مقالاتمقالات مختارة

تنظيم الشيطان.. يحارب كل تنظيم منظم! (18)

تنظيم الشيطان.. يحارب كل تنظيم منظم! (18)

بقلم سامي راضي العنزي

حينما ننظر إلى هذه المحطات التاريخية التي لم نخترها بانتقائية عموماً، ولكن بشكل شبه عشوائي من مجموعة من المحطات التاريخية الكثيرة التي تخص الماسونية الصهيونية العلمانية، ولعلها تصل إلى مئات الآلاف كمحطات تاريخية تبين حزمة الحركة التنظيمية الميدانية الماسونية، ولكن ما عرضناه يكفي أن نغطي به المسافات الزمنية التي عرضناها، التي من خلال النظر إليها لا يمكن أن يقبل العقل أن هناك مَنْ يتصنع ويتبلى على يهودا والسامية! وبهذا التفرغ والمتابعة على طول هذا الزمن منذ عام 43م حتى اليوم!

ولا ينبغي أن نغفل كتاب الله تعالى، فالله تعالى بعظمته وجلاله نكاد ألا نقرأ حزباً في القرآن إلا ونجد فيه تحذيراً من اليهود وخباثتهم وخستهم، فلذلك اليهود الماسون العلمانيون لا يرهبهم شيء في الكون اليوم إلا التنظيم المقابل لهم دقة وفهماً وعمقاً، فلذلك.. نجد خدم اليهود لا هجوم لهم إلا على هذه التنظيمات الإسلامية التي ترعب يهوداً وخدمها الأذلاء.

ها نحن، أيها القارئ الكريم، نقترب من الختام ونذكرك بجمع الحلقات، فبجمعها ستكون حينها لديك معلومة شبه متكاملة حول هذا التنظيم الشيطاني، وتستطيع أن تنقلها لغيرك، ونحاول بعد هذه الحلقات إذا سهل الله لنا ذلك أن نتطرق مستقبلاً إلى تنظيمات ماسونية أخرى مثل “بلاك ووتر” مثلاً التي ارتكبت في العالم الإسلامي وغيره أبشع الجرائم، وأيضاً لنستشعر ما القيمة التي ندفعها من ديننا ورجولتنا ومروءتنا وإنسانيتنا حينما نجهل عدونا وعدم إدراك أسلوبه الإجرامي وبيانه للأجيال؛ وهذا الجهل متقصد ومدعوم من نفس التنظيمات، فبجهلنا فيها تسهل حركتها نخراً في أمتنا.

لا شك بعد الاطلاع على ما عرضناه في هذه المختصرات حول الماسونية العلمانية؛ لا شك كل منا يتساءل ويقول: “طيب ما هو الحل؟!”.

أزيد من الشعر بيتاً، إن من يقرأ لهذا التنظيم دون أن يسلح نفسه بذكر الله تعالى، واعتقاد التسليم له تعالى، وأن النصر من الله تعالى، وأنه هو الحافظ والرافع والخافض؛ قد يصاب بشيء من الاكتئاب، وشيء من الإحباط، وقد يكثر الشكوى، فنحن بشر، ولكن لم ولن نكون أرقى وأرفع كعباً ممن هم أفضل منا الذين بيَّنهم الله تعالى في كتابه حينما ضاقوا، قال تعالى: (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) (البقرة: 214)، نعم قريب ما دمنا نعمل في منهج المسطرة “الذي يقوّم لنا الحركة والسكون الكتاب والسُّنة”، والعمل على نصرة المسطرة وتفعيل ما تحمله عملاً؛ وروحياً وجوارحياً وتعاملاً.

ثق بالله، أخي الكريم، أن التنظيم الماسوني العلماني الإجرامي أضعف مما تتصور، والدليل على أنه أجبن مما تتصور حينما يواجه مسؤولاً مسلماً مخلصاً لبلده وأمته، فتنعدم عندهم الحلول سوى التصفية والقتل إن استطاعوا، وهذا أكبر دليل على ضعفهم وخستهم وقلة حيلتهم العقلية العلمية والتنظيمية أمام الرجال المخلصين لدينهم وأمتهم.

نعود إلى السؤال: ما الحل؟!

