجاه أسراهم، لجأ خصومهم أو أعداؤهم، إلى قانون المعاملة بالمثل ؛ فهم يحافظون على حقوق الأسرى لديهم، ليحافظ عدوّهم على حقوق أسراه منهم!

أسر الحاكم: بعض الحكام الظلمة، يرون شعوبهم عبيداً لهم، يعاملونهم كما يريدون: قتلاً وأسراً وتهجيراً، ونزعا للجنسية الوطنية منهم، وحرماناً من وسائل العيش الضرورية ؛ لا سيّما إذا كان المواطنون معارضين للحاكم ؛ لمواقفه أو قراراته الظالمة، بحقّ بعض المواطنين! لذا ؛ فإن عقوبة الحبس جاهزة، لكلّ مواطن معارض، مهما كانت صفته ؛ إلاّ أن يكون إعدامه سهلاً على الحاكم وزبايته، فعندئذ يتمّ إعدامه، دون أن يرفّ جفن للحاكم، أو لأحد مؤيّديه، أو منفّذي أحكامه!

ولا يملك أسير الحاكم، إلاّ الصبر، في البلاد التي تحكمها الأنظمة المستبدّة! فكلّ مطالبة بالقانون أو المعاملة القانونية، هي ضرب من العبث، لا تلبث أن تُحوَّل إلى ملفات حقوق الإنسان الدولية، ثمّ مصيرها سلال المهملات! وتبقى في ذاكرة التاريخ، حتى يتمكّن سكان البلد المبتلى بالتسلط، من انتزاع حقوقهم، يوماً ما!

أسر الهوى: هو أشدّ أنواع الأسر وأقساها، في بعض الحالات، وفي بعض الأحيان! ومن الهوى الآسر:

الحبّ والبغض، والكبّر والحسد والعُجب..! وهذه كلها عناصر داخلية، كامنة في نفس الإنسان ذاته، وقد تتحوّل إلى أمراض نفسية! فإذا سيطر عليه أحدها، استعبده، وصار كثير من الأمورالمتعلقة بصاحب الهوى، خاضعاً لهواه!

وقد ورد في القرآن الكريم، ما يدلّ على ذلك، بشكل واضح ؛ إذ قال تعالى:

(ولا يّجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقربُ للتقوى واتّقوا الله..).

المصدر: رابطة العلماء السوريين

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى