![](https://www.msf-online.com/wp-content/uploads/2025/02/WhatsApp-Image-2025-02-14-at-11.40.26-AM-780x470.jpeg)
(هل صحيح أنّ الأمريكان أمر كان)؟!
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة(خاص بالمنتدى)
إنّ الظّلم للآخرين – وخاصّة إن كانوا مساكين- من أهمّ أسباب خسارة الدّارين فكم من أمم ظالمة طغت فأبيدت! وكم من جبّارين بغوا فصاروا أثرًا بعد عين!
وكم من الأنام قد أسرفوا في العدوان فكانت عاقبتهم الذّلّ والخسران! يقول اللّه ربّ العالمين: ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾ وقال نبيّنا الصّادق الأمين ﷺ: «إنّ اللّه ليملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته» ثمّ قرأ ﷺ: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ فأين هم باللّه عليكم الجبابرة أو الأكاسرة أو القياصرة أو الأباطرة؟!
وأين هي عاد وإرم ذات العماد وقوم لوط ونوح وثمود؟!
وأين الذين طغوا في البلاد ثمّ أكثروا فيها الفساد؟!
وأين فرعون وهامان وقارون والنّمرود والإسكندر بل أين هولاكو وجنكيز خان؟! قال تعالی: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ فلتكن لنا أيّها الأعزّاء في هؤلاء الأشقياء من الأمم ومن الزّعماء عظات بالغات! قال رسول اللّه ﷺ: «اتّق دعوة المظلوم فإنّها ليس بينها وبين اللّه حجاب» وقال نبيّنا ﷺ: «دعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السّموات ويقول الرّبّ تبارك وتعالى: وعزّتي لأنصرنّك ولو بعد حين» أخي اللبيب إيّاك أن تظنّ أنّ ربّك السّميع المجيب غافل عن الأعراض التي انتهكت والأرواح التي أزهقت والمساجد التي هدّمت والمصالح التي قد تعطّلت والجرائم التي ارتكبت! نقول قبل الختام للأحبّة الكرام: لكلّ شيء من اسمه نصيب فلعلّ ما سمّي بالأمريكان [الأمر كان]: الأمر انتهی بعد أن كان فترة من الزّمان فتفاءلوا يا إخوة الإيمان!