مقالاتمقالات مختارة

علاء سعد حميده يكتب: ملامح مشروع إصلاحي نهضوي (1 – 3)

علاء سعد حميده يكتب: ملامح مشروع إصلاحي نهضوي (1 – 3)

مقدمة

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو داود برواية أبي هريرة:”إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها”..فالتجديد سُنة ربانية لهذه الأمة.. حيث يتعهد الله تعالى حياة المسلمين بالرعاية والتجديد..

فدين الله قد كمُل، بإكمال نزول الرسالة على محمد صلى الله عليه وسلم.. وقد قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا} المائدة3،

فما الذي يتجدد إذن؟!

يتجدد أمر العمل بتمام هذا الدين الجليل.. ومن خصائص هذا التجديد الإصلاح والتقويم والتطوير، إنه تتمة وإضافة وتراكم لما سبق وقدّمه المجددون والمصلحون على مدى الأجيال ومدار القرون، وليس هدمًا لكل ما سبق أن كان..

فمن عظمة الدين تراكم هذا الأثر الإصلاحي حتى يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بِنَاءً فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُطِيفُونَ بِهِ،

فَيَقُولُونَ: مَا رَأَيْنَا بِنَاءً أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِلا مَوْضِعَ هَذِهِ اللَّبِنَةِ، أَلا وَكُنْتُ أَنَا تِلْكَ اللَّبِنَةَ).

فلم يهدم الإسلام البناء النبوي الرسالي الذي سبقه، بل على العكس جاء الإسلام وجاء نبي الإسلام تتمة لهذا البناء..

فإذا كان هذا هو شأن الدين، فما بالنا بدور الإصلاح والتجديد؟.. إنه إضافة وتطوير وتجويد لما هو قائم، وإصلاح وتقويم لما اعوَّج أو حاد عن الطريق..

إن هذا الاستكمال والاستمرار والإضافة والتطوير هو ما يصنع التراكم الحضاري.. فالحضارة الإنسانية لا تُصنع إلا عبر هذا التراكم المتوالي طبقات بعضها فوق بعض..

وهذا التراكم الحضاري يمهد الطريق أمام عمارة الإنسان للأرض على هدي رباني حكيم..

إن سُنَّة التجديد تفتح أمامنا آفاقاً من التدبر والتأمل والتفكير، فثبوت كمال الدين مع استمرار التجديد يدفع إلى مفهوم الإصلاح وتطوره.. فالدين ثابت والإصلاح قابل للتجديد والتطوير على الدوام..

ثم ماذا نفهم من قوله صلى الله عليه وسلم: «على رأس كل مائة سنة»؟ هل يمكننا فهم أن دورة الإصلاح والتجديد تستغرق قرناً كاملاً من الزمان؟

ثم تدركنا السُنَّة الربانية فيخلف جيلٌ جديد من الإصلاح الجيلَ السابق؟

وهل نفهم أن وسائل إصلاح كل قرن تختلف عن القرن الذي يليه، وأن ما يصلح لقرننا الحالي بثورته التقنية الهائلة لا يمكن أن يكون هو ما قام عليه التجديد في القرن السابق؟

مع التشديد على التراكم لا الهدم ثم البناء من جديد!

وهل يمكننا أن نفهم أن عُمر الحركات والدعوات والمدارس الإصلاحية والتجديدية في حدود مائة عام ثم تشيخ وتنتهي أو تموت أو تسلم الراية إلى حركة تجديدية لاحقة وفق نظرية بن خلدون عن الممالك والدول؟

إننا ننطلق من مفهوم تطوير الذات.. لا من مصطلح النقد الذاتي، لكون مصطلح تطوير الذاتأكثر قبولاً للنفس..

فلسنا بصدد جلد الذات، وإنما بصدد «التربية عبر التكوين المستمر» أو تطوير الذات إلى الأفضل، وتجديد الوسائل والآليات، وتجويد الأداء، وتوسيع الرؤية للكون والحياة والواقع والمستقبل، والانفتاح أكثر على العالم من حولنا..

والإصلاح مشروع ملك للأمة يعتمد على فكر وجهد وإبداع وابتكار أبنائها جميعًا لإنجازه في أحسن صورة ممكنة..

• مفهوم الإصلاح

• منطلقاته

اُستخدم مصطلح الإصلاح في العمل الوطني المعاصر للتعبير عن التغيير البطيء المتدرج، باعتباره مفهوماً في العمل الوطني متناقضاً مع مفهوم الثورة التي تهدف إلى التغيير الجذري الشامل والسريع الناجز.

