مقالات

10 خطوات للاستمرارية في عالم القراءة ..

بقلم وضاح بن هادي

لا أُحصي عدد المرات التي تردني الرسائل وبشكل يومي، وكُلّها تدور أسئلة ذات متعلق وإجابة واحدة كيف أبدأ طريق القراءة؟

وكيف أستمر في عالم القراءة؟

وكيف أقضي على الملل أثناء قراءتي؟

وكيف؟ وكيف؟ وكيف؟

وأحسب أن الإجابة على كل هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن نُجملها في مجموعة من الرسائل والخطوات العملية السريعة:

1- الكثير ممن أخفقوا في بداياتهم في بناء علاقة جيدة ما بينهم وبين الكتاب والقراءة؛ كونهم لم يُحسنوا اختيار الكتاب المناسب، وربما الوسيلة المناسبة للتعامل مع الكتاب؛ واستشارة المختصين يُعالج القضية هذه، أو الالتحاق بأحد الدورات المتخصصة التي تُملكّنا الأدوات والمهارات اللازمة في هذا المجال ..

2- الكثير يود البدء، لكنه لا زال رهين لبعض التصورات أو المواقف السلبية تجاه القراءة، ونحن نقول: حتى تبدأ يجب أن تتجاوز تلك العقبة النفسية، وأولى الخطوات في هذا: أن تُمسك بالكتاب الذي تحب، وفي المجال الذي تميل إليه، وتقرأ؛ لأنك إن قرأت وقرأت ستلمس الفرق الذي ستُحدثه القراءة على مستوى ذاتك وتفكيرك ونظرتك للحياة من حولك ..

3- كثير هم الذين يستجيبون للدعوات الحافزة للقراءة، ثم يبدءون في القراءة، لكن ما إن يبدأ إلا وينتابه نوع من الإحباط كونه لم يلمس ثمرة من وراء قراءته، وهذا توهّم ليس له مكان من الصحة؛ كون القراءة ثمرتها لا محالة تنعكس على ذات الشخص وتصوراته وأفكاره وأهدافه وطموحاته، وكل هذه ثمار ليست محسوسة، وإنما تتنامى خفية داخل النفس مع الاستمرارية في طريق القراءة ..

4- البعض ما إن يسمع ناد ينادي بالعودة إلى اقرأ، إلا وتأخذه الحماسة للاندفاع في طريق القراءة، ونحن نقول: ربما أدّى هذا الحماس المبالغ فيه انقطاعا بعد حين، لكن أنت بحاجة في هذه المرحلة الأولية أن تبدأ بالكتيبات قبل الكتب، وبالكتب السهلة قبل الصعبة، وتبدأ بالدقائق البسيطة اليومية حتى تتكون لديك عادة القراءة، لتترقى بعدها في مستوى المقروء، وفي الزمن المحدد للقراءة اليومية ..

5- كثير ممن تواجههم بسؤال: <لماذا لا تقرؤون؟>، إلا ويواجهونك بسيل من الأعاذير، على رأسها قولهم: “ليس لدي وقت”، ونحن نقول: متى ما كانت القراءة أحد اهتماماتك وأولوياتك، متى ما أوجدت لها الأوقات الكافية للعيش بين أحضانها، حتى أنها ربما تصحبُك حتى في أوقات انتظارك، بل وفي سيارتك وتنقلاتك ونزهتك ..

6- شكوى لا تكاد تفتر من لسان كثير من القراء اليوم وأمس وغدا؛ وهي الإصابة بالملل وربما النعاس عند القراءة؛ وهذه شكوى نستطيع أن نقول أنها عائدة إلى مجموعة من الأسباب؛ منها تثبيط الشيطان للمؤمن، ومنها عدم التهيؤ القبلي للقراءة، ومنها ربما نوعية الكتاب المقروء، ومنها الجمود الذي نتعامل به مع الكتب التي نقرؤها ..

7-  ولذا هناك وسائل بسيطة يُمكن أن تُضفي إلى قراءاتنا كثير من المتعة والدافعية، ومنها مصاحبة القلم أثناء القراءة، وسواء كان القلم رصاصا أو حبرا، لتُدوّن من خلاله الفوائد والمحفوظات والتصويبات والتعليقات، كذلك استخدام بعض التقنيات الحديثة للقراءة الذكية، كتقنية الرسم الشجري، أو الخرائط الذهنية، أو الألوان الفسفورية، وكل هذه مساعدة للتفاعل مع الكتاب بدلا من الاستسلام أما الأفكار المقرؤوة، بل ويساعد كذلك في تحويل القراءة من حالة استهلاكية إلى حالة منتجة متعدية النفع ربما ..

8- كثير هم الذين يبدؤون بعد هذا؛ لكن ما إن ينتصفوا إلا ويتنكبوا عن الطريق، وحجّتهم في ذلك: لم أجد من يحفّزني للاستمرارية، ونحن بإمكانا أن نقول لهؤلاء: أن الاستمرارية في القراءة هي أكبر حافز لمواصلة الطريق، ثم أن وضوح الهدف من وراء ما تقرأ يُساهم في استمتاعك بالإنجاز الذي يتحقق يوما بعد آخر، ثم أن مصاحبتك للعشاق المدمنين على القراءة يساهم في استمراريتك، وإن كانت حجتك أنك بحثت عنهم ولم تجدهم، فنقول: صاحبهم وجالسهم عبر وسائل التواصل المتعددة، والتي ساهمت في أن تصنع صداقاتك المميزة، ولو كانت عبر العالم الافتراضي ..

9- هناك كتب مهمة ومحفزة في طريق القراءة، يمكن الاستعانة بها والولوج إليها أولا في بداية قراءتك؛ منها كتاب ساجد العبدلي القراءة الذكية، وكتاب مصطفى كمال متعة القراءة، وكتاب علي العمران المشوق إلى القراءة، وكتاب وضاح بن هادي متعتي في قراءتي، وكتاب عبدالمجيد تمراز جنوني مذهبي في القراءة، وغيرها كثير ..

10- وختاما وإن كان من حقها الابتداء بها؛ وهي استشعارك أن مكوثك بين يدي الكتاب هي في المقام الأول عبادة تتعبد بها لرب العالمين، فأنت تنوي ابتداء تعليم نفسك، ورفع الجهل عن ذاتك، ثم نفع غيرك من أفراد أمتك، وكل هذا يتطلب تطهير النفس من الذنوب والمعاصي التي قد تحول بينك وبين العلم، ومن أصدق من الله قيلا : <واتقوا الله ويعلمكم الله> ..

هذا والله أسأل عودة حقيقية قريبة عاجلة لأمة اقرأ إلى اقرأ..

المصدر: صيد الفوائد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى