قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، “علي القره داغي”، إن التركيبة الديموغرافية في العراق تتغير بشكل يصب ضد أهل السنة.
جاء ذلك في تقييمه للوضع العام لأهل السنة في العراق، في مكتب وكالة الأناضول بمدينة السليمانية شمالي العراق، اليوم الثلاثاء، أوضح خلالها أن السنة تعرضوا لضغوطات مختلفة في العامين الأخيرين بذريعة تنظيم داعش الإرهابي، مبينًا أن السنة في البلاد هُجّروا من أجل تقليص أعدادهم، وتغيير التركيبة السكانية في مناطقهم.
ولفت القره داغي أن السنة يشكلون معظم المدنيين ممن اضطروا لإخلاء مناطقهم ومغادرة منازلهم عقب هجمات داعش، مضيفًا، أنه ” إذا نظرنا إلى المهاجرين داخل العراق، نرى أن ملايين السنة تركوا أماكنهم، ونزحوا إلى منطقة كردستان، أو البلدان المجاورة، حتى أن الأمم المتحدة اعترفت مؤخرًا بوجود ضغوط على السنة في العراق، وأنهم تعرضوا للتهجير”.
وأشار القره داغي أن العاصمة بغداد تعد أبرز مثال للتغير في التركيبة الديموغرافية التي بدأت بمناطق السنة، منوهًا أن “مذهبا أخر يسيطر حاليًا على بغداد التي كان السنة يشكلون الأغلبية فيها”، لافتًا أنه من الخطأ تجريم مذهب بذريعة داعش وقبلها تنظيم القاعدة، وإرغام أتباعه على الهجرة، وإحلال أناس من مذهب أخر مكانهم.
وذكر القره داغي أن المناطق التي يقطنها غالبية سنية في محافظات صلاح الدين والأنبار وديالى، تحولت إلى دمار خلال استعادة السيطرة عليها من داعش، محذرًا من حصول الخطر ذاته في مدينة الموصل التي تقطنها غالبية سنية.
وأكد القره داغي ضرورة أن تتصرف حكومة العراق المركزية وقوات البيشمركة، وجنود قوات البلدان الأخرى بدقة كبيرة من أجل عدم دمار الموصل كما حصل في مدن أخرى استعيدت من يد داعش.
وشدد القره داغي على ضرورة إصدار الحكومة العراقية عفوًا عامًا عن من تشتبه بأنه من داعش أو تدعي قتاله بصفوف التنظيم، قبل البدء بعملية تحرير المدينة، من أجل تعزيز الثقة بينها وبين سكان الموصل، مبينًا أنه طرح على الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال لقائه إصدار عفو بهذا الصدد.
وأكد القره داغي أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق تركيا من أجل إحلال السلام في المنطقة وعدم السماح بوقوع الموصل بيد الميليشيات، مشددًا على ضرورة اتخاذ التدابير بواسطة الأمم المتحدة لمنع دخول أي عناصر تابعة لمذهب أخر إلى المدينة.
وأوضح القره داغي أن تركيا ستلعب دورًا رئيسيًا بخصوص مد يد العون للمدنيين، الذي سيخرجون إلى مناطق آمنة من الموصل لدى بدء بعملية تحرير المدينة، قائلًا، إن ” المنظمات الإغاثية التركية مدت يد العون للعديد من النازحين في المنطقة حتى الآن”.
المصدر: وكالة الأناضول.