غير أن تطور مفهوم الإصلاح في الغرب مازال مرتبطاً بعصر النهضة الأوربي وهو نفسه متأثراً بحركة الإصلاح الديني «اللوثرية»..

ويقابل مصطلح الإصلاح في اللغات الغربية مصطلحان [1]، (reform) نشأ سنة1625م ومن معانيه تطوير جزئي ومتنامي في الوضع الاجتماعي «ضد الثورة»، وتعديل عميق في شكل المؤسسة بغرض تطويرها والحصول على نتائج أفضل.

ومصطلح (reparation) ونشأ في القرن الثاني عشر الميلادي، ومن معانيه إعادة إلى وضع جيد لشيء أصابه بالخلل والعطب، وإزالة واجتثاث لآثار التفسخ أو التآكل لشيء ما..

فالإصلاح من المنظور الأوربي «إعادة تشكيل» و«البحث عن وضع جيد»، و«حذف وتعويض» و«تعديل وتطوير»، و«إزالة ما لم يعد صالحاً للاستعمال»..

وكلها معاني يستوعبها مصطلح الإصلاح في القواميس العربية الذي يلخص المضمون في «إزالة ما يهلك ويفسد ويعوق ويعطل»[2] ..

مفهوم ودلالات الإصلاح في القرآن الكريم: ورد لفظ الإصلاح في القرآن الكريم –بمشتقات فِعل أصلح وحده دون فعل صلح- في 22موضعًا بالصيغ الاسمية والفعلية..

ومن دلالات الإصلاح في القرآن الكريم أنه وإن كان يتوخى المرونة إلا أنه مشروع علني يرفض السرية والتناجي باستثناء قضايا فردية واجتماعية معينة بنجوى الخير المتعارف عليها بين القوم..

ومن دلالات الإصلاح القرآنية إزالة الفساد وترسيخ للميزان بما فيه الميزان السياسي والفكري، وعدم بخس الناس أشياءهم المادية والمعنوية..

والإصلاح ليس فقط ضد الفساد، وإنما كذلك ضد الظلم بشتى أنواعه، فكل إزالة للظلم على المستوى الفردي أو الجماعي إصلاح والكل مدعو إليه ومشارك فيه..

والإصلاح في المجتمع المتمثل لتعاليم القرآن الكريم يُمارس على كافة الأصعدة فرديًا وجماعيًا، فهو سمة المجتمع المؤمن ومشروعه المفتوح والمستمر، فالإصلاح من المنظور القرآني شمولي عميق الجذور في الذات الفردية والجماعية، يستلزم المراجعة الدائمة وإعادة التزود الموائمة، فهو يجري في شرايينها مجرى الدم، إذ لا مجال لبقاء العضو الميت إذا ما استنفذت الطاقات اللازمة لإعادة الحياة له، ولا حل إلا بتره خشية سريان الموت إلى كافة الذات[3]..

ويبقى جماع ذلك كله في قوله تعالى: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} هود 88

مفهوم الإصلاح الذي ننشده:

هو العمل على محاولة النهوض بالأمة والرقي بمستواها على كافة الأصعدة وسد عجزها وحل مشكلاتها وإصلاح أعطابها واستبدال مواطن الخلل والفساد ومواجهة العجز والضعف في أوصالها..

عن طريق دراسة الواقع ورصد أوجه الخلل العاجلة ووضع الحلول على كافة المستويات استلهامًا لمخزون قيمنا الثابتة وتراثنا الثري مع اقتباس الوسائل الحديثة والتجارب النهضوية الحديثة والمعاصرة، لإنتاج نهضة وطنية محلية الصنع تجمع بين الأصالة والمعاصرة، توطن التجارب الرائدة ولا تمسخها بالتقليد السلبي، وإنما تستفيد بالعبر والخُلاصات مع الأخذ في الاعتبار ضرورات تباين

وخصوصية البيئات المختلفة.. والتبشير بها مع استخدام آليات من أمر بمعروف ونهي عن منكر ونصح وتوجيه وإرشاد ودعوة إلى الخير، وتواص بالحق وتواص بالصبر، وتسديد ومقاربة وإبداع مستمر لإيجاد حلول ما يستجد من مشكلات في واقع الناس، بتعهد مستمر يتضمن التدريب على السلوك المرغوب وتعوده وممارسته «إنما الخُلق بالتخلق»،عن طريق الإلحاح في التوجيه وتقديم القدوة العملية «عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل»، واعتماد مسار حزمة الأدوات والوسائل والأساليب المكملة لبعضها البعض لتحقيق منظومة القيم، حيث تتضافر جهود المسجد والمدرسة والإعلام والأدب والدراما والسينما والمسرح والأغنية والفنون بكافة أنواعها والأندية الرياضية والاجتماعية والتجمعات النقابية والعمالية والشبابية في اتجاه متواز داع للإصلاح، مع احترام صارم للتخصص وتنوع المواهب والقدرات الإبداعية بحيث تعمل كل المؤسسات الداعمة للإصلاح (مؤسسات مجتمع مدني- أوقاف- مؤسسات حكومية رسمية) باستقلالية كاملة وتخصص يضمن لها الإجادة والريادة والإبداع، وفق هدف واحد كبير مشترك يصب في إصلاح «المواطن-المجتمع-الوطن» عقيدة وأخلاقاً وسلوكاً وثقافة وعلماً وعملاً، مع دعم ثقافة وسلوك التطوع أو العمل العام، وهي المصطلحات المعاصرة لمفهوم الحسبة والجهاد والدعوة إلى الخير والاهتمام بأمر الأمة..

هذا الطرح يدعو لتمكين قيم الإصلاح، وليس لتمكين الداعين إليه، وذلك باعتباره مشروعًا غير تنافسي داعم للجميع، وليس خصمًا لأحد، يسعى إلى زيادة رقعة الإصلاح وتغلغله في المجتمع من القاعدة إلى القمة، ولا يهدف إلى السيطرة على قمة المجتمع، وفق نظرية التغلغل لا العلو، والانتشار القاعدي وليس السيطرة الرأسية من القمة.. مع الدعوة الدائمة إلى تمكين الصالحين لا المصلحين، فدور المصلح الحق في التوجيه والإرشاد ورسم الرؤى العامة ووضع الأطروحات والاجتهاد في مواجهة المشكلات المتراكمة والناشئة أنفع وأحب إليه من شغل منصب تنفيذي يتناوب عليه الناس، ولذا كان المصلحون والمجددون عبر التاريخ قادة للرأي والفكر والعلم دون أن يكونوا حُكامًا وسلاطين، مع جعل الغاية تمكين الأمة، وليس التمكين من حكم الأمة،فالدول تموت وتدول وتتعاقب، والأمة لا تموت فهي باقية إلى قيام الساعة..

المنطلقات

يقول الأديب يحيى حقي: «فوجدت نفسي غارقاً في عصر النهضة الذي نقل أوربا كلها من الظلام إلى النور.. ورغم ذلك كنت أشعر دائماً أن في داخلي شيئاً صلباً لا يذوب بسهولة في تيار حضارة الغرب،فالفرق في الأثر الذي تتركه «روما» في القادمين إليها من الشمال والنازحين إليها من الجنوب،أن أهل الشمال ينبهرون بشمسها وحضارة عصر النهضة، أما أنا فقد وصلتها وعندي قدر أكبر من اللازم من الشمس.. عندي حضارة.. إن لم تفُق.. فهي تماثل حضارتها، وعندي دين هو نظام متكامل فيه الغناء»[4]..

كما يقول مكرم عبيد[5]: «نحن مسلمون وطناً نصارى ديناً..اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصاراً.. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين».. ويقول الأنبا يوحنا قُلته، نائب بطريرك الكنيسة الكاثوليكية: أنا مسلم ثقافة ووطناً ومسيحي إيماناً وعقيدة، والوحدة العربية هي أملنا ومصيرنا[6]..

فالمنطلق لمشروع الإصلاح النهضوي هو الإسلام، ولا ينافي ذلك فكرة المواطنة، ولا يتنافى مع ضرورة مشاركة المواطنين جميعاً في هذا المشروع.. فالإسلام كدين يجمع ولا يفرق في إطار التعاون على البر والاجتماع على الإصلاح والخير[7]، يُلزمنا بالثوابت ويأمرنا بمواكبة الحداثة والانفتاح على ثقافة وتجارب الآخرين[8]، ويحترم الخصوصية الثقافية، ويقبل التعددية الفكرية بتجلياتها ومظاهرها حتى اللغوية- حيث اللغة وعاء الثقافة-[9]، ويُثمن الاجتهاد[10]، ويحارب التعصب والغلو[11]، ويمنع الجمود والتحجر[12] ،ليس ديناً طائفيًا ولا عنصريًا يمارس التمييز بين البشر، فشعاره في القرآن الكريم في آيات كثيرة «يا أيها الناس»، وفي السُنَّة: «كلكم لآدم وآدم من تراب»، وفي التاريخ المشرق حيث الخلافة الراشدة: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.. يا قبطي اضرب ابن الأكرمين قصاصًا منه وعدلاً»، وهو رحمة للعالمين وليس نبذًا لهم ولا استعلاء عليهم «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وشهادة أمته شهادة قوامة ومسؤولية هداية وتبليغ، لا تمييز ولا امتياز في الدنيا، ولا مسوغ لظلم البشر، وإنما عدالة مطلقة وإحسان إلى الخَلق «اعدلوا هو أقرب للتقوى»..دين يحترم المواطنة ويجعلها أساساً للتعايش بين البشر[13] ..

هكذا نحاول ضبط بوصلة فهم الإسلام على المصدر حيث القرآن الكريم، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وتطبيقه وصحابته رضوان الله عليهم!

إن قيم الإسلام الثابتة ومبادئه العليا لن يختلف عليها مواطن صالح فضلا عن مُصلح يروم الإصلاح، فهل يختلف البشر على قيم «العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى- الصدق والأمانة والحق والجمال والمساواة والرحمة والتعاون- والنظافة وإماطة الأذى، والكلمة الطيبة، وإشاعة المودة في المجتمع، والحفاظ على الضرورات الخمس الدين والنفس والعقل والنسل والمال[14]، ومحاربة الفساد والاستبداد والطغيان والظلم والجهل والتخلف بكل صوره وأشكاله»؟!.. إنها قيم إنسانية عامة حاكمة، فلن يُقر تجمع بشري يجتمع على إنسانية من أي درجة من درجات الرقي والتحضر باللصوصية أو الغش أو الخداع أو الكذب.. وهكذا..

هو مشروع ضد الطائفية والتقوقع والاستقطاب، والمنطلق الثاني من منطلقات مشروع الإصلاح هو «الوطنية»، أو توطين مشروعنا الإصلاحي..عبر مؤسسات مدنية وطنية بكل خصائص وشروط المؤسسات المدنية..

إن أي امتدادات أُممية يحث عليها الإسلام[15] لا تمنع في ذات الوقت احترام القومية والوحدة الوطنية.. فتوطين المشروع لا ينافي عالمية توجهه، ولا عالمية الإسلام ذاته، مع احترام الخصوصيات الثقافية وتباين البيئات والأعراف الثقافية والاجتماعية، والاختلاف الطبيعي بين الحضارات القائمة على النشاط الإنساني، فحضارة تقوم على الزراعة تختلف عن حضارة بدوية تقوم على الرعي والتنقل، عن أخرى تقوم على الصناعة أو التعدين، أو التجارة..

والإسلام الذي قبل من ثلاثة أرباع معتنقيه من الشعوب أن تحتفظ بلغاتها الأصلية من غير العربية «لغة القرآن والصلاة والسنة النبوية وتعاليم الدين»، هل يفرض عليهم ما دون ذلك مادام لا يُحرم حلالاً، ولا يحل حرامًا محكمًا من لدن رب العالمين؟!!

إن توطين المشروع الذي ندعو إليه لا يتنافى مع الأخوة الإسلامية ولا التشوف الأُممي، ولكنه يأتي في إطار تعاليم الإسلام بجعل البر والخيرية للأقرب فالأقرب (الأقربون أولى بالمعروف)[16] يظهر ذلك في تجليات إسلامية شعائرية كثيرة مثل أولوية خروج الزكاة لفقراء البلد، قبل إخراجها خارج القطر[17].. ومثل جواز صيام رمضان وفطر العيد حسب رؤية أهل القطر الواحد إن اختلفت المطالع – رغم أن اتحادها رمز من رموز وحدة الأمة وقوتها-..

ومثل عرض لحوم الهدي والأضاحي في الحج على أهل البلد الحرام حتى استكفائهم قبل نقلها إلى عموم فقراء المسلمين في العالم.. أمتنا الإسلامية الواحدة وأخوتنا الإسلامية الجامعة لا تتنافى أبداً مع قوة وصلابة ووحدة القطر.. فإن الوطن أو القطر هو الوحدة أو النواة بالنسبة للأمة.. وصلابة النواة وقوتها أدعى لتكوين أمة أكثر قوة وصلابة..

