أزمتنا مع العلمانيين والليبراليين
بقلم محمد إلهامي
ثمة أزمة متكررة بيننا وبين العلمانيين والليبراليين ومن يميل إليهم حين نتعرض لنقاش عن الفساد والمشكلات في مجتمعاتنا الإسلامية.
وهذه الأزمة نجعل النقاش كأنه حوار بين طرشان!!
من طغيان الحكام وفساد الحكومات حتى مشكلات المرأة والطفل.
خلاصة هذه الأزمة كالتالي: نحن نرى هذه المشكلات انحرافا عن الإسلام وهم يرونها انحرافا عن الليبرالية
فنحن نحاول العودة إلى الإسلام لحلها، وهم يحاولون سحبنا إلى التغريب لحلها.
وبينما نجد دعمنا في جماهير الأمة التي ما إن تتاح لها فرصة الاختيار إلا وتختار الإسلاميين (في الصناديق والعملية السياسية)
أو ترسل أبناءها إليهم (في الثورات التي تعسكرت أو مقاومة الاحتلال)..
يجدون هم دعمهم في ثقافة غالبة متفوقة لها حضورها الطاغي في مجالات السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع.
لا أشك أن فيهم مخلصين ووطنيين ويعملون لصالح البلاد وأهلها.. وهؤلاء، نحن وهم، تحت القمع العام للحكومات نفسها، والتي هي صنيعة الأنظمة الغربية ووكلاءها!
فالواقع أن الغرب نفسه لا يسمح لنا بالتغرب على نحو ما هم فيه..
هو يسمح لنا بالانحلال الأخلاقي ويروج بيننا الفكرة العلمانية دون أن يسمح لنا بحرية الاختيار وامتلاك أدوات العلم والنهضة!
ولذلك كثيرا ما يثير إشفاقي بعض أولئك المخلصين الوطنيين، يقفون بباب الغرب وهو يأبى أن يفتح لهم..
فإما أن يكونوا جزءا منه هناك حيث يذوبون فيه،
وإما أن يكونوا أدوات لهيمنته وسيطرته على نحو ما تفعل الأنظمة الحاكمة: تحرس مصالح الغرب وتحرس بقاء بلادها في التخلف!
المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية