الإبهاج بمختصر ترجمة الشيخ محمَّد أمين سراج (3)
كاتب الترجمة: محمد أيوب العلي
شيوخه الذين أفاد وتحمَّل منهم وانتفع بهم:
ذكر الشيخ محمَّد أمين سراج في إجازته المطولة جملة من شيوخه الكرام، ومنهم من صحبه وتحمَّل منه وأجاز له، ومنهم من تحمل منه دون الإجازة، ومنهم من أرشده ولم يجزه، ومنهم من صحبه وأفاد منه كذلك دون يجيزه.
شيوخه المجيزون:
إنَّ الذين أجازوا له جملة من أفاضل العلماء وكبارهم؛ منهم من هو شيخه، ومنهم
من هو صنوه وصديقه، وقد ذكرهم جميهم في إجازتيه (المطولة والمختصرة) (1)، وهم:
– العلامة المتبحر الشيخ محمَّد زاهد الكوثري؛ وهو عمدته في الرواية.
– العالم الزاهد الشيخ سليمان بن فضل الرَّقَّه وي الألباني.
– العلامة القاضي الشيخ حسن المشاط المكي.
– العلامة المحدِّث الشيخ محمَّد ياسين الفاداني المكي.
– العلامة المتبحر الشيخ عبد الفتاح أبو غدة الحلبي.
– العلامة المحدِّث الشيخ محمَّد عبد الرشيد النعماني الباكستاني.
– العلامة الداعية الشيخ أبو الحسن علي الندوي الهندي.
– العلامة المتبحر الشيخ عبد الرزاق الحلبي.
– العلامة الشيخ محمَّد ديب بن أحمد الكلاس.
تدبجه مع العلماء:
منهج شيخنا في الإجازة كمنهج باقي المشايخ الأتراك فيها، ورغم هذا تدبَّج مع بعض المشايخ العرب فيها، ولكن ليس حباً في جمع الإجازات ونهماً، إنما تبركاً من البعض وحياءً من الآخرين. وكان ممن علمته تدبج معه:
– العلامة النحرير الولي الصالح السيد محمَّد عوامة الحلبي.
– العلامة المحدِّث السيد إبراهيم بن عبد الله خليفة الأحسائي.
– مفتي العراق العلامة الشيخ رافع طه العاني الرفاعي.
– الشيخ محمَّد أبصار الحق بن محمَّد أسرار الحق القاسم الهندي.. (2)
شيوخه الذين صحبهم وتحمَّل منهم ولم يجيزوه:
وممن حضر عندهم الدروس وتحمل منهم ولم يجيزوه: العالم الفاضل محمد خسرو أفندي (من كبار مشايخ المسجد)، والعالم الفاضل رئيس القيمين الشيخ سليمان أفندي السِّلِسْتَرَوي، والعارف بالله المتبحر الزاهد علي حيدر أفندي الأَخِسْخَوي (عضوالمشيخة الإسلامية)، وشيخ القرَّاء الشيخ عمرالقصطموني، والشيخ مصطفى لطفي أفندي (الملقب بالمكتبة السَّيَّارة).
يقول الشيخ السراج عن شيخه الأخير (مصطفى لطفي أفندي): كان يلقَّب بالمكتبة السَّيارة، أي: الماشية؛ وذلك لكثرة قراءاته ومطالعاته (حباً لها)، حتى إنه قرأ مكتبة جامع الفاتح مرتين، وهذه المكتبة تحتوي على اثني عشر ألف كتاب!
ويعلل سبب ذلك شيخنا السراج قائلاً: كان يعتكف في مكتبة مسجد السلطان
محمَّد الفاتح من الصباح إلى المساء؛ لأنه كان عزباً، ثم قال: وكان لا يركب واسطة نقل، إنما يكون ذهابه وإيابه ماشياً (3).
وممن لازم وأفاد منه أيضاً:
مفتي أمين أوني بإصطنبول، والعالم الصالح علي يكتا أفندي (والد زوجته)(4)، والعالم المدقق الشيخ عمر نصوحي الحسني أفندي مفتي إصطنبول، والعالم الأديب بكر خاكي أفندي مفتي إصطنبول، العالم الفاضل فؤاد أفندي بشيك تاش باصطنبول.
وممن أفاد منهم سنين:
عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمَّد عبد الوهاب البُحَيْري، دفين البقيع في المدينة المنورة، (وكان يدرسنا صحيح البخاري في بيته، وأفدنا منه كثيراً وأثر فينا روحياً وهو رجل فاضل مبارك)، والعالم الفاضل أحمد فهمي أبو سنَّة، ومفتي الديار المصرية حسنين محمد مخلوف، عضو هيئة كبار العلماء الفقيه عبد الرحيم كِشْكِي، وعضو هيئة كبار العلماء الفقيه محمود شوكت العدوي، وشيخ الأزهر الشيخ محمود شَلْتوت، والمحدِّث المحقق عبد الوهاب عبد اللطيف، والعالم الفاضل إحسان أفندي اليُوْزَغَادي، وآخر شيوخ الإسلام في الدولة العثمانية مصطفى صبري أفندي (صحبه في قاهرة مصر قرابة أربع سنوات).
وممن أفاد منهم التوجيه والإرشاد:
والده الحافظ الزاهد الشيخ مصطفى بن أسعد السراج، العارف بالله محممود سامي رمضان أغلو الآضْنَه وِي النقشبندي، العارف بالله محمَّد زاهد قُوْتقُوْ البُورْسَوِي، والعلامة المرشد علي حيدر أفندي النقشبندي.
أقرانه في الدراسة من العلماء المشهورين:
من أقرانه في دراسته الأولى العامة عند العلماء الأتراك: العلامة المربي المعمَّر الشيخ محمود بن علي الأوفي النقشبندي، الشهير بـ (الشيخ محمود أفندي).
أقرانه في دراسته الأزهرية: الدكتور نور الدين عتر الحلبي، والدكتور يوسف القرضاوي، والشيخ نور الدِّين بويجيلار القونيوي(5)، والشيخ محمَّد علي الصابوني..
من مسموعاته ومقروءاته:
قرأ شيخنا على بعض علماء الدولة العثمانية آنذاك (من بقي في تركيا ومن هاجر منها إلى مصر)، كما قرأ على مشايخ الأزهر الشريف حال دراسته هناك، وتفصيلات بعضها في الكتاب الأم لهذه الترجمة المسمى: « المعراج ».
وكان ممن قرأ عليه شيخه الإمام الكوثري، وكانت لجملة من الكتب؛ بعضها تامًا وبعضها لبعضه، وهذا بحسب ما يأمر به الإمام الكوثري (كما أخبرني غير مرة)، فقد صحبه وتتلمذ عليه نحواً من أربع سنين.
ومما قرأه عليه من ثبته «التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز » أوله وآخره، والمسلسل بـ (كتبته فها هو في جيبي) (6) بشرطه.
والإمام الكوثري ذكر سند هذا المسلسل في ثبته: «التحرير الوجيز».
(1) التعريف بالإجازتين: أولاً المطولة: تقع في ثلاثة عشر صحيفة مطبوعة على نمط الإجازات العثمانية القديمة، لكن بخطوط الكومبيوتر، ذكر فيها الشيخ السراج شيوخه وأماكن اللقاء بهم وتاريخه، بل وذكر فيها بعض من انتفع بصحبته وهم له أقران أو أصدقاء، ثانياً المختصرة: هذه طُبِعت مؤخراً بعد تكاثر طلبها على الشيخ، فقد اختصر شيوخه في الإجازة وألحق معهم والده، فجاءت مجموعة في صحيفة واحدة بخط صغير واضح، مشغولة على الكومبيوتر.
(2) هؤلاء من الأحياء الذين وقفت على خبرهم، ومن تواضع شيخنا السراج أنه يستحيي من المشايخ والعلماء المستجيزين منه، فيطلب منهم الاجازة أيضاً؛ جبراً لحيائه لا لهفاً في جمع الإجازات.
(3) هذا الكلام أخبرني به مشافهة غير مرة، كما أعاده مع تفصيلات بفيديو إجازته للشيخ قصي أبي السعد العراقي.
(4) على اسم شيخه ووالد زوجته سمَّى ولده الأكبر (علي يكتا)، وهو اليوم مدير التعليم العالي في تركيا (يوك).
(5) الشيخ نور الدين بن شكري بن علي بن بكر بويجيلار البوردري القونيوي، المولود في عام 1934م. تلقى العلم في بلده، ثم رحل إلى الأزهر الشريف لتحصيل العلم فيه وهو دون العشرين، فكان من شيوخه فيه: الشيخ محمَّد السماحي والشيخ محمَّد أبو شهبة، ومحمَّد أحمد محمَّدَيْن. كما تلقى الإرشاد والتوجيه من شيخ الإسلام مصطفى صبري أفندي، ووكيل مشيخة الإسلام محمد زاهد الكوثري. لكن لم يجزه أحد منهم؛ لصغر عمره (كما أخبرني)، وبعدها صحب الشيخ عبد الفتاح أبوغدة سبع سنين، سمع خلالها دروسه وتقريراته وأجازه بعدها.
(6)عن الربيع حاجب المنصور قال لما استوت الخلافة لأبي جعفر قال لي يا ربيع ابعث إلي جعفر ابن محمد قال فقمت من بين يديه وقلت أي بلية يريد أن يفعل وأوهمته أني أفعل ثم أتيته بعد ساعة فقال ألم أقل لك ابعث إلي جعفر بن محمد فوالله لتأتيني به ولأقتلنه شر قتله قال فذهبت إليه فقلت أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين فقام معي فلما دنونا من الباب قام فحرك شفتيه ثم دخل فسلم فلم يرد عليه ووقف فلم يجلسه ثم رفع رأسه فقال يا جعفر أنت الذي ألبت وأكثرت وحدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينصب للغادر يوم القيامة لواء يعرف به فقال حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش ألا فليقم من كان أجره على الله فلا يقوم من عباده إلا المتفضلون فما زال يقول حتى سكن ما به ولان فقال له اجلس أبا عبد الله ارتفع أبا عبد الله ثم دعا بمدهن غالية فدافه بيده والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين ثم قال انصرف أبا عبد الله في حفظ الله وقال لي يا ربيع ابتع أبا عبد الله جائزته واضعفها قال فخرجت فقلت أبا عبد الله تعلم محبتي لك قال أنت منا حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم ال مولى القوم منهم فقلت أبا عبد الله شهدت ما لم تشهد وسمعت ما لم تسمع وقد دخلت ورأيتك تحرك شفتيك عند دخولك إليه قال دعاء كنت أدعو به فقلت دعاء حفظته عند دخولك إليه أم شيء تأثره عن آبائك الطاهرين قال بل حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء وكان يقول « إنه دعاء الفرج، وهو: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام وارحمني بقدرتك علي أنت ثقتي ورجائي فكم من نعمة أنعمت بها علي قل لك بها شكري وكم من بلية ابتليتني بها قل لك بها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ويا من قل عند بلائه صبري فلم يخذلني ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم أعني على ديني بدنياي وعلى آخرتي بالتقوى واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما = = حضرت يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة.
(المصدر: رابطة العلماء السوريين)