الإصلاح وطني لا لتميز عنصري أو جنسي، ولا لخضوع لحدود أرضية مصطنعة، وإنما لنسيج شعب واحد تاريخ وتراث وحضارة وحاضر ومستقبل ومصير مشترك ومتشابك.. فالوطن هو وحدة البناء، ومحلية المشروع لا تنفي الالتقاء مع أمثاله في الأقطار المختلفة على أهداف عُليا مشتركة أو متقاربة، بل من الروعة بمكان أن يأخذ المصلحون في كل قطر مسلم من هذه الملامح ما يناسب مجتمعه ووطنه ليبني عليه منهجاً إصلاحياً، فالمحلية أول طريق الإقليمية ومن ثم العالمية، ونجاح المشروع في قطر مبشر بنجاحه في الأمة..

الهوامش

[1] – حسب القاموس الفرنسي الشهير(لو روبير)

[2] – مفهوم الإصلاح أو إصلاح لفهم المصطلح د. محمد بريش خبير في الدراسات المستقبلية والإستراتيجية- بحث منشور في حولية أمتي في العالم الصادرة عن مركز الحضارة للدراسات الإسلامية بالقاهرة عام 2007م المخصصة لمناقشة قضية الإصلاح في العالم الإسلامي

[3] – د. محمد بريش المصدر السابق باختصار.

[4]- يحيى حقي سيرة ذاتية ص42 الأعمال الإبداعية “قنديل أم هاشم” الصادرة عن مهرجان القراءة للجميع97- باختصار بسيط ودون تصرف

[5] – مكرم عبيد باشا ( 25 أكتوبر1889 –  5 يونيو1961) هو وزير مالية مصر الأسبق وأحد مفكري مصر في حقبة الخمسينات

[6]- مقطع فيديو لكلمة في إحدى الندوات تناولت الإنسان والحضارة والإنسان والدين منشورة بتاريخ 20-9-2014 على بوابات الصحف العربية “الفجر- مصر عربية”

[7]- “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”..

[8]- “الحكمة ضالة المؤمن”

[9]- “نزول القرآن على سبعة أحرف مثالاً”

[10]- “من اجتهد فأخطأ فله أجر ومن أصاب فله أجران”

[11]- “لا تغلوا في دينكم غير الحق”

[12]- “أنتم أعلم بأمور دنياكم”

[13]- راجع الحديث حلف الفضول، وبنود صحيفة المدينة مع يهود بني عوف.. ونص عهد الصلح بين النبي ونصارى نجران

[14]- قال الشاطبي مبينا هذه الضروريات ووجه الاستدلال عليها: فَقَدَ اتَّفَقَتِ الْأُمَّةُ ـ بَلْ سَائِرُ الْمِلَلِ ـ عَلَى أَنَّ الشَّرِيعَةَ وُضِعَتْ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى الضَّرُورِيَّاتِ الْخَمْسِ،وَهِيَ: الدِّينُ، وَالنَّفْسُ، وَالنَّسْلُ، وَالْمَالُ، وَالْعَقْلُ ـوَعِلْمُهَا عِنْدَ الْأُمَّةِ كَالضَّرُورِيِّ، وَلَمْ يَثْبُتْ لَنَاذَلِكَ بِدَلِيلٍ مُعَيَّنٍ، وَلَا شَهِدَ لَنَا أَصْلٌ مُعَيَّنٌ يَمْتَازُ بِرُجُوعِهَا إِلَيْهِ، بَلْ عُلمت مُلَاءَمَتُهَا لِلشَّرِيعَةِ بِمَجْمُوعِ أَدِلَّةٍ لَا تَنْحَصِرُ فِي بَابٍ وَاحِدٍ، وَلَوِ اسْتَنَدَتْ إِلَى شَيْءٍ مُعَيَّنٍ لَوَجَبَ عَادَةً تَعْيِينُهُ.

[15]- الإشارة إلى قوله تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”الانبياء92.. وقوله تعالى”إنما المؤمنون أخوة} الأحقاف10

[16]- (حديث مرفوع) قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم لأبي طلحة: أرى أن تجعلها في الأقربين، رواه البخاري من حديث مالك عن إسحاق بن عبد اللَّه عن أنس، وفي التنزيل {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} سورة البقرة آية 215، {وكُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ} سورة البقرة آية 180 .

[17]- والأصل في إخراج زكاة الفطر هو مكان إقامة المزكي، بخلاف زكاة المال التي يكون الأصل فيها مكان مال المزكي وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة.(فتوى الدكتور رجب مليح موقع اون إسلام بتاريخ 19-10-2009

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى