بعد جريمة دهس عائلة مسلمة.. مطالبات في كندا بالقضاء على الإسلاموفوبيا ورئيس الوزراء يعرب عن تضامنه
أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الثلاثاء، تضامنه مع المسلمين القاطنين في بلاده، إثر عملية الدهس المتعمدة التي أودت بحياة 4 أفراد من عائلة مسلمة وإصابة طفل.
وأعرب ترودو في تغريدة على تويتر، عن دهشته لدى سماع نبأ عملية الدهس، مضيفا: “نحن هنا من أجل أحباء أولئك الذين أرهبتهم جريمة الكراهية هذه، نحن هنا من أجل ذلك الصبي الذي أصيب خلال هذه العملية المروعة”.
وخاطب المسلمين في بلاده قائلًا: “قلوبنا معكم وستكونون في عقولنا، الجالية المسلمة في لندن والمسلمون في جميع أنحاء البلاد يعرفون أننا معهم، فلا مكان للإسلاموفوبيا في مجتمعنا”.
To the Muslim community in London and to Muslims across the country, know that we stand with you. Islamophobia has no place in any of our communities. This hate is insidious and despicable – and it must stop.
— Justin Trudeau (@JustinTrudeau) June 7, 2021
فيما دعا المجلس الوطني للمسلمين الكنديين إلى التعجيل بالقضاء على ظاهرة الإسلاموفوبيا عقب جريمة الدهس المروعة التي استهدفت أسرة مسلمة أمس، وقتل فيها 4 من أفرادها وأصيب الخامس إصابة بالغة، واعتبرته السلطات المحلية “عملاً متجذرا من أعمال القتل الجماعي ضد المسلمين”.
وقال رئيس المجلس مصطفى فاروق “هذا هجوم إرهابي على الأراضي الكندية، ويجب التعامل معه على هذا الأساس”.
من جهته، قال مسؤول الجالية المسلمة المحامي نواز طاهر “يجب أن نواجه ونقضي على الإسلاموفوبيا، اليوم وليس غدا، من أجل أطفالنا وعائلتنا ومجتمعاتنا”.
وذكرت الشرطة أمس أن سائقا دهس عائلة مكونة من 5 أفراد بشاحنة سوداء، مما أسفر عن مقتل 4 منهم وإصابة الآخر بجروح خطيرة، في هجوم متعمد استهدف الضحايا لأنهم مسلمون.
وقالت السلطات إن شابا اعتقل في موقف للسيارات بمركز تجاري قريب بعد الحادث الذي وقع ليلة الأحد بمدينة أونتاريو الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر جنوبي غربي تورنتو.
ووصف رئيس البلدية إد هولدر الحادث بأنه عمل من أعمال القتل الجماعي التي ارتكبت ضد المسلمين “لقد كان متجذرا في كراهية لا توصف“.
3 أجيال
وأصدرت أسرة الضحايا بيانا حددت فيه أسماء أبنائها القتلى وهم سلمان أفضل (46 عاما) زوجته مديحة (44 سنة) ابنتهما يمنى (15 سنة) والجدة (74 عاما) والتي تم حجب اسمها، مضيفة أن الفتى “فايز” إصابته بالغة وتم نقله إلى المستشفى.
وقال البيان “كل من يعرف سلمان وبقية أفراد عائلة أفضل يعرفون الأسرة النموذجية التي كانوا عليها كمسلمين وكنديين وباكستانيين”. لقد عملوا بجد في مجالاتهم وتفوقوا. كان أطفالهم من الطلاب الأوائل في مدرستهم وكانوا مرتبطين بقوة بهويتهم الروحية (الدينية)“.
وأوضحت صفحة لجمع التبرعات على الإنترنت أن الأب “كان معالجا طبيعيا ومحبا للكريكت، وأن زوجته كانت تحضر درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية بجامعة ويسترن بلندن، وأن ابنتهما كانت تنهي الصف التاسع، وكانت الجدة “ركيزة من أركان الأسرة“.
ودعت الأسرة في بيانها الجميع إلى الوقوف ضد الكراهية و”الإسلاموفوبيا” مضيفة “هذا الشاب الذي ارتكب هذا العمل الإرهابي تأثر بجماعة يرتبط بها، ويجب على بقية المجتمع اتخاذ موقف قوي ضد هذا، من أعلى المستويات في حكومتنا إلى كل فرد من أفراد المجتمع”.
وقال زاهد خان، وهو صديق للعائلة، إن الضحايا من 3 أجيال في نفس العائلة هم جدة وأب وأم وابنة مراهقة، وذكر أن الأسرة هاجرت من باكستان منذ 14 عاما “وكانوا أعضاء مخلصين ومحترمين وكرماء في مسجد لندن”.
وتابع وهو يغالب دموعه المنهمرة بالقرب من موقع الجريمة “لقد كانوا بالخارج في نزهة على الأقدام، وكانوا يخرجون كل يوم”.
وقال صديق آخر لعائلة الضحايا، ويدعى قاضي خليل، إنه اعتاد رؤية الأسرة كل يوم خميس عندما كانوا بالخارج في نزهة ليلا، مضيفا أن العائلات تعيش بالقرب من بعضها البعض وتجتمع أيام العطلات “لقد دمرني هذا من الداخل تماما”.
هجوم مدبر
وأوقف الشرطة المحلية المشتبه فيه، وهو شاب يدعى ناثانيال فيلتمان (20 عاما) ووضعته قيد الاحتجاز، وذكرت وسائل إعلام محلية أن سلطات التحقيق بمدينة أونتاريو وجهت له 4 اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى.
من جهته، قال المحقق بول وايت إن الشرطة لم تحدد ما إذا كان المشتبه به عضوا في أي “جماعة كراهية معينة، وإن شرطة لندن تعمل مع الشرطة الفدرالية والمدعين لمعرفة “تهم الإرهاب المحتملة”. لكنه رفض الكشف عن أدلة تفصيلية تشير إلى جريمة كراهية محتملة، مكتفيا بالقول “إن الهجوم كان مدبرا”.
في هذه الأثناء، قام نحو 10 من ضباط الشرطة بتمشيط المنطقة المحيطة بموقع الحادث بحثا عن أدلة، وقال قائد الشرطة ستيفن وليامز “نعتقد أن الضحايا استهدفوا بسبب دينهم الإسلامي”.
ويقال إن كندا تشتهر بالترحيب بالمهاجرين عموما ومن جميع الأديان. لكن عام 2017، قام كندي فرنسي معروف بانتمائه اليميني المتطرف بإطلاق النار في مسجد بمدينة كيبك مما أسفر عن مقتل 6 مصلين.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)