مقالاتمقالات مختارة

ماذا قدمنا لحازم أبو إسماعيل وسلمان العودة وسفر الحوالي وللأسرى عامة

ماذا قدمنا لحازم أبو إسماعيل وسلمان العودة وسفر الحوالي وللأسرى عامة

بقلم زياد العمر

الأسر شيء عظيم لا تطيقه النفس البشرية وكم عانت الأمة منذ القدم من الأسر في سجون الحكام الظالمين والمحتلين. وفي عصرنا هذا من سلم من سجن حكومته لم يسلم من سجن الحكومات الغربية التي لجأ إليها.

وتختلف وحشية السجون في بلادنا العربية وتتمحور أساليبها على العنف الجسدي بكافة أشكاله حتى تلك التي لا تخطر على بال ولا يُغفلون التعذيب النفسي طبعاً لكنه في المرتبة الثانية في سجوننا العربية ليس كالسجون الغربية التي تتمحور أساليبها على العنف النفسي أكثر منه الجسدي وفي الواقع لا يختلف الأمر كثيراً ففي النهاية الأسر شيء قاسٍ على النفس.

وأنا عن نفسي كنت في كل مواجهة مع العدو أسأل الله الشهادة وأعوذ به من الأسر.

ما أريد قوله أننا  دائما ما نعيب على العلماء والشيوخ سكوتهم عن الحق وعدم تبيانه للمسلمين واكتفائهم بالتحدث بما لا يعرِّض حياتهم للخطر ولطالما كنت أستغرب منهم وأقول كيف لهؤلاء أن يسكتوا عن قول الحق ألا يعرفون  إن” أعظم الجهاد قول كلمة حق في وجه سلطان جائر” ثمّ ألا يعرفون أن بسكوتهم تضل الأمة وتضيع بوصلتها  ويزيد انحرافها، ألا يعرفون آيات الجهاد وأحاديثه ،ألا يوقنون أن غمسة واحدة في الجنة تعادل الدنيا وما فيها فلمَ الخوف أوَ ليست الجنة غايتنا كما هي غايتهم فلم ينتظرون وقد جاء الجهاد إليهم على طبق من ذهب دون أن يتكبدوا عناء السفر والتدريب والقتال والدماء والأشلاء .

بالطبع سيحاسبهم الله على سكوتهم وخذلانهم للأمة وعلى تضييع الأمانة وتشتيت الشباب.

ولكن لو نظرنا إلى الأمر من منظور أوسع سنجد أننا نحمل معهم جزء من وزرهم والله أعلم فماذا فعلنا نحن لهم وماذا قدمنا لهم ؟ نحن لم  نحمهم من الطغاة وجندهم وكنا نتركهم لقمة سائغة للنظام وعصابته

فنحن لم نُخذَل فقط بل خَذَلنا أيضاً

ولو نظرنا سريعا في التاريخ على أمثلة ذلك لوجدنا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان يحضر دروسه عشرات الآلاف من التابعين والطلاب ومع ذلك سُجن وعُذّب ولم يتحرك أحد لنصرته.

الشيخ كشك رحمه الله كان يحضر دروسه وخطبه آلاف إن لم يكن عشرات الآلاف من الشباب وكان رحمه الله يتحدث عن الحكّام وظلمهم وطغيانهم وكانت الأمة تسعد بدروسه وخطبه حتى لُقّب بفارس المنابر أما عند اعتقاله فلا يحتاج الأمن لأكثر من ثلاثة أشخاص أو أربعة لاقتياده إلى السجن ليقضي الفترة التي يراها النظام كافية لتأديبه فأين طلابه؟ وأين مريديه!! لم يخرج شخص واحد ليدافع عنه وينصره ويطالب بالإفراج عنه.

الدكتور سلمان العودة وسفر الحوالي نفس الحال تراهم في المساجد لديهم عشرات الآلاف من الطلاب والمريدين ثم يعتقلهم الأمن بسهولة لا تصدق ولم تخرج مظاهرة واحدة تطالب بخروجهم ولم يتحرك ساكن على أرض الواقع سعيا بجدٍ للدفاع عنهم وإخراجهم، فأصبحنا في عصرنا الحديث نكتفي بهاشتاج ومن ثم ذكره والدعاء له في كل ذكرى سنوية على اعتقاله.

وكذلك الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل كان له آلاف التابعين والمؤيدين له عند اعتقاله فأين نحن من نصرته؟ تضج مواقع التواصل الاجتماعي بسيرته ومدحه لعلمه ومعرفته وشخصيته والكل يفتخر بأنه أحد طلابه أو رفاقه أو أتباعه ولكن ماذا قدمتم له؟ أين النصرة؟ ألم يقل رسول الله صل الله عليه وسلم ” انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا”

ألم يقل ” مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ 

فالنصرة واجبة لكل أخ لك في الإسلام فما بالك بشيخ وعالم وقائد!

في الجاهلية كان العرب ينصرون المظلوم ويحمونه ويقدمون أرواحهم فداء له من باب الحمية والمروءة وجاء الإسلام وجعل هذه الصفة العظيمة مقدسة وواجبة فأين نحن منهم لم ننصرهم لا من مبدأ الحمية والمروءة ولا من مبدأ الواجب المقدس.

وأما في روسيا فقد قامت أعداد هائلة من المتظاهرين نصرة للمعارض أليكسي نافالني الذي قامت السلطات الروسية باعتقاله.

فإلى أي حال وصلنا وبأي حال تركنا علمائنا..

نعم إن العلماء مقصرين بسكوتهم ونحن مقصرين بنصرتهم والدفاع عنهم، أما العلماء والشيوخ الذين ذكرناهم فقد تكلموا ولم يخافوا في الله لومة لائم فكان الخوف فينا وأقعدنا عن نصرتهم .

فمن من العلماء سيتكلم الآن وهو يعلم علم اليقين أن كلامه سيسبب اعتقاله ولن يهب أحد لنصرته حتى وإن كان يعلم أنه في جهاد ولكن نفسه البشرية تهول له أمر السجن فتجعله يسكت عن الحق راغماً معذوراً بحسب رأيه.

وهذه حركة فتح التي تقاتل اليهود من منطلق قومي لا من منطلق جهادي وفيها من الطامات الكثير ولكن إذا ما رجعنا لعملياتهم نجد أن غالب عملياتهم لفك أسراهم، ففي كل عملية خطف يطالبون بفك أسرى العمليات السابقة ومن ثم يقع منهم أسرى في تلك العملية فيقوموا بعملية أخرى ليطالبوا بفك أسرى العملية السابقة وهكذا…

فترى أشخاص لم تتخيل أن يتنازل اليهود عن أسرهم قد أصبحوا خارج السحن بفضل عملياتهم فحركة فتح (سابقا قبل أن تتخلى عن سلاحها) أيقنت أن الأسرى لا يُفك وثاقهم بالمؤتمرات أو الدعاء لهم أو الشكوى والوقوف على باب الأمم المتحدة إنما بالعمليات الموجعة على أرض الواقع .

أما على صعيد التيار الجهادي فلا نذكر سوى حوادث متفرقة مثل حادثة تفجير السفارة المصرية في باكستان عام 1995رداً على تسليم المخابرات المصرية بعض المطلوبين فكانت العملية لتأديب السفارة المصرية والمخابرات الباكستانية ومنعهم من تكرار مثل هذه الأفعال.

بل حتى عصابات المافيا وتجار المخدرات لا يتركون قادتهم بدون القيام بعمليات لإخراجهم إما بالخطف والتهديد أو باقتحام السجن وكلنا تابعنا ما حدث في المكسيك في حادثة اعتقال أل تشابو كيف تحرك رجال عصابات المخدرات للدفاع عن قائدهم وحوّلوا المدينة لساحة حرب حتى خرج وزير الداخلية ليعلن إطلاق سراح أل تشابو ليعود الأمن للمدينة من جديد.

فأين طلاب ومريدي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وحسام البخاري وسلمان العودة وغيرهم الكثير من تلك الشخصيات وأنا هنا لا أطالب بقتل أو تفجير ولكن يكفي القيام بحركات عملية على أرض الواقع تشد من أزر المعتقلين وتخبرهم أننا لم ننساهم وأننا سنقوم بكل ما يلزم لإخراجهم.

(المصدر: موقع البوصلة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى