دلالات مهمة في هبَّة باب العامود
منذ بداية شهر رمضان، تصر قوات الاحتلال على إغلاق ساحة باب العامود أمام المقدسيين، ما أشعل 10 ليالٍ من المواجهة، تخللها تراجع صهيوني مؤقت في الليلة الثالثة، ثم دخلت تهديدات المستوطنين بالانتقام من العرب لتصب الزيت على النار وليبادر شباب القدس ليلة الخميس للخروج للمستوطنين في شارع يافا، ثم مواجهتهم ليلة أمس في الصوانة وباب العامود، ومواجهة تعزيزات ضخمة من الشرطة فشلت في فرض ما تريد، وأبرز دلالات هذه الهبة:
1- كان هدف المستوطنين اليوم الوصول لساحة باب العامود لـ”استعادتها” حسب تهديدهم، ولم يتمكن أي منهم من المرور من هذه الساحة طوال الليلة.
2- أعلن المستوطنون المتطرفون الانتقام مما يرونها “اعتداءات” مذلة من المقدسيين؛ فكانت الليلة جرعة مكثفة استثنائية من هذا الإذلال على يد شباب القدس.
3- دخلت منظمة “لاهافا” الإرهابية لتشكل ظهيراً لشرطة الاحتلال التي لم تتمكن من حسم مصير ساحة باب العامود، أمام مبادرة رجال القدس اضطرت الشرطة لحجز مئات المستوطنين عند باب الجديد لعلها تنجح في تفريغ ساحة باب العامود لإدخال المستوطنين؛ لكنها عندما فشلت تحول المستوطنون إلى عبء، وعادت فرق الخيالة إليهم لتفريقهم عند باب الجديد.
4- حاول المستوطنون العودة بعد تراجع الحشد لكن شباب القدس كانوا لهم بالمرصاد، وتوسعت الاشتباكات إلى الشيخ جراح الذي شهد ليلة ساخنة لأول مرة منذ سنوات.
5- فشلت شرطة الاحتلال في منع الاحتشاد رغم وجود تعزيزات بالمئات منذ العصر في محيط باب العامود، ثم فشلت في تفريق الشباب على مدار الليلة، بعد ذلك أغلقت باب حطة أمام المصلين فجراً لعلها تحقق إنجازاً ما في وجه معنويات الشباب المرتفعة، ففشلت وانكسر الحاجز ودخل المرابطون بالتكبير والهتاف.
6- كان للنجدة التي أرسلتها أم الفحم إلى الأقصى بصلاة الفجر عقب مظاهرتها هي الأخرى في نفس الليلة أثر بالغ في كسر حاجز باب حطة وتشديدات الأقصى؛ فمنعوا استفراد العدو بشباب القدس وشكلوا رافداً بشرياً ومعنوياً في اللحظة المناسبة.
7- ما تحقق أمس يؤكد أن المحتل عاجز أمام الإرادة الجماهيرية، ولا بد من المواصلة حتى فتح ساحة باب العامود دون شروط.
8- إذا حضرت هذه العزيمة في الأقصى ومن حوله صباح الإثنين 28 رمضان، فلن يتمكن الصهاينة المتطرفون من اقتحام الأقصى وأداء الطقوس التوراتية الجماعية كما يخططون، وسيكون يوماً جديداً من أيام عز القدس وأهلها، وهذا يجب أن يكون الهدف التالي بعد فتح ساحة باب العامود.
(المصدر: مجلة المجتمع)