مقالاتمقالات مختارة

يوم عاشوراء.. الذكرى والصيام والحكمة

يوم عاشوراء.. الذكرى والصيام والحكمة

بقلم د. زغلول النجار

إن يوم العاشر من محرم “يوم عاشوراء” هو ذكرى نجاة موسى عليه السلام وقومه من الغرق، وإغراق فرعونَ وجيشه، فصامه موسى شكرًا لله على نعمته وفضله عليه، وتلقته الجاهلية من أهل الكتاب، فكانت قريشٌ تصومه في جاهليتها، وكان النبي يصومه معهم.

قالت عائشة رضي الله عنها: “(كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله ﷺ يصومه؛ فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه؛ فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه” متفق عليه.

وقدم الرسول المدينةَ مهاجراً، واليهود بها، فوجدهم يصومون اليوم العاشر، سألهم: ما سبب الصيام؟ قالوا: يومٌ أنجى الله فيه موسى ومن معه، وأغرق فرعونَ ومن معه، فصامه موسى شكراً لله عز وجل.

وعلى هذا فصيام عاشوراء على ثلاث مراتب: صوم التاسع والعاشر والحادي عشر، هي المرتبة الأولى، أما الثانية، فهي صوم التاسع والعاشر فقط، أما الثالثة فيه صوم العاشر وحده.

وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: “فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر”.

وإن لم يعد صيام هذا اليوم واجبًا فهو ينبغي الحرص عليه لأن صيامه يكفر السنة الماضية، وروى ابن عباس قال: “ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء”، وعنه رضي الله عنه قال: قال ﷺ: “ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء” رواه الطبراني.

الحكمة من صيام يوم عاشوراء:

والحكمة من صيامه، أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله تعالى، خاصة وأن نبينا ﷺ قد صامه وأمر بصيامه، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي ﷺ قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم: “ما هذا اليوم الذي تصومونه؟” قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال النبي: “فنحن أحق بموسى منكم”، فصامه رسول الله ﷺ وأمر بصيامه”.

أما الحكمة في صيام اليوم التاسع، فقد نقل النووي أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، أو وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده، أو الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة اليهود كما أشار إلى ذلك ابن تيمية.

وصيام اليوم التاسع واليوم العاشر من شهر المحرم هو أفضل المراتب؛ لحديث أبي قتادة عند مسلم أن النبي ﷺ قال في صيام يوم عاشوراء: “أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”، ولحديث ابن عباس عند مسلم أيضاً: “لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر”.

 يلي ذلك صيام اليوم العاشر والحادي عشر؛ لحديث ابن عباس أن النبي ﷺ قال: “خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده”.

وصيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر هو أفضل للحيطة من الإلتباس فى دخول الشهر؛ ولحديث ابن عباس مرفوعاً “صوموا يوماً قبله ويوماً بعده”.

أعاننا الله تعالى جميعا على تعظيم شعائره، وعلى حسن القيام بتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، وتقبل ذلك منا ومنكم، وكل مناسبة كريمة والأمة الإسلامية بخير، وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى كل من تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى