الحمد لله القائل (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا) وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
ففي الوقت الذي تستعد فيه الوفود للتفاوض فيما طرحه المجتمع الدولي من (حل سياسي) لما يسمونه الأزمة السورية ، واستجابت المعارضة السورية بالذهاب إلى (جنيف 3) وذلك لفضح النظام المجرم وروسيا وإيران وآخرين من ورائهم ممن يعطي السوريين من طرف اللسان حلاوة ويروغ بعد ذلك روغان الثعالب، في نفس الوقت نرى أن النظام وحلفاءه المحتلين لسوريا يكثفون حملاتهم العسكرية وفق سياستهم الواضحة (الأرض المحروقة) فيبيدون الشجر والحجر والأحياء في المناطق التي يستهدفونها بلا رحمة ولا هوادة ، والدول الفاعلة تتفرج على هذه المجازر اليومية والصور ، صور الأطفال ينشلون من تحت الأنقاض وصور أشباح الجوع في المناطق المحاصرة بلا إنسانية ولا أخلاق ، بل وتردد هذه الدول عقب كل مجزرة لا حلّ إلا الحل السياسي، ولم يعد هناك مشكلة إلا الإرهاب بمفهومه الذي يسوقونه للعالم فيما يخدم أهدافهم الاستعمارية المقيتة ، والمجلس الإسلامي السوري إزاء ما يجري في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الثورة السورية يبين ما يلي :
أولاً: لقد قالها الشعب السوري من أول يوم (ما لنا غيرك يا الله) ولسان مقال وحال الأصدقاء قبل الأعداء يقول (انزعوا أشواككم بأيديكم) ويرى الشعب السوري أن بورصة التصريحات (الصاعدة والهابطة) ما هي إلا عبارة عن شيكات بلا رصيد وحقن مخدرة ريثما يستطيع النظام المجرم مع دول الاحتلال إنهاء الثورة ووأدها ومن ثمّ تعويم النظام أو إعادة استنساخه من جديد، ونحن نقول للشعب السوري لا سيّما من كان في حلب وريفها دافعوا عن ثورتكم وعن أرضكم وبيوتكم وعن أعراضكم وقبل ذلك كله عن دينكم ، فقد اجتمعت عصابة المجوس مع الباطنية وحثالة الشيوعيين الملاحدة ومن ورائهم الشرق والغرب ، فوا الله لئن تمكنوا فلا يدعون للإسلام بقية في أرضكم ، فيا شباب الأمة الثبات الثبات أمام هذا الزحف الغادر
ثانياً: أيتها الفصائل المجاهدة أما آن الأوان لكي تتحدوا أمام خطر الاستئصال الذي يهددكم جميعاً !!! نشد على أيديكم وندعم كل جهد صادق ومخلص لتوحيدكم ، لا تعولوا على أحد سوى الله ثم اجتماعكم ورص صفوفكم يقول تعالى (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصرص) وما زال الأعداء ينفذون من ثغرة الفرقة والشتات فيما بينكم
ثالثاً: أيها المفاوضون في جنيف أنتم في معركة لا تقل عن ميادين الوغى وساحات الجهاد ، فلا تعطوا هؤلاء الأشرار في السياسة ما لم ينالوه في القتال ، حافظوا على ثوابت أمتكم ومكتسبات ثورتكم ، والشعب الذي تمثلونه أقوى من حكومته العميلة الخائنة التي دمرت البلاد وقتلت وشردت العباد واستقدمت المحتلين والمستعمرين، وفي اللحظة التي تدركون أن إثم استمراركم في المفاوضات أكبر من نفعه فما عليكم إلا الانسحاب ، ولا تخضعوا لتهديد ولا لوعيد ، فالله يلهمكم السداد ويهديكم الرشاد والشعب العظيم من ورائكم
وفي الختام أيها السوريون سطرتم بجهدكم وجهادكم ملحمة الحرية والكرامة ، وهذه معركة الاستقلال الحقيقية بإذن الله تدحرون فيها كل من رهن الأمة ومقوماتها للغزاة الطامعين ، فالصبر الصبر ، والله لن يضيعكم ولن يتركم أعمالكم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.