مشكلات في بناء وطبيعة وصناعة الفتوى | د. أحمد الريسوني
س : لا نستطيع أن ننكر أن هناك مشكلات واضحة وصريحة في بناء الفتوى في طبيعة الفتوى في صناعة الفتوى، البعض يحمل مسؤولية هذا الأمر إلى الإعلام والفضاء المفتوح هل تشاطرون مثل هذا الرأي؟
يجيب فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الريسوني:
لا، يعني الإعلام لا، قد تسهم بعض وسائل الإعلام في تنمية بعض الإشكالات وتضخيمها وتضخيم بعض الظواهر ولكن المشكل موجود في الذات وفي الأصل، يعني إعداد الفقهاء وطبيعة الفقهاء وانغلاق الفقهاء وابتعادهم وإبعادهم، الإبعاد والابتعاد عن المؤسسات وعن الواقع وعن قيادة المجتمع وعن المشاركة فهذا يضعف الفقهاء سواء في تكوينهم، الآن حينما يدرس الفقه الإسلامي الأستاذ الذي يدرس يستحضر هذا الطالب الذي يدرسه ماذا سيفعل؟ فحينما يقدر أن هذا الطالب سيكون قاضيا يكون هناك تكوين معين، حينما يقدر أن هذا الطالب أو هؤلاء الطلبة سيكون منهم مجتهدون سيكون التكوين معين، حينما يقدر أن هذا الطالب سيتخرج لتدريس مادة التربية الإسلامية أو مادة التاريخ أو ليكون خطيبا أو واعظا فإن التكوين سيتركز على هذا، فالمشكل في بنية الأمور وفي طبيعة التكوين الفقهي وفي طبيعة الفقهاء الذين يتخرجون وهم في الغالب إلا من له باع خاص وهمة خاصة في الغالب أنهم يتخرجون على قدر كبير من الانكماش والانغلاق والبعد عن الواقع والسطحية في فهم هذا الواقع أو عدم فهمه تماما، فهذه هي المشاكل الحقيقية يعني الإعلام ليس له دور أساسي أو ليس هو المتهم الرئيسي في هذه القضية على كل حال.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)