لا أدعي أنني أجيد وضع الحلول في هذه الأمور الأممية، وأعلم جيداً أن الحل لهذا يحتاج إلى عقول تجتمع مخلصة متكاملة من حيث التخصصات والتجارب والخبرات التنظيمية للخروج بما هو مفيد، لكن أقدم ما أستطيع وإن كان بسيطاً:

الحل أو المساهمة في الحل بتعبير أدق يأتي من خلال خمسة محاور في تصوري المتواضع:

1- تربوي تعليمي وقائي استباقي.

2- إعلامي تربوي معلوماتي ثقافي.

3- محور تنظيمي وهو مشترك بين الأول والثاني.

4- سياسي وقائي تربوي استباقي.

5- الحزم والحسم في ومع فسطاط النفاق.

الأول: تعليم وقائي تربوي استباقي:

1- توضيح حقيقة وأهداف الماسونية وعلاقتها بجميع أطياف الكفر مثل العلمانية والباطنية والشيوعية.. إلخ، وبيان ذلك لأبناء الأمة وأجيالها من خلال مناهج التعليم والإعلام وفضح مجرميها، لأنه حقيقة ليس من المعقول والمنطق خريج جامعي تقول له الماسونية؛ يرد عليك قائلاً: ها.. ما الماسونية؟

2- عمل كتيبات مختصرة للطلبة المبتعثين خارج الأوطان، يتم فيها توضيح خطورة هذا التنظيم والأندية التي تنتمي له مثل الروتاري والليونز وأيضاً بعض الأندية الترفيهية والرياضية والتحذير منها للطلبة المبتعثين.

3- تعميم التربية الإسلامية على النشء وبيان فتاوى العلماء في المنتسب لهذه التنظيمات وتسهيل بيانها للنشء والشباب وخطورة الانتساب لها شرعاً.

الثاني: الإعلامي التربوي المعلوماتي:

1- عمل أعمال إعلامية مطردة لتعرية الماسون وخدمها، وبيان رموزها وشعاراتها.

2- التأكيد في مناهج التربية والتعليم؛ أن هناك تنظيماً لا همَّ له إلا دمار الدين والأخلاق والتركيز عليه.

3- إدخال الأعمال الدرامية في الإعلام لبيان خطورة توجههم ورجالهم وعقائدهم التلمودية التوراتية على الأمة، وأن هذا سيأتي تحت شعار الدولة العالمية.

الثالث: المحور التنظيمي:

هو العنصر المشترك ما بين الوقائي والإعلامي التربوي المعلوماتي، نعم تنظيم من أجل اختراق التنظيم الماسوني بشكل أو بآخر، ويكون منهج هذا التنظيم إسلامياً عقلانياً، وقياسه في الأحكام والتنظيم حركة وسكوناً كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولنا في أردوغان تركيا المثل، عقلية وتنظيمية رائعة وتجربة نستفيد منها.

الرابع: الوقائي الاجتماعي الشرعي:

هو المحور السياسي المحوري لكل المحاور، فلا بد من وجود محور تلتف حوله الأمة (خلافة، دولة إسلامية حرة، تجمع إسلامي صلب قوي من مجموعة دول، كونفدرالية) قل ما شئت، المهم يكون هناك محور حر تلتجئ إليه الأمة أفراداً وجماعات وكتل مع التركيز على مناهج التربية والإعلام على الأمة جميعها لا أوطان “سايكس بيكو” فقط!

الخامس: الحزم والحسم مع أهل فسطاط النفاق:

نعم فسطاط النفاق، وكل خبيث، والحزم والحسم أيضاً مع وسائلهم الإعلامية والمنهجية التي تنشر التضليل والكذب، مثل تسييح الأديان والطعن في النصوص الشرعية، وصناعة العداء بين أطياف المجتمعات المسلمة وطوائفهم والدعوة إلى العالمية التوراتية تحت مسمى النظام العالمي الأوحد أو الدين الموحد مثل الديانة الكافرة التي يسمونها زوراً وبهتاناً على اسم سيدنا إبراهيم الذي هو من أوائل المسلمين، وما أطلق أبداً على دعوته اسم “الإبراهيمية”، إلا أنهم أطلقوا عليها كذباً وتدليساً “الإبراهيمية”!

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى