ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ
بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴلة ﻟﻴﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩية ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ لأﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ أﺧﻴﺎﺭ أئمة ﻛﺒﺎﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍلآثار ولأجل ﺫﻟﻚ أﺣﺒﺒﺖ أﻥ أﻧﻮﻩ ﻋﻠﻰ أﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ:
* ﻟﻢ ﻳﺼﺢ ﻓﻲ ﻓﻀﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﻟﻴﻠﻬﺎ ﻭﺻﻴﺎﻡ ﻧﻬﺎﺭﻫﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻨﺪ أﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﺾ أﻭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻭﻛﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺼﺢ أﻧﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭكة ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ أﻣﺮ ﺣﻜﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﺜﻮﺭ ﻭﺍﻟﺠﻼﻟﻴﻦ ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻋﻦ ﻣﺤﻘﻘﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ أﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ اﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ لأن ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭكة ﻫﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴنة ﻭﻛﺬﺍ أﻥ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺗﺮﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻭﻟﻜﻦ ﺻﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻦ أﻥ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺗﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ.
* ﻳﺼﺢ ﺻﻮﻡ ﻧﻬﺎﺭﻫﺎ لأﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍلأﻳﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻟﻤﻦ ﺻﺎﻡ ﻗﺒﻠﻬﺎ أﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻤﺎﻡ الأﻳﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺾ لأﻥ ﺍلأﻳﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﺗﺼﺢ ﻣﺮﺗﺒﺔ 13 ﻭ14 ﻭ15 أﻭ 3 أﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻛﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺗﻴﺐ.
* ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻳﺴﺘﺤﺐ ﻋﻨﺪ المذاهب الأربعة وﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻭﺗﺨﺼﻴﺼﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩة ﻭﻓﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋة ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻋﻠﻰ أﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻴﺎﻣﺎ ﺑﻼ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﻭﻻ ﺗﺠﻤﻊ ﻧﺎﺱ، وﻳﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻠﻄﺎﺋﻒ للإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﺧﻞ للإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ.
* إﻥ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠة ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻛﻤﺎ قرره الإمام النووي في الروضة، وﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ للإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ أن مذهب الجمهور أن تحويل القبلة في نصف رجب السنة الثانية ورجحه الحافظ والله أعلم.
* ﺻﺤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻀﻌﺔ أﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﺤﻬﺎ ﺑﻌﺾ الأئمة كاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻭﺍﻟﻤﻨﺬﺭﻱ ﻭﺍﻟﻬﻴﺜﻤﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ كالأﻟﺒﺎﻧﻲ ﻭﺍلأﺭﻧﺆﻭﻁ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍلأﺣﺎﺩﻳﺚ :
1. ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻟﻰ خلقه ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ إﻻ ﻻﺛﻨﻴﻦ ﻣﺸﺎﺣﻦ ﻭﻗﺎﺗﻞ ﻧﻔﺲ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ إﻻ ﻟﻤﺸﺮﻙ أﻭ ﻣﺸﺎﺣﻦ) ﺭﻭﺍﻩ أﺣﻤﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ.
2. ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻳﻤﻬﻞ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻭيدع ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﺑﺤﻘﺪﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﻋﻮﻩ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻻﺑﻦ أﺑﻲ ﻋﺎﺻﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴنة ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ (ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻜﻞ ﻧﻔﺲ ﺇﻻ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺷﺤﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ) ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻟﻪ أﻳﻀﺎ ﺻﺤﻴﺤﻪ (ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻀﻐﺎﺋﻦ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﺑﺤﻘﺪﻫﻢ) ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ أﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺗﻘﻮي ﻫﺬﻩ ﺍلأﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ أﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﻘﻮﻳﻪ إﻥ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪة ﺻﺤﺢ ﺑﻌﺾ الأئمة ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻓﻀﻞ ﻫﺬﻩ الليلة ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭ.
* ﻳﺠﻮﺯ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺻﻮﻡ ﺍلإﺛﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﻟﻤﻦ ﻟﻪ ﻋﺎﺩة ﺑﺼﻮﻣﻬﻤﺎ ﻭﻳﺠﻮﺯ أﻳﻀﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﻳﻜﺮﻩ ﻭﻻ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻟﻐﻴﺮ ما سبق ﻟﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ أﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻓﻼ ﺗﺼﻮﻣﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﻣﻀﺎﻥ).
* ﻳﺤﺮﻡ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﻫﻮ 30 ﺷﻌﺒﺎﻥ إﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻼﻝ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻟﻤﻦ ليس ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻀﺎﺀ أﻭ ﻋﺎﺩة ﻓﻲ ﺻﻮﻡ ﺍلإﺛﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﻟﺤﺪﻳﺚ (ﻣﻦ ﺻﺎﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻚ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﺭﻭﺍﻩ أﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺑﺴﻨﺪ صحيح أﻣﺎ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻟﻤﻦ ﻟﻪ ﻋﺎﺩة أﻭ ﻗﻀﺎﺀ ﻓﻠﺤﺪﻳﺚ (ﻻ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﺼﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﺃﻭ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﺻﻴﺎﻣﺎ ﻓﻠﻴﺼﻤﻪ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻟﻌﻞ ﻫﺬﻩ أﻫﻢ ﺍلأﺣﻜﺎم المتعلقة بهذة الليلة الفاضلة ﻭﻛﻢ ﺣﺮﻡ ﺧﻴﺮﻫﺎ القتلة ﻭﺍﻟﺤﺎﻗﺪﻭﻥ ﻭمرضى ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ.
ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﻭﻃﻬﺮ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ فيها ﻭﻓﻲ غيرها.