مقالاتمقالات مختارة

الاحتلال الإنجليزي للهند وعوامل نبوغ الداعية أحمد ديدات رحمه الله ( 2 )

الاحتلال الإنجليزي للهند وعوامل نبوغ الداعية أحمد ديدات رحمه الله ( 2 )

بقلم القرني

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين … وبعد
فهذا هو الجزء الثاني من موضوعنا ( الاحتلال الإنجليزي للهند وعوامل نبوغ الداعية أحمد ديدات رحمه الله ) وكنا قد توقفنا عند نتائج المناظرة الكبرى التي جرت بين العلامة الشيخ رحمت الله الهندي والقس كارل غوتليب فاندر المشهور بـــ( فندر ) ، وسنبين بعد ذلك سبب نبوغ الداعية الشيخ أحمد ديدات رحمه الله .

فمن نتائج المناظرة الكبرى :
1. تعرية القس فندر وكتاباته التي ملئت تبجحاً وتحدياً ، فأظهر تناقضه في مواضع عديدة من كتبه ، وأنه كان يكتب بغير علم ، وقد تراجع فندر عن كتابات كتبها وعن أقوال قالها واعترف بخطئه فيها في مواضع عديدة .
2. إعتراف القسيس فندر العلني بوقوع النسخ والتحريف في كتب العهدين .
3. إغلاق القسيس فندر باب المناظرة في المسائل الباقية .
4. رحيل القسيس فندر عن بلاد الهند ، فقد لامه الإنجليز وعنَّفوه ونظروا إله نظرتهم إلى من جرَّ على الكنيسة خزياً وعاراً كبيراً فلم يستطع البقاء في الهند .
5. تأليف العلامة الشيخ رحمت الله الهندي رحمه الله كتاب ” إظهار الحق” .
هذه أبرز نتائج المناظرة التي نصر الله فيها العلامة الشيخ رحمت الله الهندي رحمه الله .

أيها القارئ الكريم هذا الكتاب ” إظهار الحق” هو الكتاب الذي كانت المناظرة سبباً لتأليفه ، وظهر بفضل الله في وقت كانت الحاجة إليه ماسّة لانتشار سلطان النصارى على معظم أنحاء العالم وكان المنصِّرون يؤلفون الكتب التي يتهجمون فيها على الإسلام وكتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم ويشوهون جميع العقائد الإسلامية والحقائق التاريخية وكانت كتبهم تطبع بجميع اللغات العالمية . وكتاب “إظهار الحق” يعد من خير ما ألف للرد على النصارى وكشف زيفهم ، مع خلوه من الشتائم واللغو ، وتقريره للحقائق الدينية والتاريخية بأسهل الطرق وأقربها .

بعد هذا العرض السريع لاحتلال الهند من قبل الانجليز وما حصل معه من حركة تنصيرية كبيرة ووقوف العلماء في وجهها قدر استطاعتهم وتأليفهم الكتب التي من أبرزها كتاب “إظهار الحق” للعلامة الشيخ رحمت الله بن خليل الكيرانوي العثماني الهندي رحمه الله أقول : إن أعظم عاملٍ في نبوغ الشيخ أحمد ديدات رحمه الله هو ما يبينه وسطره في آخر كتابه ” هل الكتاب المقدس كلام الله” حيث يقول : [ وخلال أربعين سنة يسألني الناس كيف لي كل هذا العلم بالنصرانية وكتابها، وبصراحة فخبرتي في اليهودية والنصرانية ليست من اختياري بل قد أُرغمت أن أكون هكذا.
عندما كنتُ أشتغل مساعد بائع عام 1939م بجانب معهد لتخريج الوعّاظ، كنت وأصدقائي هدفاً دائماً لخريجي هذا المعهد، فلم يكن يمر يوم لا يضايقنا فيه هؤلاء بإهاناتهم للإسلام والنبي والقرآن.
وقد كنت شاباً حسّاساً في العشرين من عمري، فكنت أقضي ليالي عديدة ساهراً أبكي لضعفي وعدم قدرتي على الدفاع عن النبي عليه الصلاة و السلام، وهو الذي أُرسل رحمة للعالمين، وقررت دراسة القرآن الكريم والكتاب المقدس والكتب التي تتحدث عنهما، واكتشافي لكتاب «إظهار الحق» كان أول خطوة في تغيير مجرى حياتي، وبعد فترة كانت لديَّ القدرة على أن أدعوا أولئك الوعّاظ للمناقشة وأحرجهم بالحقائق المعروضة مما اضطرهم لاحترام الإسلام ونبيه ]
 اهـ .

اللهم ارحم الشيخين : الشيخ رحمت الله بن خليل الكيرانوي العثماني الهندي مؤلف كتاب إظهار الحق والشيخ أحمد حسين ديدات الذي استفاد منه وكان سبب نبوغه في الرد على النصارى وجزهما خير الجزاء لقاء ما قاموا به من نصرة دينك والدفاع عنه وعن نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلنا معهما برحمتك يا أرحم الراحمين .

(المصدر: منتديات الشروق)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى